دعا المرجع الديني سماحة آية الله العظمى الشيخ محمد إسحاق الفياض(دام ظله) في بيان أصدره، الاثنين، طلبة الحوزة العلمية الحفاظ إلى استقلالية الحوزة وعدم ارتباطها بالدولة والأحزاب السياسية مشيرا إلى أن مكانة الحوزة وعظمتها في استقلالتها. وأوضح الشيخ الفياض في البيان "مرت على هذه الحوزة المباركة طوال القرون فترات عصيبة وحرجة من الاضطهاد والظلم من قبل الحكومات الظالمة التي كانت تحاول بين فترة وأخرى السيطرة عليها وجعلها أداة لمآربها وتجريدها من مقاماتها المعنوية وعن تأثيرها في نفوس المؤمنين ومكانتها القدسية ولكن بفضل جهود العلماء العظام والمراجع الكبار وأساتذة الحوزة وطلابها كافة وما تحملوه من ضغوطات وانتهاكات وتجاوزات وتصفيات جسدية وقد باءت جميع تلك المحاولات بالفشل الذريع وخابت آمال المتربصين بالحوزة في كل مرة وقد حافظت الحوزة على مكانتها المقدسة واستقلاليتها التامة وعدم خضوعها للضغوطات مهما بلغت وان كانت قد قلصت من نشاطاتها ومنعت من حريتها وإعلامها كما وكيفا , وعلى هذا الأساس فعلينا جميعاً مسؤولية كبيرة أمام الله تعالى وأمام المذهب وهي الحفاظ على استقلالية الحوزة وعدم ارتباطها بالدولة ولا بالأحزاب السياسية ، وكذلك الحفاظ على اعتدالها من شائبة التطرف والانحراف".. وأشار سماحته الى أن ارتباط علماء الطائفة بالدولة وكونهم موظفين له معناه وهو تسليم الحوزة العلمية للحكومة أو الأحزاب مجاناً وجعلها لقمةً سائغةً وأداة لمآربهما من جانب، وسقوط معنويتهم وقداستهم عند الناس من جانب آخر وهذه جريمة لا تغتفر ولا تحمد عقباها.وشدد سماحة الشيخ في بيانه " وليعلم الناس إن الحوزة لا تريد مرجعاً دينياً سياسياً لأن الدين لا يجتمع مع السياسة المتبعة بين دول العالم في الوقت الحاضر لأنها تدور حيث ما دارت مصلحة الدولة سواءاً أكانت موافقة للدين أم كانت مخالفة له فلا موضوعية حينئذ للدين بينما الدين بما له من السياسة لا يتغير ولا يدور حيث ما دارت مصلحة الدولة هذا إضافة إلى إن السياسة غالباً ما تكون مبنية على الخداع والكذب والمصالح الذاتية الضيقة.وتساءل أذن "كيف يمكن أن يكون المرجع دينياً وسياسياً معاً؟ فأما أن يتبع الدين أو السياسة ، والجمع بينهما لا يمكن".ورأى أن "من هنا نطلب من الأحزاب والكتل السياسية بقوة أن لا يتدخلوا في شؤون الحوزة ولا يجعلوا من الرموز الدينية ذريعة ووسيلة للوصول إلى أهدافهم ومصالحهم الحزبية الضيقة بسبب أو آخر لأنها تسييس للدين وجعله جسراً للوصول إلى أهدافهم وهو "جريمة" ضرورة أن الدين لله وحده لا شريك له فلا يمكن التلاعب به ".ووجه الفياض في بيانه طلبة الحوزة العلمية إلى عدة أمور أهمها "على طلاب الحوزة جميعاً دعوة الناس إلى الهدوء والاستقرار واستتباب الأمن والاجتناب عن كل ما يثير الفتنة والبلبلة في البلد لا سيما قتل الأبرياء فإن القتل من أكبر الجرائم في الشريعة الإسلامية وجزاؤه جهنم خالدين فيها بنص الآية المباركة ، ولهذا جعل قتل نفس واحدة بريئة كقتل الناس جميعاً في الجريمة، إضافة إلى دعوة الناس إلى إجتناب الدخول في المسائل الطائفية ودعوتهم إلى التعاون مع الفقراء والأرامل والضعفاء ومع الأجهزة الأمنية الحكومية.