ذكرت صحيفة نيويورك تايمز The New York Times على رأس صفحتها الأولى في عددها الصادر الأحد، أن الولايات المتحدة تنظر في سحب ألوية قتالية إضافية من العراق، بحلول أيلول سبتمبر المقبل، مشيرة إلى احتمال تواصل الانسحاب مع تزايد قوة الحكومة العراقية والثقة بقواتها.وقالت الصحيفة إن إدارة بوش بصدد النظر في سحب أعداد من قواتها القتالية من العراق مع مطلع أيلول سبتمبر المقبل، طبقا لمسؤولين في الإدارة وعسكريين، الأمر الذي يفتح الباب أمام خطة انسحاب أكثر طموحا مما كان متوقعا قبل شهور قليلة.وعلقت الصحيفة بالقول إن مثل هذا الانسحاب سيكون على عكس ما كان عليه مسار الحرب في العامين 2006 و2007، مضيفة أن احد العوامل، التي دفعت إلى ذلك، هو الحاجة الملحة لقوات إضافية في أفغانستان، حيث توسعت رقعة التمرد على يد طالبان وجماعات أخرى وارتفاع نسبة الخسائر في صفوف الأفغان والقوات التي تقودها أميركا في ذلك البلد.وتابعت الصحيفة بالقول إنه على الرغم من عدم اتخاذ أي قرار إلى الآن، ومع اقتراب مغادرة الرئيس بوش مهامه في الـ20 من كانون الثاني يناير المقبل، سيصار إلى سحب من لواء إلى ثلاثة ألوية من الألوية القتالية الموجودة الآن في العراق، وعددها 15 لواء، أو على الأقل وضع جدول زمني بانسحابها، بحسب المسؤولين.وتقول الصحيفة إن الرغبة في التحرك بسرعة تعكس آراء العديد من شخصيات البنتاغون، الذين يريدون تخفيف الضغط على الجيش الأميركي وتهيئة قوات إضافية إلى أفغانستان ومهام أخرى محتملة.وفي أكثر التقديرات تفاؤلا، سيبقى في العراق من 120.000 إلى 130.000 عسكري أميركي، وهو عدد اقل مما بلغته القوات الأميركية مع زيادة حجمها في إطار إستراتيجية الاندفاع التي أمر بها الرئيس الأميركي، حيث وصلت إلى 170.000عسكري في وقت متأخر من العام الماضي.وتلاحظ الصحيفة أن أي تقليل لحجم القوات وقت اشتداد سخونة الانتخابات الرئاسية الأميركية سيذيب الخلافات الحادة بين المرشحين، السيناتوران جون ماكين وباراك اوباما، حول مدة البقاء في العراق. لذا فان النفع السياسي من وراء هذه الخطوة ستكون لصالح ماكين أكثر من أن تكون لفائدة اوباما. فالسيناتور ماكين من اشد الداعمين للإستراتيجية الأميركية الحالية في العراق، وأي خفض لحجم القوات سيشير إلى أن هذه الإستراتيجية فاعلة وبوسعها تذويب الشعور المناهض للحرب لدى الناخبين.وحتى عندما يتجادل المرشحان حول الحكمة من الحرب وبقاء القوات الأميركية في العراق، إلا أن الوضع الأمني في البلاد شهد تحسنا كبيرا، ومع ازدياد الثقة بالحكومة العراقية وقواتها من الجيش والشرطة، ستزداد احتمالات إجراء تخفيضات إضافية، وهو ما كان بعيدا عن التصور قبل عام من الآن.ونقلت الصحيفة عن وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس قوله يوم الثلاثاء الماضي في فورت لويس بواشنطن، إنه "كلما صارت قوات الأمن العراقية أقوى وأفضل أداء، كلما صار بمقدورنا مواصلة تخفيض حجم قواتنا في المستقبل".وأضاف "وأنا اعتقد أن هذا تحول في السيطرة والمسؤولية (إلى القوات العراقية)، وقبل كل شيء مسؤولية الأمن جارية الآن، وستستمر على أساس كل ما اسمعه"