الجمعة /4-7-2008
طالب سماحة حجة الإسلام والمسلمين السيد صدر الدين القبانجي إمام جمعة النجف الأشرف الولايات المتحدة الأمريكية والحكومة العراقية بأخذ سيادتهم بجدية ورفض التجاوزات على السيادة العراقية في إشارة منه إلى الانزال الجوي الذي قامت به القوات الأمريكية على مدينة الهندية في كربلاء بدون التنسيق مع القوات العراقية والذي راح ضحيته عدد من الأبرياء العراقيين.
جاء ذلك في خطبة صلاة الجمعة التي أقيمت في الحسينية الفاطمية الكبرى في النجف الأشرف بحضور جمع غفير من المؤمنين والمؤمنات.
إلى ذلك اعتبر سماحته هذا الحدث إلى جانب حوادث قتل العراقيين من قبل شركة(بلاك ووتر) الأمنية الأمريكية الخاصة وإبقاء منظمة خلق الإرهابية تحت الوصاية الأمريكية اختراقاً للسيادة العراقية.
يأتي ذلك ضمن ما تناوله إمام جمعة النجف الأشرف خلال الخطبة من محاور هي:
الاتفاقية الأمنية بين أمريكا والعراق:
والتي أكد فيها قائلاً: نحن لا نرضى بأي اتفاقية تكبل أيدي العراقيين لعشرات السنين، مشيراً إلى ان المرجعية الدينية والشعب العراقي ينظرون تجاهها بعين القلق بسبب عدم إطلاعهم لحد الآن على مسودة بنودها وشخوص المفاوضين فيها.
معضلة استخدام الرموز الدينية في الانتخابات القادمة:
وهنا اعتبر إمام جمعة النجف الأشرف ان من الطبيعي استخدام أي كيان لأي صورة مشدداً على ضرورة الابتعاد عن استخدام الرموز الدينية في حالة تعكير ذلك للأجواء الانتخابية وأضاف: الحق الأهم والأعظم هو ان تبقى المرجعية الدينية إطاراً وخيمة لجميع أبناء الشعب العراقي، داعياً في الوقت نفسه الجميع بالسماح لأن تكون الانتخابات القادمة شفافة وقال: الشعب العراقي يعرف من هي الجهات الصادقة والجادة وهناك إمكانية كبيرة لتعريفه بها.
وفي محور أزمة الخدمات:
أعرب سماحة السيد القبانجي عن استيائه الشديد حيال نقص الخدمات في مجال الكهرباء والماء والوقود قائلا: لا عذر لوزارات الكهرباء والنفط والموارد المائية في وجود هذه الأزمات مهما قالوا من أسباب.
في الشأن ذاته أشار إلى ان المرجعية الدينية وعلى رأسها الإمام السيستاني(دام ظله) في الوقت الذي ستدعو فيه الناس للانتخابات تشعر بالخجل حيال ذلك بسبب ان الناس يعيشون نقص الخدمات، وقال مخاطباً الدولة: أحذروا غضب هذا الشعب فعشرات المليارات تصرف يومياً في الفساد الإداري. وأضاف: المرجعية الدينية والناس ونحن جميعا متألمون لأزمة الخدمات وغير راضين عن الفساد الإداري وحالات التلكؤ والإهمال في تقديم الخدمات للمواطنين.
على صعيد منفصل فقد ثمن سماحة إمام جمعة النجف الأشرف مجموعة من المتغييرات الإيجابية التي وصفها بنقاط الاستبشار في الشأن العراقي منها: عودة وزراء جبهة التوافق العراقية الستة إلى الحكومة وتسمية سفير أردني لدى العراق وسفير عراقي لدى منظمة المؤتمر الإسلامي.
الحرب الباردة في المنطقة:
حيث أشار سماحته إلى ما تشهده منطقة الشرق الوسط الآن من حرب وصفها بالباردة بين الولايات المتحدة الأمريكية والجمهورية الإسلامية الإيرانية وسط التهديدات المتبادلة بين إسرائيل وإيران حول البرنامج النووي الإيراني، محذراً سماحته من ان المنطقة والعالم يعيشان على فوهة بركان جراء تهديدات لإيران بتوجيه ضربة عسكرية لها، وأكد في السياق ذاته ان تنفيذ إيران تهديدها بغلق مضيق هرمز في حال توجيه ضربة عسكرية لمفاعلها النووي من شأنه ان يمنع وصول(40%) من إمدادات النفط إلى العالم وارتفاع أسعاره إلى عشرة أضعاف.
إلى ذلك فقد دعا إمام جمعة النجف الأشرف جميع الأطراف والعقلاء في العالم إلى تجنيب المنطقة من حرب قال عنها: يعرف أولها ولا يعرف آخرها كما دعا الساسة في أمريكا وإيران إلى التفكير ملياً والعراق إلى لعب دور أكبر لمنع هذه الحرب التي اعتبر سماحته حدوثها بالكارثة العالمية.
وفي الخطبة الدينية وصف سماحة السيد القبانجي شهر رجب الذي حل على الأبواب بأنه بداية أشهر العروج إلى الله وهما شعبان ورمضان وسلم التكامل، مشيراً إلى ان أهم المستحبات من الأعمال العبادية فيه هي الصوم والصلاة والاستغفار كما جاء عن الرسول(ص) وأئمة أهل البيت(ع).
إلى ذلك فقد أشار سماحته إلى ذكرى استشهاد الإمام الحادي عشر من أئمة أهل البيت(ع) وهو الإمام علي الهادي(ع) التي ستصادف في الثالث من شهر رجب المرجب وتحدث عن جزء من سيرة حياة الإمام في ظل سياسات بني العباس وإجراءاتهم التعسفية والقمعية بحقه.
على صعيد ذي صلة ثمن إمام جمعة النجف الأشرف الجهود الكبيرة المبذولة في حملة إعمار مرقد الإمامين العسكريين(ع) في سامراء، داعياً الله(عز وجل) ان تتوفر الظروف الأمنية المناسبة لإعادة إحياء شيعة أهل البيت(ع) زيارة المرقد المقدس بهذه المناسبة كل عام وكما كان في السابق.
ذكرى استشهاد آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم(رض):
وهنا أكد إمام جمعة النجف الأشرف إن حادث اغتياله كان مدبراً ومقصوداً لجر العراق باتجاه سلبي وأضاف: بحمد الله تحول هذا المنعطف إلى اتجاه إيجابي.
وحول إحياء العراقيين لذكرى استشهاده عبر الاحتفال التأبيني المركزي الذي أقيم في محافظة النجف الأشرف يوم أمس الخميس 3-7-2008 اعتبر سماحته إحياء عشرات الآلاف لتلك الذكرى أنه دليل على مواصلة هذا الشعب طريق آل الله والدين وأهل البيت(ع)، وأضاف: نقبل أيديهم وأرجلهم وهم يعلنون البيعة للمرجعية الدينية وأهل البيت(ع) وان إحياء هذا الحدث يعبر عن تصميم هذا الشعب على خوض تجربة العراق الجديد حتى نهايتها.
إلى ذلك فقد اعتبر سماحة السيد القبانجي ان العراق يعتبر الرقم واحد في عدد الشهداء الذي أكد أنه وصل إلى مليوني شهيد جراء الحروب المفروضة عليه والعمليات الإرهابية، مطالباً في الوقت نفسه الدولة بمناسبة اعتبار الأول من رجب يوم للشهيد العراقي بدعم مؤسسة الشهيد ومد يد العون لها كي تصل خدماتها إلى جميع عوائل الشهداء كما دعا إلى ان يحظى أبناء الشهداء بإمتيازات أكبر في جميع المجالات.
https://telegram.me/buratha