في إطار الاستعدادات للاستحقاق الانتخابي المقبل، برزت الأصوات الأكاديمية والتدريسية في الجامعات العراقية لتؤكد أهمية المشاركة الفاعلة في العملية الانتخابية، باعتبارها الخيار الديمقراطي الأمثل للتعبير عن إرادة الشعب وصناعة التغيير المنشود، حيث شدد أساتذة الجامعات على أن المشاركة الواسعة تمثل ركيزة لتعزيز المسار الديمقراطي وترسيخ الاستقرار السياسي والاجتماعي، داعين الطلبة والمواطنين كافة إلى أداء دورهم الوطني والمسؤول في صناديق الاقتراع.
وفي هذا الصدد، قال رئيس جامعة كربلاء المقدسة صباح واجد علي للوكالة الرسمية، إن "للانتخابات دوراً محورياً في قيادة الحياة الاجتماعية في العراق لاسيما أن العراق انتقل من مرحلة عسيرة جداً سياسياً واجتماعياً وبعد النظام المقبور بدأ العراق نهجاً جديداً بالعمل السياسي وانتقال السلطة بصورة سلمية"، لافتاً الى أن "الانتخابات أسست لحياة مستقرة، وأن عدم المشاركة في الانتخابات له آثار كارثية على البلد".
وأضاف أنه "ليس هنالك من بديل آخر للانتخابات"، داعياً "جميع العراقيين إلى المشاركة الكبيرة لتفويت الفرصة على كل من تسوّل له نفسه يحول دون استقرار العراق ويمس أمنه وأمانه".
كما لفت الى أن "العراق بدأ يخطو خطوات متسارعة نحو النهوض العمراني والسياسي، وبدأ ينهض نهضة كبيرة بالمنطقة خصوصاً في آخر العشر سنوات أو الخمس سنوات فهو يعد من أهم البلدان المتنامية".
كذلك ذكر رئيس جامعة الأنبار مشتاق طالب الندا لوكالة الأنباء العراقية (واع): "بالتأكيد بدورنا كأكاديميين وعلماء وباحثين نتمنى أن تكون هناك مشاركة فاعلة بالانتخابات المقبلة من جميع شرائح المجتمع خاصة من الشرائح الأكاديمية للإدلاء بالصوت الصحيح لمن يستحق من أجل انتخابات نزيهة حرة وشفافة ومن أجل أن نرتقي ببلدنا العظيم العراق عربياً وعالمياً، وأن نلبي حاجات المواطن، وأن نرتقي بجميع مرافق الحياة على مستوى التعليم والصحة".
في ذات السياق، أكد أستاذ العلوم السياسية الدكتور أنس العزاوي أهمية وضع آلية واضحة من قبل الحكومة لضمان مشاركة أوسع للمواطنين في الانتخابات المقبلة، مشدداً على أن التركيز لا ينبغي أن ينصبّ على الجمهور الحزبي فقط، بل على شريحة المترددين بشكل عام.
وقال العزاوي إنه "من الضروري إعادة النظر بالسياسات العامة، وتوفير بيئة مستقرة وآمنة تشجع المواطن على المشاركة، والابتعاد عن الحملات الإعلامية السلبية التي تعتمد على الطعن والتسقيط والتخوين والتقليل من شأن مؤسسات الدولة، والتي تنعكس سلباً على مزاج الناخبين ورغبتهم في المشاركة".
كما أشار إلى أن "مواليد 2006 و2007 أصبحوا ضمن الفئة التي يحق لها التصويت، بما يقارب المليون ونصف المليون شاب وشابة، وهؤلاء يشكلون قوة مجتمعية مؤثرة تحتاج إلى تحفيز وتوعية حتى يكونوا عاملاً إيجابياً يسهم في تجديد روح العملية السياسية".
فيما دعا العزاوي إلى "توجيه الإعلام الوطني نحو دعم العملية الانتخابية بشكل إيجابي والابتعاد عن البرامج الحوارية المثيرة للتوتر"، مشدداً على "دور هيئة الإعلام والاتصالات والأجهزة الأمنية في مواجهة ما ينشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي ويضعف من قيمة المواطن والمشاركة الانتخابية".
وأكد أن "أهمية الانتخابات كآلية دستورية وديمقراطية للتغيير الإيجابي يمثل مسؤولية مشتركة بين الحكومة، الإعلام، والمؤسسات الأمنية".
إلى ذلك، أكد أستاذ الإعلام في جامعة كربلاء، الدكتور حيدر شلال متعب الكريطي، أن تشجيع المواطنين على المشاركة بفاعلية في الانتخابات يحتاج إلى جهد مشترك تتوزع أدواره على السلطات المختلفة والمؤسسات الإعلامية والمفوضية المستقلة للانتخابات.
وأوضح الكريطي لوكالة الأنباء العراقية (واع) أن "السلطة التشريعية يقع على عاتقها إقرار قوانين انتخابية عادلة وشفافة، فيما تتحمل السلطة التنفيذية مسؤولية تهيئة بيئة آمنة ومنظمة لإجراء العملية الانتخابية، أما السلطة القضائية، فإنها مطالبة بـالحسم السريع لأي طعون أو خروقات قد تشوب العملية الانتخابية".
كما شدد على أن "دور المفوضية المستقلة للانتخابات لا يقل أهمية، إذ ينبغي أن تعمل بـشفافية عالية، وتكثّف حملاتها التوعوية، وتسهّل الإجراءات أمام الناخبين، ولاسيما الشباب والنازحين وذوي الاحتياجات الخاصة".
ودعا الكريطي وسائل الإعلام إلى "الالتزام بالموضوعية وتوفير منابر متكاملة لجميع المرشحين، بما يسهم في تعزيز وعي المواطن بأهمية المشاركة واختيار ممثليه بحرية ومسؤولية"، مبيناً أن "بناء ثقة المواطن بالعملية الانتخابية لا يتحقق بالشعارات، بل عبر خطوات عملية يشعر من خلالها أن صوته محترم ويحدث فرقاً حقيقياً في رسم مستقبل البلد".
في حين أكد مدير قسم الإعلام والاتصال الحكومي في جامعة ذي قار، أحمد عطشان عبد الرضا، أن الجامعة تواصل جهودها في إنجاح العرس الانتخابي الوطني من خلال تنظيم سلسلة من الندوات التوعوية والتثقيفية، وبالتعاون مع مفوضية الانتخابات.
وقال عبد الرضا لوكالة الأنباء العراقية (واع): إن "جامعة ذي قار، وبتوجيه من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وبدعم مباشر من رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور كمال حامد الياسري، أقامت العديد من الأنشطة التوعوية، واستضافت في المرحلة السابقة الفرق الجوالة الخاصة بتحديث بيانات منتسبي الجامعة"، مشيراً إلى أن "الإقبال كان واسعاً وبنسبة عالية من المنتسبين على تحديث بطاقات الناخب". وأضاف أن "الجامعة تؤكد على تعزيز التعاون مع مؤسسات المحافظة كافة، من أجل إنجاح هذا اليوم الوطني".
https://telegram.me/buratha
