الجمعة /27-6-2008
أكد سماحة حجة الإسلام والمسلمين السيد صدر الدين القبانجي إمام جمعة النجف الأشرف ان الشعب العراقي والمرجعية الدينية غير مستعدين للموافقة على الاتفاقية الأمنية بين العراق وأمريكا مالم يعرفوا الحقيقية عنها بكشف مسودة بنودها وشخصية الوفد العراقي المفاوض.
جاء ذلك في خطبة صلاة الجمعة التي أقيمت في الحسينية الفاطمية الكبرى بحضور السيد أبو النور الموسوي مسؤول مكتب وحدة الفروع في المجلس الأعلى المركزي/بغداد ومحافظ النجف الأشرف وجمع غفير من المؤمنين والمؤمنات.
إلى ذلك فقد أشار إلى قلق الشعب العراقي حيال ذلك، داعيا المسؤولين إلى كشف مسودة الاتفاقية وعرضها على الشعب العراقي والمرجعية الدينية اضافة الى أسماء المفاوضين العراقيين.
وفي إشارة سماحته إلى بعض ما تناولته وسائل الإعلام من بنود تلك الاتفاقية ومنها: حصانة الجندي الأمريكي، وبناء خمسين قاعدة أمريكية، وسيطرة أمريكا على الأجواء العراقية، وحقها في مهاجمة دول الجوار، أكد ان تلك النقاط خلاف للسيادة العراقية وموجبة للذعر، مستذكراً سماحته حادثة الشركة الأمنية الأمريكية الخاصة(بلاك ووتر) في بغداد التي راح ضحيتها عدد من الأبرياء العراقيين كذلك حماية الولايات المتحدة الأمريكية لمنظمة مجاهدي خلق الإرهابية في العراق، مؤكداً أنه في الوقت الذي دعت فيه الحكومات العراقية المتعاقبة في العراق الجديد إلى طرد تلك المنظمة التي تعمل ضد العراق فأن السيادة العراقية منثلمة.
في الصعيد ذاته شدد إمام جمعة النجف الأشرف على ضرورة ترجمة تلك الاتفاقية للسيادة العراقية على أرض الواقع.
الطافية في العقل العربي الرسمي:
وهنا قال إمام جمعة النجف الأشرف انه لا يليق بحكوماتنا العربية ان تنجر إلى صراعات طائفية في إشارة له إلى إصدار أثنين وعشرين عالماً دينياً من السعودية فتوى بتكفير شيعة أهل البيت بعد تنديد عالم الدين الشيعي في الإحساء الشيخ توفيق العامر بالوهابية والذي اعتقل على أثر ذلك كما أشار سماحته إلى تهديد عناصر من مجلس النواب البحريني للشيعة ولأحد المراجع هناك، كذلك تحذير رئيس جامعة الأزهر هذا الأسبوع من انتشار التشيع في مصر، مؤكداً سماحته ان تلك الممارسات إرجاف طائفي ينبغي ان يترفعوا عنه وأضاف: نحن من دعاة الوحدة وندعو العلماء المسلمين لوضع أيديهم بأيدينا لنكون صفاً واحداً ضد الأعداء وضد إسرائيل وضد التبعية الثقافية والاقتصادية والتخلف الاعماري والصناعي وضد الغزو الثقافي.
شبكة الحماية الاجتماعية ومعالجة الفساد الإداري فيها:
حيث وصف سماحة السيد القبانجي هذا المشروع انه من المشاريع الكبرى والإنسانية وانه إعانة للإنسان الفقير والمعوز ويمنحه مبلغاً معدله (90ألف دينار عراقي شهريا) وهو من إنجازات النظام السياسي الجديد في العراق.
وحول دخول إخطبوط وسرطان الفساد الإداري إلى دوائر الدولة ومنها دائرة شبكة الحماية الاجتماعية أشار سماحته إلى بعض الأرقام التي وردت عن هذه الدائرة التي كشفتها عبر التدقيق والمتابعة والتقصّي وهي:
(1126) أسماً متشابهاً يستلمون رواتباً شهرية بنفس هوية الأحوال المدنية
(4056) فرداً يستلمون رواتباً شهرية بنفس البطاقة التموينية
مؤكداً سماحته ان ما مجموعه (5182) عملية غير شرعية وما يعادل(466مليون دينار عراقي شهريا) تذهب إلى عناصر غير مستحقة.
إلى ذلك فقد أشاد بالعمل التصحيحي لمسارات تلك الدائرة وداعياً في الوقت نفسه الإدارة المدنية ومجلس محافظة النجف إلى المزيد من الدقة في عملهم الرقابي على عمل الشبكة والابتعاد عن المحسوبية خدمة للناس المستحقين، محذراً الناس من ان أخذ أموال من الحماية الاجتماعية بطريقة غير شرعية حرام ولا يجوز شرعاً.
وفي الخطبة الدينية تناول سماحته عدة محاور هي:
العقيدة الحسنة مع العمل الصالح:
حيث أكد إمام جمعة النجف ان المفسرين يقولون: ان القول السديد هو العقيدة الحسنة وهي ترفع العمل الصالح وهو سبب الفوز في الدنيا والآخرة.
وشدد على ضرورة طلب العز بطاعة الله وليس بطاعة الشيطان، مشيراً إلى بعض الشعوب التي تطورت من خلال ارتباطها بالاستعمار وليس من خلال ارتباطها بالله تعالى فذلت.
الحلقة الخامسة من نقد الفكر الحداثي/ الإسلام وحقوق الإنسان:
وهنا أكد سماحته ان الإسلام هو أول من نادى بحقوق الإنسان وقال:
في الفقه الديني حق الناس أعظم من حق الله.
القرآن الكريم يقول:(من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فقد قتل الناس جميعاً)
والحديث الشريف يقول:(حرمة المؤمن أكبر من حرمة الكعبة) ويقول:(من أهان لي ولياً فقد أرصد لي بالمحاربة).
كذلك فقد أشار سماحته إلى رسالة الحقوق للإمام زين العابدين علي بن الحسين(ع) التي تحدد حقوق الإنسان وحقوق أعضائه عليه وأضاف: كانت مهمة الأنبياء تحرير الإنسان قبل القضية العقيدية ومع الأسف خطابنا الإعلامي ضعيف مع وجود صور مشوهة تطرح عن الاسلام على أرض الواقع.
ذكرى ثورة العشرين في العراق:
حيث أكد سماحته إخفاق ثورة العشرين التي قامت في(30حزيران عام1920) في تحقيق هدفها الحقيقي وهو طرد الاستعمار معزياً ذلك إلى سببين اساسيين هما:
· عدم إقامة نظام سياسي جديد
· انسحاب الشعب وفرض العزلة على المرجعية الدينية من قبل الاستعمار.
وقال سماحة السيد القبانجي ان الأنكليز حينئذ كانوا يعرفون مصدر القوة ومكمن الطاقة للشعب العراقي وهو المرجعية الدينية فسفروها إلى إيران ولم يقبلوا بعودتها إلا بشرط اعتزالها العمل السياسي فسيطر الإنكليز مرة أخرى.
إلى ذلك وبمناسبة حلول الذكرى الخامسة لاستشهاد آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم(رض) في الأول من رجب المرجب عام 1424هـ ،أكد إمام جمعة النجف الأشرف ان أول وأروع شيء صنعه (رض) هو دعوته من الصحن الحيدري الشريف إلى (إقامة نظام سياسي جديد بعد سقوط النظام المباد يقوم على أساس المرجعية الدينية وحضور الشعب) وأضاف: ان هذا الخطاب كان ناضجاً جداً وهو(رض) أول من دعا لإجراء الانتخابات والحمد لله لحد الآن نمشي على هذا الطريق والآن حصل العراق على التألق في العالم لكنه ما يزال مضمخاً بالدماء.
في الصعيد ذاته حذر سماحة السيد القبانجي من محاولات قال عنها إنها تسعى لأتعاب الشعب العراقي وعزل المرجعية الدينية عن الساحة حتى يكرروا ما حدث في ثورة العشرين.
https://telegram.me/buratha