كشفت رئيسة هيئة الآثار والتراث ، السبت، أن الهيئة تحقق حاليا في الأنباء التي أشارت إلى تهريب مخطوطات عراقية وكتب نادرة مدونة باللغة العبرية كانت مودعة في احد المراكز الأمريكية إلى احد المتاحف الإسرائيلية.
وذكرت د. أميرة عيدان أن رئيس الوزراء نوري المالكي سيتدخل مع الجهات الأمريكية في حال ثبتت صحة الأنباء التي تحدثت عن إقامة معرض في تل أبيب يضم هذه المقتنيات العراقية.
وقالت عيدان لـ (أصوات العراق) إن "القوات الأمريكية كانت عثرت في الأيام الأولى لدخولها العراق العام 2003 على نحو 30 صندوقا تحتوي مخطوطات باللغة العبرية في احد أقبية دائرة المخابرات العراقية التابعة للنظام السابق في بغداد".
وأوضحت عيدان أن "المخطوطات كانت متضررة نتيجة المياه التي تسربت إلى الأقبية آنذاك ما دفع بالجهات الأمريكية إلى تقديم عرض للجهات العراقية بنقل هذه المخطوطات إلى أمريكا لمعالجتها هناك". وتابعت "تم عقد اتفاق بين السلطات الأمريكية والهيئة العامة للآثار والتراث نقلت بموجبه المخطوطات المتضررة إلى مركز ( نارا ) في أمريكا للصيانة على أن تستكمل الصيانة في مدة تناهز العامين".
وأكدت عيدان أن الهيئة "كانت خاطبت أكثر من مرة المركز المذكور بعد سماع أنباء غير مؤكدة في أوقات سابقة عن تسرب المخطوطات وتهريبها، وهو ما نفاه المركز الأمريكي آنذاك وطالب بإرسال وفد عراقي للتحقق من سلامة المخطوطات".
وكشفت عيدان عن "أن الأمانة العامة لمجلس الوزراء قررت فعلا تشكيل لجنة فنية تضم في عضويتها ممثلين عن وزارة الخارجية والهيئة العامة للآثار للسفر إلى أمريكا ومتابعة موضوع الوثائق العراقية هناك".غير أنها أشارت إلى أن الجهات العراقية "فوجئت الجمعة بسماع أنباء تؤكد انتقال المخطوطات إلى احد معارض تل أبيب ما دفع بوزارة السياحة والآثار العراقية إلى الاتصال اليوم بالملحقية الثقافية في السفارة الأمريكية في العراق للتحقق من هذه الأنباء".
وكانت أنباء صحفية ذكرت الجمعة أن كتبا نادرة للديانة اليهودية ظهرت في إسرائيل وذكرت الصحيفة أن من هذه الأعمال الثمينة المكتوبة باللغة العبرية تعليق لسفر أيوب نشر في سنة 1487م وجزء من كتب الأنبياء التي نشرت في البندقية في عام 1617 م.
وعاش في العراق منذ نهاية العصر البابلي الأخير في القرن السادس قبل الميلاد أعداد كبيرة من اليهود، واستمر وجودهم نحو 2500 سنة حتى خمسينيات القرن الماضي حينما هاجر نحو 150 ألف شخص إلى خارج العراق وأسقطت عنهم الجنسية العراقية، وفضل الكثير منهم التوجه إلى دول غربية، فيما استقر معظمهم في إسرائيل.وقالت عيدان أن السفارة الأمريكية "أكدت عدم علمها بملابسات الموضوع وأنها طلبت من الجانب العراقي مهلة لتحقق من الأنباء".
وأوضحت أن الجانب العراقي "ينتظر الرد من السفارة الأمريكية وانه في حال تأكد أن الوثائق المعروضة في إسرائيل هي ذاتها المودعة في أمريكا فان العراق سيتخذ جملة من الإجراءات وفقا للقانون الدولي". ولم تكشف عيدان عن الإجراءات المتوقعة غير أنها أشارت إلى أن التدخل سيكون "بشخص رئيس الوزراء نوري المالكي ووفقا للاتفاقية المبرمة بين العراق وأمريكا حول نقل هذه المخطوطات الهامة".
وأوضحت أن القانون الدولي سيرتب في حال صحة الأنباء عقوبات كبيرة على الجانب الأمريكي قد تشمل دفع تعويضات مالية كبيرة للجانب العراقي .
https://telegram.me/buratha