الجمعة /20- 6- 2008
أدان سماحة حجة الإسلام والمسلمين السيد صدر الدين القبانجي إمام جمعة النجف الأشرف بشدّة الحادث الإجرامي في مدينة الحرية قبل يومين الذي راح ضحيته (73شهيداً) وجرح أكثر من(100 جريح) من الأبرياء فضلاً عن تدمير البنى التحتية وممتلكات المواطنين ووصف ذلك الحادث بالنكبة وأنه خروج عن القانون والدين، كما وصف سماحته من يقف وراءه بأنهم يدافعون عن البعث وعن صدام وانهم عناصر يرجع نسبهم إلى نظام الطاغية المقبور ويسعون لعودة البعث.
جاء ذلك في خطبة صلاة الجمعة السياسية التي أقيمت في الحسينية الفاطمية الكبرى بالنجف الأشرف بحضور جمع غفير من المؤمنين والمؤمنات. وتساءل سماحته قائلا: هل تحطيم ألف عائلة هو دفاع عن الاستقلال؟ وبأي حق تصرح مجموعة خارجة عن القانون عن تشكيلها وتسليحها لعصابات خارجة عن القانون لمواجهة الأمريكان؟
وتابع سماحته قائلا: الشعب العراقي يعرف أنه في طريق التحرر بوجود مرجعيته الدينية ومسؤوليه وليس تلك المجموعات التي دخلت بينها عناصر البعث التي تطال صواريخها وممارساتها الإجرامية المواطنين الأبرياء.
يأتي ذلك ضمن مجموعة من المحاور التي تحدث فيها سماحته خلال الخطبة وهي: عملية بشائر السلام في محافظة ميسان واستقبال الأهالي للحملة البطولية التي تقودها وزارة الداخلية: حيث قال إمام جمعة النجف: نحن نقف مع عمليات بشائر السلام في محافظة ميسان ونشد على أيدي وزارة الداخلية والدولة، مطالباً في الوقت نفسه أبناء التيار الصدري وجميع المواطنين في العمارة إلى إعطاء الاستدلالات للأجهزة الأمنية حول العصابات الإجرامية والأسلحة المخبأة.
في الصعيد ذاته شكر سماحته الدولة والقوات الأمنية لإعادتهم الأمان للناس ومؤيداً قرار فصل سبعمائة من عناصر الشرطة بسبب تعاونهم مع الخارجين عن القانون وقال: يجب ان تخدم الأجهزة الأمنية الشعب وليس العصابات الإجرامية.
تظاهر الأهالي في حي العدل وحي الجامعة ببغداد:
حيث أكد إمام جمعة النجف الأشرف ان هذه المناطق مسروقة من قبل عناصر مشتركة في مجلس النواب، مشيراً إلى ان هدف تلك المظاهرات رفع الحصانة عن عضو البرلمان المتهم بالإرهاب في تلك المنطقة ببغداد وان أبنه رئيس لخلية إرهابية. في الشأن ذاته طالب سماحته بتحقيق حاكمية القانون والعدالة وتغريم تلك العناصر عن جميع ما حصل في هذه الأحياء السكنية.
منظمة مجاهدي خلق الإيرانية:
حيث وصف سماحة السيد القبانجي تلك المنظمة بالخارجة عن القانون وإنها وقفت إلى جانب صدام المقبور في ضرب الانتفاضة الشعبانية عام (1991) مشيراً إلى المؤتمر الذي عقدته تلك المنظمة في محافظة ديالى قبل أيام(لنصرة الشعب العراقي)! ودعوتها لشخصيات عديدة وبعض العناصر المشاركة في مجلس النواب العراقي المتهمين اصلا بالإرهاب، واصفاً ذلك بالخروج عن القانون.
إلى ذلك فقد طالب سماحته الدولة بطرد هذه المنظمة من العراق ومحاسبة أعضاء البرلمان الذين شاركوا بفعاليات سياسية وصفها بالغير قانونية وبرعاية أمريكية وأضاف: وجود هذا المنظمة برعاية أمريكية في العراق يضع ألف علامة استفهام على صدقية مكافحة أمريكا للإرهاب وقال: في الواقع السياسي نحن لا نسمح بأن يكون العراق مسرحاً لصراع إيراني-أمريكي وان العراق له استقلاله وقانونه مهما كان الموقف بين الطرفين ويجب إبعاده عن ذلك المسرح.
عيد الصحافة العراقية:
حيث بارك إمام جمعة النجف الأشرف للصحفيين العراقيين عيدهم، مشيداً بالصحافة العراقية ومؤكداً وقوفها إلى جانب الضمير العراقي وقد قدمت شهداء كثيرين وهذا شاهد صدق على الوفاء للعراق.
على صعيد منفصل ثمن سماحته فوز العراق على الصين ضمن تصفيات كأس العالم آملاً من الله تعالى ان يفوز في مباراته القادمة مع قطر، داعياً في الوقت نفسه الدولة إلى تقديم المزيد من الدعم إلى الرياضة والرياضيين.
كما وصف سماحته قرار سحب(30ألف جندي) من قوات التحالف في العراق بالجيد كذلك دعوة البرلمان العراقي لوزير الكهرباء لمعرفة أسباب نقص الكهرباء والحلول والمقترحات بشأن تحسينه. كما ثمن عودة أربعمائة طبيب عراقي إلى بلدهم العراق.
تقديم الخدمات في الأحياء الشعبية والفقيرة في النجف الأشرف:
حيث دعا إمام جمعة النجف الأشرف الدولة والمسؤولين في المحافظة إلى إيصال الخدمات والاعمار إلى المناطق الشعبية ذات الكثافة السكانية العالية أسوة بمناطق النجف الأخرى، مشيراً أنه أرسل عدّة ممثلين عن سماحته إلى تلك المناطق ومنها حي الثورة والشوافع وحي النصر، الذين أكدوا من خلال تقاريرهم أن الخدمات قليلة جداً هناك وتحتاج إلى المزيد.
وفي الخطبة الدينية تحدث سماحته عن التقوى والفتح الإلهي في الآيات الواردة في بداية سورة الطلاق من القرآن الكريم وتأكيدها مع الربط بين عالم الغيب وعالم الشهادة وتطرق سماحته إلى بعض المداليل لهذه الآيات ومنها:
· التأكيد على ان الخروج من التقوى لا يحل مشكلة الإنسان
· التأكيد على ترابط عالم الغيب وعالم الشهادة
· التاكيد على السعي والعمل لتحقيق الوعد الإلهي
واستشهد سماحته بثبات الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري(رض) على التقوى بعد أن هجر في ايام الخليفة الثالث إلى صحراء(الربذة) ومنع الناس من توديعه فودعه أمير المؤمنين(ع) وبعض الصحابة.
واستكمالاً لحلقات نقد الفكر الحداثي أشار سماحته في مستهل حديثه في الحلقة الخامسة منه إلى حلول ذكرى ولادة بضعة المصطفى فاطمة الزهراء(ع) في منتصف الأسبوع القادم والتي تصادف في العشرين من جمادى الثانية و اعتبارهذه المناسبة في العراق( يوم المرأة العراقية).
إلى ذلك فقد تناول سماحة السيد القبانجي موضوع الإسلام والمرأة وكيف إن الفكر الحداثي يقول: لا يوجد في الإسلام حقوق للمرأة وحقوق للإنسان، وأكد في الصعيد ذاته على بعض الخطوط العريضة حول تلك الحقوق وهي:
· الإسلام هو الداعية الأول لحقوق المرأة
وشدد هنا على ضرورة التمييز بين ماهو المصطلح وما هو المشروع وقال: ظهر مصطلح حقوق المرأة وحقوق الإنسان في القرن الماضي في العالم وقد جاء الإسلام ليثبت تلك الحقوق قبل(1400) عام في الوقت الذي كانت أوربا والغرب وشعوبها في ظلام دامس.
· القرآن يقول:(وعاشروهن بالمعروف)
· الإسلام يقول:(اسكنوهن من حيث سكنتم)
· القرآن يقول:(المؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض)
· القرآن يقول:(خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة)
وحول ماهية النظرية والتطبيق:
أكد حجة الإسلام والمسلمين السيد القبانجي ان المرأة لا تزال مظلومة في شعوب العالم الثالث وقال: جاءت الثقافة الإسلامية فخففت عنها(50%) من الظلم ولولاها لكانت مظلومة بالكامل وان اتهام الإسلام بأنه لم يعط المرأة حقوقها اتهام ظالم.
على الصعيد ذاته بارك للمرأة العراقية بالخصوص والمرأة المسلمة بشكل عام(يوم المرأة) ومناسبته ان أختار الله سبحانه أمرأة من المسلمين وهي بضعة المصطفى وأم الحجج الأطهار أئمة أهل البيت(ع)، داعياً في الوقت نفسه المرأة إلى إحياء هذا اليوم والمطالبة بحقوقها كما طالب سماحته بحقوقها في المجال الثقافي والإداري والسياسي وقال: نعتقد ان المرأة في العراق قد تقدمت في المجال الثقافي والسياسي والإداري ووفق الأصول والأسس الإسلامية مقارنة ببعض دول الجوار.
https://telegram.me/buratha