وشدد على ان العراق يمر بربيع سياسي واقليمي وامني مشيرا الى تحسن العلاقات مع دول الجوار القريبة منها والبعيدة إضافة الى الدول الاوربية .كما اعترض رئيس الجمهورية على تصريحات بعض المسؤولين في الدول المجاورة التي انتقدوا فيها الاتفاقية الامنية بين العراق والولايات المتحدة الامريكية موضحا ان بنود هذه الاتفاقية لم تكتب بعد بشكل نهائي مشيرا الى ان الاستهانة بالعراق خطأ كبير.
*بشأن الربيع السياسي في التوافقات الوطنية في العراق، قال الرئيس مام جلال :عند امعان النظر في العلاقات بين الاطراف السياسية، تجد هناك علاقة ودية بين السيد نوري المالكي والاخ طارق الهاشمي وهما يمثلان مكونتين اساسيتين من المجتمع العراقي، وبعودة الاخوة من وزراء (التوافق) تكون هذه المكونة الهامة من اخوتنا العرب السنة قد مثلت بشكل جيد في الوزارة ايضا، هذا ايضا ربيع التوافق الوطني، وكذلك لاحظوا علاقاتنا مع دول الجوار، فهي جيدة جدا مع تركيا ووصلنا الى اتفاقية باقامة علاقة استراتيجية وسيزورنا قريبا دولة رئيس وزراء تركيا ويوقع في بغداد على معاهدة تتضمن تشكيل هيئة عليا برئاسة رئيسي وزراء البلدين وتتفرع من هذه الهيئة هيئات اخرى امنية، اقتصادية، تجارية، ثقافية...الخ.
كذلك علاقاتناتحسنت بشكل جيد مع ايران بعد الزيارة الاخيرة للاستاذ المالكي، وهاتان الدولتان مهمتان للعراق من الشرق ومن الشمال، وايضا علاقاتنا تحسنت بشكل جيد جدا مع الاشقاء في الاردن، وكما تعلمون نحن زرنا الاردن كثيرا ولكن زيارة الاخ المالكي الاخيرة توجت هذه الزيارات التي قمت بها انا واخوي عادل عبدالمهدي وطارق الهاشمي والدكتور برهم ووزراء آخرون، زيارة المالكي هذه توجت، والاستقبال الحافل والحار له دل على نجاح المباحثات في جميع المجالات وبالتالي فان العلاقة مع الاخوة العرب خطت خطوة كبرى للامام.
وهناك ايضا اتفاق سابق مع الشقيقة الكبرى مصر على اقامة علاقة استراتيجية طويلة، والمفروض ان يزور قريبا ان شاء الله وفد عراقي القاهرة لاقامة هيئة عليا لهذه العلاقات التي تتفرع منها هيئات فرعية وبالتالي تكون لنا علاقات استراتيجية موثقة مع دولتين كبيرتين الشقيقة الكبرى مصر وتركيا وعلاقاتنا كما قلت تحسنت مع ايران ومع الاردن ولنا علاقة جيدة مع سوريا والكويت، ومبادرة الاخوة في الامارات بارسال الشيخ عبدالله وزير الخارجية الى العراق، ايضا مبادرة مشكورة وبداية ان شاء الله لتعيين سفراء لدول الخليج حيث اعلنت البحرين وكذلك الاخوة في الكويت بانهم قريبا سيرسلون سفراءهم، هذا ايضا ربيع اقليمي ونجاح للدبلوماسية العراقية.
نقطة اخرى من هذه النجاحات وهي مؤتمر العهد الدولي الذي عقد في ستوكهولم حيث كانت المشاركة الدولية رائعة وموسعة حيث شارك فيه عشرات من وزراء الخارجية وجميعهم ايدوا العراق واشادوا بالانجازات المتحققة في العراق واشادوا بالتقدم الحاصل للعراق واعلنوا استعداد بلدانهم للتعاون مع العراق مما يعني ان الوضع الدولي للعراق ممتاز ايضا.
علاقتنا مع اوروبا جيدة، علاقتنا مع الولايات المتحدة جيدة، فإذن الربيع ليس محصورا على الداخل بل بالنسبة للوضع الاقليمي والدولي ايضا.
*وان شاء الله نتمنى ان يحل ربيع الخدمات والرفاه المعيشي للمواطن العراقي ايضا ؟
-نعم، الحكومة مصممة على ذلك ولكن يجب ان نلاحظ الجوانب الحقيقية، نحن احدى مشاكلنا في الحقيقة هي مع الاعلام العربي والامريكي الذي يعرض عكس الوقائع والحقائق عن العراق، مثلا، لنتكلم عن موضوع الخدمات وانعاش الوضع الاقتصادي، قارن الرواتب التي يأخذها الموظفون العراقيون حاليا وفي عهد صدام حسين، المعلم او الشرطي كان يأخذ دولارين في الشهر والآن مئات الدولارات، الرواتب تشمل ملايين العراقيين.
لدينا الملايين من الموظفين والعمال وهؤلاء عندهم عوائل وبالتالي زيادة الرواتب شملت ملايين العراقيين، هذه الزيارة اثرت على السوق لان هناك اموالا تصرف وبضائع تباع وتشترى...الخ، ونقطة اخرى هي ان الحكومة جادة في زيادة الرواتب قدر الامكان وهي مثمرة في تقديم الخدمات في جميع المجالات، فمثلا انظروا الى مسألة مشاريع امانة العاصمة في بغداد وهي مشاريع هامة ورائعة وكثيرة، والاخ الدكتور صابر من احسن العاملين حقيقة في مجال التعمير والتنمية، هذا التقدم هائل، وهذا ماعدا التقدم الذي تراه في كردستان العراق وهي ايضا جزء من العراق حيث هناك تقدم رائع في جميع المجالات، ولكن البعض عادة يركزون على الجانب السلبي ويضخمونها.
الحكومة مهتمة بزيادة الرواتب وزيادة الازدهار وزيادة المشاريع الخدمية وكلها تؤثر على حياة المواطن، مثلا، عندما نبدأ بمشاريع تشغل المئات من المواطنين هذا معناه نحن نتخلص من مئات الالوف من البطالة وبالتالي هؤلاء تكون لديهم اموال يصرفونها بالاسواق، فالعملية جارية ولكنها ليست سهلة كشرب كوب من الماء الموجود امامنا، نحن ورثنا بلدا خرابا مهدما ينقصه كل شيء، الكهرباء، طرق المواصلات، مشاريع المياه، المجاري...الخ.
لاتوجد مشاريع في العراق سليمة كلها بحاجة الى التجديد وهذه تحتاج الى سنين، لذلك يجب ان يكون لنا الصبر والعمل الجاد، للقضاء على هذه النواقص، وانا لا اقصد بذلك ان لا يكون هنالك انتقاد او ملاحظات حول النقص الموجود، نعم موجود، نحن لا ندعي الكمال ولكننا نعتقد ان هنالك جانبا مشرقا وتقدميا وبجانب النقاط المظلمة التي يجب ان نقضي عليها يجب ان نتحدث عن الجانب المشرق في العراق الجديد.
*بالنسبة لموضوع مشكلة الكهرباء والمياه، قال الرئيس مام جلال :
-وزارة الكهرباء لديها قرار ببناء محطة كهربائية في كل المحافظات، وهذه لن يتم بناؤها في يوم واحد، لكن بالمقابل هناك تصميم حكومي وميزانية مخصصة ويوجد قرار والحكومة بدأت في مفاتحة الشركات العالمية الكبرى وانا من الذين ساهمت في مفاتحة بعض الدول من اجل ان يأتوا ليبنوا لنا محطات وعندما تكون لدينا محطة في كل محافظة آنذاك ستتوفر الضرورات الكهربائية في المنطقة، ولكن هذا يحتاج الى وقت.
كذلك لدينا مشاريع المياه التي نقوم بها، اذا هنالك تصميم ميزانية وقرار وان شاء الله تنفيذه يتم قريبا.
*تصريحات بعض المسؤولين في دول الجوار قد تتناقض احيانا مع الربيع الاقليمي فيما يخص مثلا الاتفاقية الامنية مع الولايات المتحدة وهم ينتقدون هذه الاتفاقية، ما هو رأيكم ؟
-انا اريد ان اقول شيئا واحدا، ان هؤلاء الاخوة والاصدقاء الذين ينتقدون هذه الاتفاقية بانهم لم يطلعوا على مضمون الاتفاقية، الاتفاقية لحد الآن لم تتم صياغتها، فكيف انتقادها، نعم نحن نقبل ملاحظات مقدما كي لا نقع مثلا في المخاطر، ولكن في الحقيقة الصيغة الاولى للاتفاقية التي اقترحت فيها رفضت بالاجماع من المجلس السياسي للامن الوطني في العراق وهذا المجلس يمثل الجميع لكن الصيغة التي تم تعديلها مازالت موضع بحث ونقاش، من الناحية الثانية هل نحن مستعمرة لهذه الدول والاشقاء وهل هم اوصياء علينا ام اصدقاء؟ اذا كانوا اصدقاء فليس لديهم حق التدخل، لهم حق ابداء الملاحظة.
العراق دولة مستقلة مهمة وبلد كبير وعظيم وأجدد التأكيد على انه عندما ينهض العراق من كبوته ينهض عملاقا جبارا، العراق بلد فيه حوالي ثلاثين مليونا من البشر، بلد الحضارات وبلد نسبة المثقفين والمتعلمين فيها اعلى من اي منطقة، وفيه ثروات هائلة تحت الارض وامكانيات ضخمة للبناء والازدهار، وكذلك دور العراق التاريخي والحضاري لا يمكن تجاهله، فالعراق عندما ينهض ان شاء الله قريبا من كبوته تجده عملاقا جبارا في المنطقة ليس بمعنى العدوان او التهديدات السابقة، بمعنى اعطاء المثل، اعطاء النموذج، لكن الاستهانة بالعراق خطأ كبير، والذين يتدخلون في شؤون العراق لا يعرفون حقيقة الوضع في العراق ولا يعرفون حقيقة الشعب العراقي، الشعب العراقي شعب تواق للاستقلال، نحن حرصنا على استقلالنا الوطني وسيادته الوطنية اكثر من اي أخ من الدول التي تنتقد العراق بخصوص الاتفاقية مع امريكا قبل ان يتم وضع الاتفاقية ما شاء الله بعض من هذه الدول المنتقدة للاتفاق فيها قواعد امريكية كبيرة وتنتقد العراق على وجود اتفاقية.
كذلك بعض الاخوان يتحدثون على الاحتلال الاخ الدكتور عادل عبدالمهدي كان صريحا وواضحا في مؤتمر القمة العربية الاخير عندما قال لهم ايها الاخوة العرب انتم وافقتم على قرار مجلس الامن الذي قضى بوضع العراق تحت الاحتلال، الصوت العربي الوحيد الموجود في مجلس الامن صوت لصالح هذا القرار.
*اذن، الدولة العراقية هي التي تقرر الاتفاقيات الامنية وغير ذلك، من هم حلفاء العراق؟ دول متقدمة ام دول بشعارات ودكتاتوريات ؟
-نحن نعتقد ان العراق وكما قلت يمر في ربيع العلاقات الاقليمية والدولية حتى الدول التي تنتقدنا، مثلا اصوات منتقدة ترتفع في ايران، ايران دولة صديقة لنا، ايران تتعاون معنا في مجالات عديدة كالمجال الامني والمجال الاقتصادي ومستعدة لتطوير هذه العلاقات، كذلك هنالك اصوات ترتفع من بلدان اخرى، هذه البلدان ايضا مستعدة للتعاون مع العراق.
نحن الآن علاقاتنا مع الدول المتقدمة جيدة ونبدأ من الشرق، علاقاتنا جيدة مع اليابان وانا قبل ايام استقبلت السفير الياباني وتلقيت دعوة لزيارة بلاده وهي مستعدة لتقديم كل المساعدات الممكنة للعراق والاسهام في التقدم والمشاريع.
كذلك علاقاتنا ممتازة مع جمهورية الصين الشعبية وايضا علاقتنا جيدة مع كوريا الجنوبية.
من هناك الى الولايات المتحدة والى بريطانيا وجميع الدول الاوروبية علاقتنا معهم جيدة وودية، فرنسا كممثل هي ستستقبل خلال هذا الشهر وفدين عراقيين لتقديم المساعدة الامنية.
عندما احتجنا مثلا ان نشتري مروحيات عرضنا على مجموعة من الدول، وحالا وافقت الصين الشعبية، وافقت تركيا، وافقت فرنسا، على ان تبيعنا المروحيات، فاذن علاقتنا مع الدول المتقدمة تكنولوجيا جيدة وكذلك مع الدول العربية المتقدمة مثل مصر والتي هي دولة متقدمة وعلاقاتنا جيدة ايضا مع الاردن، بالتالي هنالك اصرار من الجانب العراقي على تعزيز وتمتين وتوسيع هذه العلاقات لتشمل كل الدول العربية وكذلك كل الدول في العالم ايضا.
*هل هذا يعني انه اذا عقد العراق هذه الاتفاقية مع امريكا وغير هذه الدول التي ذكرتها سيكون للعراق ربح كبير وخسارة كبيرة لهم، هل تتفق مع هذا القول ؟
-كلا، ربح العراق، ربح لهم وليس خسارة لهم، ماذا تخسر ايران او سوريا او اي دولة اخرى اذا عقدت العراق اتفاقية اقتصادية او تكنولوجية او ثقافية او تجارية جيدة مع دول الجوار؟ كمثل، نحن علاقاتنا التجارية مع تركيا في حدود مليار دولار، السيد وزير التجارة العراقي كان هناك وبحث مع الاخوة في تركيا وفي السنة القادمة علاقاتنا التجارية ترتفع الى المليارات، فماذا يخسر الآخرون في الشرق او في الغرب من هذه الاتفاقية، لا خسارة لأحد، الربح للجميع.
*انت رئيس العراق الفيدرالي، هل تعتقد ان مثل هذا المصطلح مستخدم في وسائل الاعلام ؟ وهل انتم مقتنعون بأداء الاعلام العراقي ؟
-الدستور العراقي نص في مادته الاولى ان العراق دولة ديمقراطية مستقلة اتحادية، الاعلام العراقي بدأ يتحسن، نحن الآن الحمد لله لدينا حرية فريدة في الشرق الاوسط، لاحظ اي دولة تدعي الديمقراطية او الحرية ليست لديها مثل الحريات الموجودة، لدينا عدد الصحف الموجودة، عدد المجالات الموجودة، عدد الفضائيات الموجودة، عدد وسائل الاعلام التي ليست عليها لا رقابة ولا محاربة ولا مضايقة، من لديه مثل هذه الحريات في الشرق الاوسط، نحن لا نريد ان نسمي احدا ولكن قارن وضعنا حتى بالنسبة للدول القريبة تجد ان العراق يمتاز بحريات واسعة في الديمقراطية والاعلام، ليس لدينا الآن اشياء مسموحة واخرى ممنوعة، فالصحافة العراقية تنتقد رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء والحكومة وحتى احيانا تذكر اشياء غير صحيحة ومع ذلك لم يحاسب أحد على هذه الاخطاء، انا احب ان نتصارح ان تقول انت رأيك وانا استمع اليه وان اقول انا رأيي وانت تستمع اليه ونختار الاحسن، بالمناسبة في مكتباتي الثلاث بكردستان احمل فوق رأسي لوحة مكتوب عليها الآية القرآنية الكريمة، بسم الله الرحمن الرحيم [ فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه ] صدق الله العظيم، هذه الآية تأمرنا ان استمع اليك وانت تستمع الي والحكومة تستمع الى المواطنين والناس يقولون رأيهم ونختار الاحسن، ونحن لا نخاف من الرأي وانا احب ان يكون انطباع المواطنين على المسؤولين انهم مواطنون، جلال طالباني ليس ملكا نازلا من السماء، بل هو عبد من عباد الله منبثق من هذا الشعب، عاش مع هذا الشعب في جميع المراحل، لماذا اذا اصبح رئيسا للجمهورية يجب ان يكون طاغيا ويجب ان يكون مستبدا وان يكون في الابراج العالية؟ لماذا لا يكون كما كان في السابق، كما في السابق يتحدث معهم يسمع منهم ينتقدونه يضحكون عليه ويضحك عليهم يستمع الى نكاتهم لم لا؟ نوري المالكي مناضل قضى كل عمره في النضال وفي التشرد ومازال يعيش عيشة اعتيادية، لماذا يجب ان يتحول الى برج عال فوق الشعب؟ نحن ورثنا من عهد الدكتاتورية الحرية، مرة قال لي أحد الاخوان العراقيين : طول عمري لم أكن قريبا من رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء كما الآن، قلت له لماذا ؟ انا مواطن عراقي انتخبوه لفترة من الفترات لمسؤولية ويجب ان يبقى كمواطن عراقي اولا ومع الناس ثانيا.
*حول العلاقة بين الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني، هل هنالك خلافات بينهما الآن ؟
-كلا، ليس هنالك خلاف، هناك اتفاق استراتيجي بين الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني وبين الاخ الرئيس مسعود بارزاني وجلال طالباني وهذا الحلم لن يتحقق ولن يعود الخلاف ابدا، بل هنالك اتفاق تام ولكن هنالك احيانا اجتهادات في مسائل معينة وحسب الآية الكريمة نستمع اليها ثم نتبع احسنها وهذا ما يحدث في كل بلد وهذا بلد ديمقراطي، كردستان تمثل نموذجا للديمقراطية، فلن يكون هنالك خلاف اساسي بين الحزبين ابدا (خذها مني كضمان).
*هل تغيرت النمطية الحزبية في العراق الجديد بمعنى ان رئيس الحزب يبقى على رأس سلطة الحزب، هل تفكرون انتم والاخوة في قيادة الاتحاد باختيار خليفة لمام جلال ؟
-في الاتحاد الوطني الكردستاني الآن لدينا خليفتان لمام جلال، امين عام للاتحاد الوطني الكردستاني هو مام جلال، النائب الاول للامين العام هو الاخ كوسرت رسول، والنائب الثاني هو الدكتور برهم صالح.
وكذلك اختيار الامين العام يكون عن طريق المؤتمر العام، هذا اولا.
ثانيا، نحن لم نتعود في العراق بصورة عامة وفي كردستان بصورة خاصة حول الممارسة الديمقراطية بالشكل الصحيح، الديمقراطية تقتضي الاختلاف في الآراء، في داخل المكتب السياسي لحزب واحد، توجد اختلافات، في داخل الحزبين توجد اختلافات، في داخل الاحزاب ايضا، لكن بالنتيجة هناك اتفاق على قيم واسس عامة وهنالك الآية الكريمة التي نسترشد بها.
وبالنسبة للمسؤولية، اود ان اوضح شيئا وهي انا لم أكن متحمسا للترشيح لرئاسة الجمهورية بصراحة لكن الاخ مسعود بارزاني والاخوان في المكتب السياسي ألحوا علي وايضا في بغداد الاخوان ومنهم سماحة السيد عبدالعزيز الحكيم والاخوان في الائتلاف ايضا ألحوا وانا قلت للاخوة عندما تقرر ترشيحي انا لي شرطان :
الشرط الاول : أن أنال رضا الكتل السياسية في البرلمان (الائتلاف العراقي، التوافق، العراقية، والتحالف الكردستاني).
الشرط الثاني : انه انا قررت ان أنزع الملابس الكردية وألبس العباءة العراقية وأكون انا رئيس جمهورية العراق ليس كرئيس كردي وبالتالي على الاخوة في الاتحاد الوطني الكردستاني ان يعفوني من بعض المسائل انا لا يمكن ان اضع مصالح الاتحاد الوطني الكردستاني فوق مصالح الاحزاب الاخرى او العراق، انا يجب ان اضع مصالح العراق اولا وحتى قبل مصالح الاقاليم، ومصالح الاقاليم سأنظر اليها ضمن العراق وضمن المصلحة العامة، انا يجب ان أتصرف كعراقي، فطبعا العراقي يشمل الكرد وهذا يعني الدفاع ايضا عن الحقوق المشروعة لأهل البصرة وكركوك والسليمانية والانبار والموصل...الخ، اذا لم يرد رئيس الجمهورية ان يلبس العباءة العربية او العراقية وان يكون عراقيا فليتفضل ويذهب ليكون الامين العام للاتحاد الوطني الكردستاني ويمارس صلاحياته الحزبية، فالحزبي عندما يتولى مسؤولية حكومية يجب ان ينزع لباسه الحزبي بمعنى ان لا يتنازل عن مبادئه وقيمه وافكاره بل عن الحزبية الضيقة، مثلا وزير كردي في اقليم كردستان ليس لشؤون الاتحاد الوطني الكردستاني بل هو وزير لشؤون اقليم كردستان كله، فيجب ان يتصرف على هذا الاساس وهكذا في بغداد، وانا اعتقد ان وزراءنا في الحكومة العراقية يمثلون هذا الدور، حيث اذا لاحظتم اي وزارة انا افتخر بانه اولا نفذنا القانون وكذلك لدينا نسبة من النساء حيث لدينا وزيرتان ووزراؤنا يتصرفون كوزراء عراقيين، لاحظوا مشاريعهم احيانا ينتقدون مثلا هنالك انتقادات لوزير الموارد المائية الدكتور عبداللطيف بانه يهتم بالاهوار اكثر من مشاريع كردستان وهو يقول : كلا، انا اهتم بكل المناطق وبالنسبة لمشاريعي، هذا هو برنامج الوزارة الذي يشمل الجميع، فالآن يجب تكوين قيم جديدة في العراق لاننا لم نتعود على الديمقراطية في العراق، كان هنالك حكم دكتاتوري والآن طيلة الوقت لدينا حكم ديمقراطي مفتوح واضح فيجب ان تكون لنا قيم جديدة، الوزير الحزبي هو حزبي في مبادئه وعقيدته ولكنه في نفس الوقت هو وزير في الدولة العراقية يمثل العراق ويجب ان يخدم العراق ككل بما فيه حزبه، انا ادعو الوزراء والاخوة في الحكومة والبرلمان ان يتخلوا عن حزبيتهم الضيقة لا عن مبادئهم الحزبية وان يضعوا مصالح العراق فوق المصالح الحزبية وعندما يكون هناك نائب مثلا من الشطرة يجب ان يمثل العراق جميعا وان يتصرف كعراقي وعندما يعود الى حزبه اهلا وسهلا عندما يريد ان يخصص كل جهده من اجل حزبه، يجب ان لا يقبل بهذه الوظائف ويبقى في داخل حزبه.
انا في الحقيقة ألاحظ من اخواني النائبين الدكتور عادل والدكتور طارق وكذلك رئيس الوزراء ألاحظ منهم هذه الناحية الوطنية، مرة اشدت بالاخ طارق الهاشمي عندما بدأت عمليات صولة الفرسان في البصرة وهو لم يكن في الوزارة ولم يكن خلافاته منتهية مع رئيس الوزراء فاتصل بالاخ المالكي واعلن انه مستعد لان يأتي ويقاتل بصفه واعلن التأييد لخطواته وطلب من الجميع ان يكونوا على مستوى المسؤولية الوطنية هذا شعور جيد، وكذلك احدى زياراته اسفرت عن زيارة الاخ المالكي الاخيرة وهذا شعور بالمسؤولية الوطنية رغم انه ليس ممثلا في الوزارة فأنا اتمنى ان شاء الله ان تسود هذه الروحية
PUK
https://telegram.me/buratha