قالت وزارة البيئة إن مشكلة التصحر في البلاد تفاقمت بشكل خطير بعد العام 1992، متمثلة بزيادة نسبة الملوحة في مساحات شاسعة من الاراضي، اضافة الى تدهور الغطاء الطبيعي وزحف الكثبان الرملية. واوضحت الوزير نرمين عثمان أنه لا يمكن عكس مسار التصحر، الا انها قالت ان ذلك يمكن منعه، كاشفة في الوقت نفسه عن قرب انضمام العراق للاتفاقية العالمية لمكافحة التصحر، طارحة أربع توصيات لايقاف تدهور مساحات جديدة من الاراضي مسقبلا. ودعت عثمان في كلمة ألقاها نيابة عنها مدير التخطيط في الوزارة حكمت كوركيس خلال احتفال نظمته الوزارة أمس في مقرها لمناسبة اليوم العالمي للتصحر، الى اعداد ستراتيجية وطنية لمكافحة التصحر تشارك بتنفيذها جميع مؤسسات الدولة ذات العلاقة، بغية مواجهة خطر ادخال مساحات جديدة منها الى الاراضي الصحرواية، منوهة الى أهمية اعطاء المحافظات دورا أكبر في التخطيط للعملية بالتعاون مع الجهات المركزية المعنية. عثمان أوضحت أنه اذا كان من الأصعب عكس مسار التصحر، فانه من الممكن منعه من خلال اجراءات تطبقها الدول ومنها العراق من خلال حماية المناطق الجافة واستصلاحها وحماية الغطاء النباتي في المناطق الصحراوية لحمايتها من زحف الكثبان الرملية التي حصلت نتيجة تدهور التربة وانجرافها بالرياح، كاشفة أنه لا توجد معلومات حديثة عن واقع التصحر في البلاد خصوصا بعد تعرضها للحروب العديدة والعمليات العسكرية والتي أسهمت في زيادة مخاطر التصحر بشكل بات يهدد أمنه البيئي والاقتصادي خلال السنوات القليلة المقبلة، كاشفة عن أن العراق في مراحله الاخيرة لاعلان انضمامه للاتفاقية العالمية لمكافحة التصحر. وطرحت في كلمتها خلال الاحتفال الذي عقد تحت شعار "لتتضافر الجهود لمعالجة التصحر وتدهور الاراضي"، حضرته "الصباح"، أربع توصيات لايقاف تدهور مساحات جديدة من الاراضي في البلاد، هي: المحافظة على الوسط الطبيعي للصحراء وتأهيل الاراضي التي تدهورت من خلال مكافحة انجراف تربتها وأستخدامها بالشكل الامثل، فضلا عن المحافظة على الثروة النباتية بالصحراء ودعم تنوعها الاحيائي، والعمل على زيادة المحميات الطبيعية بالتعاون مع وزارة الزراعة، وأخيرا العمل على أستعمال المياه على وفق طرق الري المقننة الحديثة وباعتماد نظام ادارة الموارد المائية المتكامل. هذا وتناولت الدراسات العلمية التي قدمت خلال الاحتفال من قبل خبراء من وزارات الزراعة والتعليم العالي والموارد المائية، فضلا عن البيئة، تقنيات التحسس النائي وتطبيقاتها في مجال التصحر والغطاء النباتي وأخرى عن النظام البيئي الطبيعي للأراضي الجافة وكذلك واقع التدهور للأراضي في البلاد، فضلا عن الاهمية البيئية للاتفاقية العالمية لمكافحة التصحر بالنسبة للعراق خلال المرحلة المقبلة. يشار الى أن الاراضي الجافة تغطي أكثر من 40 بالمائة من مساحة العالم ويسكن فيها نحو ملياري شخص أي ما يقرب من ثلث سكان العالم.