بحث رئيس الجمهورية جلال طالباني، في بغداد، مع خبراء في مجال المصالحة الوطنية من ايرلندا الشمالية وافريقيا الجنوبية، مساء السبت، الجهود التي بذلت في العراق في هذا المجال وامكانية الاستفادة من التجارب العالمية لانجاح المصالحة الوطنية في البلاد، بحسب بيان لمكتب رئيس الجمهورية.واوضح البيان إن طالباني (استقبل مساء السبت في مقر إقامته، ببغداد، وفداً من الخبراء في مجال المصالحة الوطنية من أيرلندا الشمالية وأفريقيا الجنوبية".واضاف البيان ان طالباني استمع "لإيجاز عن لقاءات الوفد واتصالاته مع مختلف الأطياف العراقية للمساعدة في تنفيذ المبادئ والآليات المنصوص عليها ضمن اتفاقية هلسنكي الثانية الموقعة بين ممثلي مختلف الأطياف العراقية في حزيران يونيو الماضي".وتنص اتفاقية هلسنكي على "الالتزام بوحدة العراق ارضا وشعباً، والالتزام بالدستور والعمل على اجراء التعديلات الضرورية الممكنة وفق الاليات الدستورية"، اضافة الى "التمسك بالاساليب والوسائل السلمية والديمقراطية في حل القضايا الخلافية، وحظر استخدام السلاح من قبل المجموعات المسلحة خلال التفاوض".واطلق رئيس الوزراء نوري المالكي بعد تشكيل الحكومة في العام 2006، مشروع المصالحة الوطنية، والذي حقق نجاحات كبيرة بحسب مراقبين وابعد شبح الحرب الاهلية عن البلاد.وتتضمن الاتفاقية ايضا التزام "جميع الاطراف بنتائج المفاوضات التي تم الاتفاق عليها، ولا يجوز تعريض أي طرف للتهديد باستخدام القوة ضده من قبل أي جماعة تعارض جزئيا او كليا ما يتم ابرامه من اتفاقات"، وتشدد كذلك على نبذ الارهاب باشكاله، واعتماد مبدأ التداول السلمي للسلطة عبر الوسائل الديمقراطية، فضلا عن احترام سيادة القانون وحصر السلاح بيد الحكومة، ورفض التدخل الدولي والاقليمي في الشأن الداخلي، مع احترام حقوق الانسان وحماية الحريات الاساسية واحترام حقوق الاقليات المكفولة دستوريا واحترام ارادة الافراد والمكونات في تحديد انتماءاتها العرقية والمذهبية.واشار البيان الى ان (الوفد الزائر ضم مارتين مككوينيس رئيس الوزراء المشارك لإقليم أيرلندا الشمالية، ولورد الديردايس أول رئيس للجمعية التشريعية في أيرلندا الشمالية وحاليا عضو في مجلس اللوردات في المملكة المتحدة، وماك ماهاراج المسؤول عن الكفاح المسلح ضد نظام التفرقة العنصرية في أفريقيا الجنوبية سابقاً وأول وزير للنقل في حكومة نيلسون مانديلا، والبروفيسور باتريك بارسيك أوومالي استاذ جامعي ايرلندي وخبير في مجال المصالحة الوطنية".ونقل بيان مكتب رئيس الجمهورية تأكيده على "ضرورة إنجاح المصالحة الوطنية في البلاد"، وذلك لـ"وجود أرضية مناسبة ومشجعة لانجاز هذه المهمة الوطنية والمصيرية"، مشيراً بذلك إلى "دور علماء الدين ورؤساء العشائر وباقي فئات المجتمع في إنجاز المصالحة الوطنية".كما استعرض طالباني، وفقا للبيان، "النجاحات التي تحققت في البلاد و على مختلف الأصعدة، الأمنية والاقتصادية والسياسية، مبديا تفاؤله بمستقبل العراق الجديد ونهوضه في شتى الميادين".وكان الوفد الذي وصل بغداد، السبت، عقد اجتماعا مع اطراف سياسية عراقية مختلفة بهدف تفعيل المصالحة الوطنية والاستفادة من تجارب ايرلندا الشمالية وجنوب افريقيا في هذا المجال.وضيفت مدينة هلسنكي عاصمة فنلندا في أيلول سبتمبر من العام الماضي ونيسان ابريل العام الحالي، مؤتمرين للمصالحة الوطنية شاركت فيه شخصيات سياسية عراقية مختلفة.