هذا ما أكد عليه ممثل المرجعية الدينية العليا في مستهل الخطبة الثانية من صلاة الجمعة التي أقيمت في الصحن الحسيني الشريف في 28 رجب 1429 هـ الموافق 1/8/2008 م مضيفاً ( إننا نتقدم بشكرنا الجزيل وتقديرنا العالي للاجهزة الامينة والامانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة والمؤسسات الانسانية وجميع المواكب والهيئات وبالخصوص اهالي الكاظمية والاعظمية الذين نصبوا مواقع الخدمة لتقديم افضل الخدمات للزوار الكرام، ونود ان نخاطب الاجهرة الامنية ان يدققوا في الاسباب التي حصلت من خلالها تلك التفجيرات والخروقات الأمنية لاسيما أن أمامنا زيارات مليونية ونحن على اعتاب الزيارة الشعبانية التي تشهدها كربلاء المقدسة لوضع الحلول المناسبة لعدم حصول تلك الخروقات في المستقبل).
وفي ما يتعلق بانتخابات مجالس المحافظات اكد سماحة الشيخ الكربلائي ( إن على جميع المعنيين من كيانات سياسية واعضاء في مجلس النواب التوصل الى صيغة لتمرير قانون الانتخابات بما يضمن حقوق جميع الاقليات والقوميات والشرائح السياسية في مدينة كركوك، وعلى جميع المعنيين أن يتوصلوا إلى الحل الذي يحفظ لهذه المدينة وحدتها وتآلفها وتماسكها من العرب والكرد والتركمان، وان يحفظ التعايش السلمي بين ابناء المدينة الواحدة، وان يبعدها من جميع الأمور التي تعكر صفوها، ونأمل من الكتل السياسية ان يتم تغليب المصالح العامة للشعب العراقي واهالي كركوك على المصالح الضيقة، ونأمل من الجميع أن يضعوا هذه الأمور نصب اعينهم عند اقرار قانون مجالس المحافظات في صيغته النهائية ).
وعن الوضع الامني المتأزم في ديالى طالب ممثل المرجعية الدينية العليا القوات الامنية ان تديم تلك العمليات للقضاء على الزمر الارهابية التي تعشعش فيها، حيث أن محافظة ديالى شهدت الكثير من العمليات التفجيرية وعمليات القتل والتشريد والإرهاب، وللقضاء على هذه الحالة يلزم ان تدوم زخم العمليات العسكرية ضد بؤر الارهاب ولا تقتصر على اسبوع او اسبوعين، ولا بأس الاستعانة بقوات إضافية لكبح جماح الارهاب فيها واعادة المهجرين الى قراهم وديارهم، حيث ان الكثير من اهالي تلك المدينة المنكوبة تم تهجيرهم، ونرجو ان توضع خطة لاعادتهم واعانتهم اذ ان الكثير منهم فقدوا بيوتهم واموالهم تمهيدا لعودة الامن والاستقرار لهذه المحافظة الحبيبة ).
ووجه سماحته نداءه الانساني الى الكادر الطبي في المستشفيات والمراكز الطبية المنتشرة في عموم البلاد مبينا ( إن الكثير من المرضى يعانون من الامراض الخطيرة وهناك مسؤولية دينية ووطنية تقع على عاتق الاطباء والكادر الطبي للحفاظ على ارواح المواطنين، والطبابة في الفقه وان كانت واجبا كفائيا لكنها في بعض الاحيان تصبح واجبا عينيا، ووفاءً منهم لهذا الواجب المقدس على الاطباء ان يؤدوا هذه الخدمة باتم وجه سواء كان المريض سنيا ام شيعيا كرديا ام تركمانيا مسلما ام مسيحيا، المهم انه مواطن عراقي من المفترض ان يعيشوا افراحه وأتراحه، وان يعطى حقه كاملا انطلاقا من المسؤولية الدينية والوطينة، ولتحقيق ذلك لابد ان تتوفر في الكادر الطبي الرحمة والحنان والرعاية، تبعا لذلك هناك ثمة شريحتين يمكن تصنيفها في هذا الكادر، الشريحة الأولى هي التي احست بالمسؤولية وادتها باكمل وجه وهم مشكورون على مواقفهم النبيلة تلك بما يمتلكون من قلوب حية ملؤها الحنان والرأفة على جميع المرضى، وهناك شريحة ثانية لا يهتز لها ضمير حينما ترى ان هنالك انسانا بحاجة الى علاج، إذ حولوا هذه المسالة الانسانية الى تجارة وتجردوا - مع بالغ الأسف - عن ذلك القلب الرحيم والرؤوف الذي ينبغي ان يحملوه، واذكر لكم بعض الحالات الانسانية واود ان يسمعها الاخوة الأطباء، عائلة فقدت أباها لموت أو طلاق ولم يبق لهم إلا الأم تحيطهم بحنانها، واصيبت هذه الأم بمرض فتاك مما اضطرها للذهاب الى الطبيب، فقابلها بقساوة مما جعلها عرضة للهلاك، تصورا حالة الأولاد في تلك العائلة، حيث أنهم فقدوا أباهم من قبل، واليوم يفقدون امهم وهي المعيل الوحيد لهم، كيف يكون مصيرهم؟! وهكذا هناك الكثير من هذه الحالات، إن بعض الأطباء يتعاملون مع المرضى معاملة مادية بحتة والمطلوب من الاخوة في القطاع الطبي لاسيما الشريحة الثانية ان يتعاملوا مع هذه القضية الانسانية معاملة ملؤها الحب والرأفة والمحبة، وأتوجه إلى معالي وزير الصحة والكوادر الطبية في وزارته أن يولوا أصحاب الأمراض المزمنة المزيد من الرعاية وتوفير الدعم المالي والانساني، نسأل الله أن يمن على الجميع بالخير والاستقرار إنه عليم مجيب ).
https://telegram.me/buratha