تشهد مدينة بغداد ومحافظات الوسط والجنوب منذ يوم أمس اجراءات أمنية مشددة استعداداً لاحياء ذكرى استشهاد الامام موسى بن جعفر (عليه السلام)، وسط توقعات بقيام الاجهزة الامنية باعادة فتح جسر الائمة بهذه المناسبة وستجري مراسيم زيارة الامام يومي الاثنين والثلاثاء المقبلين، في وقت يستذكر فيه العراقيون الحادث الاليم الذي أوقع قبل عامين نحو ألف زائر في المناسبة نفسها، بما يعرف بحادث "جسر الأئمة". وانتشرت قوات الجيش والشرطة في شوارع بغداد أمس، لاسيما الطرق المؤدية الى مدينة الكاظمية المقدسة، مع اقامة نقاط تفتيش على جانبي هذه الطرق، في حين اتخذت الاجهزة المختصة خطة أمنية لحماية المدينة وحددت لها خمسة منافذ لاستقبال الزائرين في هذه المناسبة، مع تخصيص حافلات لنقل الوافدين من أطراف المدينة الى مرقد الامام الكاظم (ع).
وكانت وزارة الصحة اتخذت خطة طوارئ لتقديم الخدمات العلاجية والطبية والوقائية للزائرين، من خلال نشر العديد من المفارز الطبية في الطرق المؤدية الى المدينة المقدسة والايعاز الى مؤسساتها الصحية بأن يكون الدوام على مدار الساعة. كما قامت الوزارة ببث تعليمات صحية حذرت بموجبها الزائرين من تناول الاطعمة والمشروبات من جهات غير معلومة تفادياً للخروقات التي قد تحدث ومنعاً لانتشار بعض الامراض الانتقالية اثناء الزيارة.
وعقدت قيادة عمليات بغداد أمس اجتماعاً لتدارس الخطة الامنية وسبل توفير الحماية اللازمة لجموع الزائرين في المناسبة، بحضور القيادات الامنية في وزارتي الدفاع والداخلية. وبحسب مصدر أمني، رفض الكشف عن اسمه، فانه سيتم خلال يومي الاثنين والثلاثاء منع تجوال المركبات في بعض مناطق بغداد، لاسيما القريبة منها الى مدينة الكاظمية، بهدف تأمين الحماية اللازمة للزائرين. يذكر ان نحو ألف زائر استشهد واصيب المئات بجروح خلال زيارة الامام الكاظم (ع) قبل نحو ثلاثة اعوام، نتيجة تدافع الزوار على جسر الأئمة الذي يربط بين مدينتي الاعظمية والكاظمية، اضافة الى قصف مدينة الكاظمية بقذائف الهاون. واعلنت الحكومة حينها الحداد لمدة ثلاثة ايام على أرواح الشهداء الذين سقطوا من جراء الحادث، فضلا عن اغلاق الجسر بشكل تام والذي استمر حتى اليوم.
وكشفت السلطات الامنية عن قرب اعادة فتح جسر الائمة بعد الانتهاء من اعمال ترميمه واعادة تأهيله، ويتوقع ان يتم ذلك في ايام الزيارة، خاصة بعد التحسن الذي طرأ على مجمل الوضع الامني في بغداد. استشهد الامام موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الامام الحسين الملقب بالكاظم سابع الائمة المعصومين الـ12 في العام 799 مسموما. ولم تكن الشعائر الدينية تجرى بمثل هذه الحرية ابان حكم النظام المباد، في حين من المتوقع ان يصل عدد زوار المرقد في هذه المناسبة الى اكثر من مليون شخص في بغداد فقط، بينما يحيي المسلمون في المحافظات الاخرى هذه الذكرى من خلال اقامة مجالس العزاء والمآتم وتقديم الطعام ترحماً على روح الامام الكاظم (عليه السلام).
واتخذت السلطات المحلية في عدد من المحافظات اجراءات أمنية واخرى صحية لتأمين المناسبة، اذ قال محافظ واسط :ان المحافظة باشرت بإجراءات أمنية مشددة استعدادا لذكرى وفاة الامام الكاظم. واوضح لطيف حمد الطرفة أن القوات الامنية في المحافظة عززت نقاط التفتيش والمفارز الراجلة على طول الطريق العام الذي يربط محافظتي واسط وبغداد والذي يتخذه زوار الامام مشيا على الاقدام للوصول الى المرقد، فضلا عن انتشار المفارز الثابتة والراجلة في مدينة الكوت بعد ان أحكمت حدود المحافظة بنقاط تفتيش مزودة باحدث اجهزة كشف المتفجرات. واضاف الطرفة أن غرفة عمليات المحافظة ابلغت من جانبها جميع مختاري المناطق بضرورة الاسراع بالاخبار عن كل الغرباء الذين يدخلون المناطق فيما اذا كانوا ممن يشتبه بكونهم من المسلحين والذين يرمون تنفيذ اعمال مسلحة لتعكير صفو المناسبة، مشيرا الى أن مركز العمليات في المحافظة اعتمد محورين احدهما استخباري والآخر امني يتمثل بتبادل المعلومات مع محافظة بغداد وجمع المعلومات عن الغرباء وتحركات بعض الاشخاص ممن هم تحت المراقبة وبتعزيز نقاط التفتيش المنتشرة على الطريق العام بين المحافظتين وإضافة نقاط أخرى جديدة ثابتة ومتحركة لاعتقال من يشتبه به.
من جانبه اوضح مدير الوقف الشيعي في الكوت أن دائرته استنفرت كل طاقاتها لتوفير سبل الراحة لزوار الامام على طول الطريق الرابط بين بغداد والكوت. واضاف أن الدائرة الوقف الشيعي وبالتنسيق مع دائرة صحة المحافظة باشرت بتنفيذ جولات تفقدية للمواكب المنتشرة على طول الطريق وتزويدها بالادوية والعصائر وقناني الماء والثلج وتعيين موظفين من الصحة في كل موكب.وفي كربلاء، بدأت قيادة عمليات الشرطة هناك بتطبيق خطة أمنية تقضي بنشر عشرة آلاف عنصر أمني في مداخل المحافظة ومخارجها، كما ذكر المتحدث الرسمي باسم القيادة رحمن مشاوي. وقال مشاوي: ان القيادة بدأت منذ يوم أمس بتطبيق خطة أمنية لحماية الزوار الذين من المتوقع أن يصلوا كربلاء قادمين من بغداد لإحياء ذكرى وفاة الإمام موسى الكاظم تتضمن نشر 10 آلاف عنصر أمني وتوزيع صور المطلوبين للأجهزة الأمنية على نقاط التفتيش والسيطرات الخارجية والمفارز الالكترونية للتدقيق في الهويات والصور والأشكال. وأضاف ان الخطة تضمنت ايضا زيادة وتكثيف نقاط السيطرة وزيادة أجهزة الكشف عن الأسلحة والمتفجرات في نقاط التفتيش الخارجية لتكون الحركة داخل المدينة أكثر انسيابية، اضافة الى خطة لحماية الجوامع والحسينيات التي ستشهد اقامة المناسبة.
https://telegram.me/buratha