استهل ممثل المرجعية الدينية العليا في كربلاء المقدسة سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي في الخطبة الثانية من صلاة الجمعة التي أقيمت في الصحن الحسيني الشريف بتاريخ 16/جمادي الثاني /1429هـ الموافق 20/6/2008م
استهل حديثه بشان الاتفاقية بين الجانبين العراقي والأمريكي، وذكر ( أنه وبعد اشتداد التجاذب في الآراء بين الأطراف المعنية حول بنود المعاهدة المزمع إجراءها في المستقبل، تؤكد المرجعية الدينية على الثوابت الوطنية الأساسية التي لا يمكن التفريط بها ويمكن تلخيصها كالأتي:
أ- عدم التفريط بالمصالح العليا للشعب العراقي سواء كانت تتعلق بالجانب الأمني أو السياسي أو الثقافي أو الحضاري.ب- عدم المساس بالسيادة الوطنية الثابتة في جميع الميادين، ولا يمكن ان نقبل بسيادة ناقصة بل لابد ان تكون السيادة كاملة في الميادين السياسية والأمنية والاقتصادية والقضائية، ولا يمكن أن تعطى السيادة بجانب معين وتسلب من جانب آخر.ت- عدم جعل العراق منطلقا للاعتداء على دول الجوار ولا يسمح بأي حال من الأحوال ان تستخدم الأجواء أو الموانئ أو الأراضي العراقية للإضرار بأية دولة من دول الجوار أو غيرها.
هذه هي القواعد والمعايير العامة ولها تطبيقات ومصاديق كثيرة، وعلى الكتل السياسية ان تطبقها على تفاصيل الاتفاقية بصورة دقيقة، ولابد أن تعرض جميع البنود على الكيانات السياسية ومجلس النواب والمواطنين ولا تكون ثمة بنود سرية، ولكن ما هي الضمانات التي نستطيع من خلالها تفعيل البنود الوطنية والمبادئ الأساسية؟ أملنا من الكيانات السياسية الثبات على هذه المبادئ، ولابد أن تعرض على أعضاء مجلس النواب العراقي لإقرارها لأنهم يمثلون الشعب، الذي قلدهم المناصب التي هم عليها وهي امانه كبيرة جعلها الشعب في أعناقهم، وعليهم أن يحافظوا عليها وان لا يمرروا أية اتفاقية تخل بأحد المبادئ الأساسية وان يحافظوا على الثوابت الوطنية).وفي سياق آخر تطرق سماحة الشيخ الكر بلائي عن انتخابات مجالس المحافظات وطالب الكتل السياسية (الإسراع في المصادقة على قانون الانتخابات وبين انه لابد ان يتضمن القانون نزاهة وشفافية الانتخابات وان يحفز المواطن لكي يشارك في الانتخابات، ولا يحصل ذلك إلا بعد وضع آلية تجرى الانتخابات من خلالها بحرية تامة من خلال مشاركة جميع الأطياف وتوسيع سعة الاختيار لدى الشعب).
وذكر سماحته (نحن أكدنا مرارا أن المرجعية تقف على مسافة واحدة من جميع القوائم والأشخاص الذين رشحوا لمجالس المحافظات، والمرجعية لا تتبنى أية قائمة، وهناك بعض الأشخاص أو الأحزاب يرون أنفسهم أنهم على خط المرجعية وحينما يرشحون للانتخابات، هذا لا يعني أن المرجعية تتبنى هذه القائمة أو ذلك الشخص، وان وظيفة المرجعية هي حث المخلصين من أبناء الشعب ان يرشحوا أنفسهم في مجالس المحافظات).
ورد الشيخ الكربلائي على الإشاعات التي تتهم المرجعية بدعم قوائم على حساب أخرى بقوله ( بعض وسائل الإعلام تذكر ان بعض ممثلي المرجعية لهم قوائم معينة.... هذا ليس بصحيح، نحن وظيفتنا ان نشجع عقلاء القوم الذين تتوفر فيهم الإدارة والنزاهة والإخلاص والولا ء لشعبهم ووطنهم ان يرشحوا أنفسهم في انتخاب مجالس المحافظات، وفي الوقت نفسه نشجع المواطن على المشاركة في الانتخابات بمقتضى المسؤولية الشرعية والوطنية، وان تكون المشاركة واسعة ينتخبون من خلالها من تتوفر فيه النزاهة والكفاءة، والعزوف عن المشاركة يعني تصدي الجهات الفاسدة لتبوء المقاعد الرئيسية في البلاد، وعليه ينبغي ان يكون دقة في حسن اختيار القائمة والأفراد).
أما بشان عودة المهجرين الى ديارهم ذكر سماحة الشيخ انه وبعد التحسن الأمني بدأت الكثير من العوائل المهجرة العودة الى ديارهم، وقال ( أملنا من المسؤولين جميعا ان تكون لهم خطة عاجلة وسريعة لتحقيق عودة جميع المهجرين سواء كانوا داخل الوطن أو خارجه، وهناك مجموعة من الأمور لابد من طرحها هنا لان جزءا من الاستقرار الأمني يتوقف عليها.
1- ضرورة إشعار المواطن المهجر حينما يعود الى مدينته بان حياته وأمواله وعرضه محصنة ومصانة من خلال تفعيل الأجهزة الأمنية العائدة للدولة، ولا تتولى أية جهة أخرى مسؤولية الحفاظ على سلامة العائدين.
2- التعويض العادل لجميع المهجرين وان يبتعد المسؤولون عن الإجراءات المعقدة والروتينية، أحيانا يتعرض المواطن الى الذل والهوان عند مراجعته الدوائر ذات الشأن، ونحن نطالب الجهات المعنية بالإسراع في تنفيذ الإجراءات الأمنية لعودة المهجرين والحفاظ على كرامتهم.
3- إزالة الحواجز النفسية العالقة بين العوائل المهجرة والعوائل الباقية في تلك المناطق، ربما يشعر المهجر ان المواطن الباقي هو السبب في كل تلك المحن التي مر بها، لابد من القيام بحملة دينية وثقافية يشترك فيها رجال الدين ومنظمات المجتمع المدني لرفع تلك الحواجز النفسية، وإبقاءها إبقاء لحالة التوتر والصدام بين المواطنين).وفي الختام طالب ممثل المرجعية الدينية العليا المواطنين ( التحلي بالصبر والتحمل لتخطي الصعاب والمحن وذكر بان المواطن بحاجة الى التحصن بالصبر والثبات وان يبقى محافظا على داره ومحله ومزرعته في تلك المناطق، وعلى الجميع رفض التغيير الديموغرافي في مناطق التهجير: وإنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب).
اعلام العتبة الحسينية المقدسة
https://telegram.me/buratha