اكملت بغداد جميع الاستعدادات البروتوكولية والأمنية لاستقبال العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني ورئيس وزراء تركيا رجب طيب اردوغان، خلال الساعات المقبلة في خطوة تثبت مدى نجاح الحكومة دبلوماسيا، بعدما حققت انجازات على المستوى الامني والسياسي.وتتزامن هذه التطورات الايجابية، مع عودة رئيس الوزراء نوري المالكي الى بغداد بعد زيارة دولة الامارات العربية، التي وصف متابعون نتائجها بالاكثر من ناجحة، لاسيما انها جمعت ملفات(السياسة والاقتصاد والامن). وقال رئيس الحكومة: ان العراقيين بدؤوا بالعمل لاعادة العراق الى موقعه ومكانته الطبيعية، والإفادة من ثرواته لتحسين احوال الشعب، لافتا الى ان "العراق لم يعد فيه ما يهدد السلم والاستقرار في المنطقة والعالم، لذلك طالبنا في المؤتمرات الدولية باخراج العراق من الفصل السابع والعقوبات الدولية، وتخليص العراق من عبء الديون”. حديث المالكي جاء خلال لقائه سفراء الدول العربية المعتمدين في ابو ظبي، واطلاعه على اوضاع الجالية العراقية في دولة الامارات في لقاء اخر منفصل امس. وذكر رئيس الوزراء ان اهم نجاح حققته حكومة الوحدة الوطنية هو انها استطاعت ان تنقذ البلاد من الحرب الطائفية، حاثا المهاجرين ورجال الاعمال واصحاب رؤوس الاموال العراقيين على العمل والمشاركة في اعمار العراق، مؤكدا ان الامن وفرص العمل متوفرة لمن يريد ان يساهم في بناء بلده.وضمن النشاط الدبلوماسي الذي تشهده بغداد بعد تحسن الوضع الامني فيها وعودة حياة الاستقرار اليها، تشهد الساعات المقبلة زيارتين للعاهل الاردني ورئيس الوزراء التركي بشكل متوال. وكشفت مصادر مقربة من الحكومة ان اليوم الثلاثاء او غدا سيقوم الملك عبد الله الثاني بزيارة بغداد، فيما سيشهد بعد غد زيارة رئيس وزراء تركيا رجب طيب اردوغان. وبينت المصادر ان زيارة الملك الاردني ستستغرق يوما واحداً، في حين تستمر زيارة اردوغان يومين، لافتة الى ان الزيارتين ستساهمان في فتح افاق سياسية بين العراق والمنظومة الاقليمية والدولية وعودة البلاد الى مكانتها، فضلا عن تأسيس قاعدة للاقتصاد الدولي ودعم حكومة المالكي.
واعلنت قيادة عمليات بغداد امس الاول، عن استعدادها لتوفير الحماية الامنية اللازمة خلال الزيارتين المرتقبتين للعاهل الاردني ورئيس وزراء تركيا. واضافت ان زيارة الزعيمين ستشهد توقيع اتفاقيات اقتصادية واستثمارية مشتركة بين العراق والاردن وتركيا للانفتاح على المحيط الدولي والاقليمي، اضافة الى تفعيل اللجان المشتركة مع البلدين، ودعوتهما للمشاركة في مشاريع الاعمار والاستثمار التي ستشهدها البلاد جراء انعكاس التطورات الامنية والسياسية التي نجحت الحكومة في تحقيقها على الوضع العام.
واكدت المصادر ان العراق سيعلن خلال زيارة الملك عبد الله الثاني استمراره بتقديم الدعم الى الاردن في مجال النفط والغاز، وتعزيز التعاون التجاري والامني، موضحة في الوقت نفسه ان العاهل الاردني سيفتتح سفارة بلاده في بغداد خلال الزيارة. وسمت الاردن مؤخرا، نايف بن زيدان سفيرا لها في بغداد، وكان رئيس الوزراء الاردني نادر الذهبي قد اعلن خلال زيارة المالكي عمان مؤخرا، قرب تسمية سفير للمملكة في العراق. وبينت المصادر ان قادة البلاد وفي مقدمتهم الرئيسان الطالباني والمالكي سيبحثان مع اردوغان المحاور الامنية التي تتعلق بقضية حزب العمال الكردستاني والمحور الاقتصادي والاستثماري، اضافة الى ملف الموارد المائية لتعزيز التعاون المشترك مع تلك البلدان، كاشفة ان اردوغان سيعلن عن مضاعفة حصة العراق وزيادة منسوب المياه القادمة من تركيا الى العراق. ولفتت المصادر الى ان وفدا من اقليم كردستان سيبحث في لقاء جانبي قد يحضره الرئيس المالكي، تعزيز العلاقات بين الاقليم وانقرة، مشيرة الى ان وفودا اوروبية وقادة اوروبيين سيزورون البلاد قريبا، في اشارة الى التقدم الامني الذي تحقق وخروج العراق من العزلة السياسية التي كان فيها سابقا، مضيفا ان اغلب الدول تميل الآن لفتح افاق التعاون السياسي والاقتصادي مع العراق.
https://telegram.me/buratha