بقلم: جلال العماري
بعدما استبشر اهالي محافظة ميسان باعتقال رئيس مجلس المحافظة وعدد من اعضاء المجلس وفرار البعض الاخر ، نتيجة لدعمهم الواضح والعلني للمليشيات الاجرامية التي عاثت بالمحافظة فسادا ، ولم يكن نبأ اعتقال هؤلاء مفاجأة لأهالي العمارة ، باعتبار ان هؤلاء لم ينفكوا من تقديم كافة الدعم حتى وصل الامر بهم ان يعطوا ديات لذوي ضحايا المليشيات ، ناهيك عن تسخير امكانات المجلس لمكتب مقتدى في المدينة ومليشياته السائبة ...... لكن المفاجأة كانت عندما اطلق سراح رئيس المجلس المدعو عبد الجبار وحيد وبتدخل من مكتب رئيس الوزراء!! .... والواقع ان اهالي ميسان تأسفوا شديد الاسف لهذا الامر وسيأسفون اكثر عندما يطلق سراح البقية بنفس التدخلات السياسية ، رغم انه لا يختلف اثنان من ابناء ميسان بان كتلة المنتدى التي ينتمي لها رئيس المجلس والمعتقلين الآخرين هي سبب تدهور الامن في ميسان بفسحها الطريق امام المليشيات الاجرامية لامتهان كرامة المواطن .ولعل ابسط انواع الدعم الذي منحته هذه الكتلة والذي يعد ادانة واضحة لها تدل على تماهيها مع المليشيات هو اصرارها طوال اكثر من عامين على بقاء العطلة الرسمية يوم الخميس بدلا من السبت كما هو معمول به في كافة المحافظات الاخرى ، وما ذلك الا لان المليشيات ارادت ذلك وقت صدور القرار فكان لها ذلك.الغريب في الامر ان القوات الامنية عند اعتقالها عبد الجبار وحيد واثنين من اعضاء المجلس الداعمين لإرهاب المليشيات ، قالت القوات وعلى لسان عبد الكريم خلف ان لديها مذكرة توقيف قضائية ... ولكن بعد ضغوط ولقاءات سرية جرت بين اطراف من تيار مقتدى ومكتب رئيس الوزراء ، بدأت الصفقة تؤتي أكلها وظهرت للواقع بإخراج رئيس المجلس عبر فبركة قانونية رغم ادانته بمواد خاصة بدعم الارهاب وصدور مذكرة الاعتقال بحقه كما اعلن ذلك سابقا عبد الكريم خلف .. ابسط التهم التي يعرفها ابناء العمارة يمكن ادانة رئيس المجلس بها هي تصريحه الرسمي بشرعية ما اسماه بالمقاومة المقصود بها ارهاب المليشيات ، ونعته مقتدى بالسيد القائد في المحافل والاجتماعات الرسمية ، وكذلك تبرعه من اموال الدولة بـ 50 مليون دينار لمكتب مقتدى في النجف وبقرار رسمي ، مثل ما هو معروف في العمارة، ويمكن تصور كم عبوة وكم صاروخ وكم قاذفة اشتروا بهذا المبلغ ، فيما يقف الجياع والعاطلين عن العمل في باب المجلس دون مجيب .. ونزيد على ذلك ان دعم المليشيات من قبل الحكومة المحلية هو امر اوضح من الشمس ولا يختلف عليه احد فكيف يتم اطلاق سراح رئيس اعلى سلطة تشريعية داعمة للارهاب في المحافظة ؟! الا يعتبر ذلك تدخلا من قبل مكتب رئيس الوزراء في القضاء العراقي المستقل !! ثم ان مسرحية اطلاق سراح عبد الجبار وحيد وسيأتي تباعا البقية ، هو امر سيطيح بالجهود الامنية لخطة بشائر السلام التي حققت نجاحاتها من خلال عدم التهاون في تطبيق القانون على أي مسؤول .ان المشكلة الامنية التي تعاني منها محافظة ميسان كانت تتمثل ببساطة بتخاذل الحكومة المحلية وانبطاحها ودعمها المتواصل للمليشيات وضعف وخنوع قيادة الشرطة واختراقها من قبل مليشيا مقتدى ، وبالتالي فان عودة هؤلاء هؤلاء المسؤولين الداعمين للارهاب المليشياوي الى السلطة ومن دون عقاب يعني عودة المليشيات وسيطرتها على رقاب اهالي المحافظة من جديد ، وكأنك (يا ابا زيد ما غزيت) .. وستذهب بشائر السلام في ادراج الرياح.
https://telegram.me/buratha