عد وزير الخارجية هوشيار زيباري تضارب التصريحات بين المسؤولين العراقيين بشأن اتفاقية التعاون طويلة الامد، "تكتيكات تفاوضية"، مؤكدا ان المفاوضات لم تتوقف، وأنها تحقق بعض التقدم. وقال زيباري بعد حضور اجتماع لمجلس الامن الدولي بشأن العراق:"اعتقد أنه من السابق لاوانه جدا فعلا الحكم على ان هذه الاتفاقية قد ماتت او انه لا يوجد مخرج"، محددا المشكلات الرئيسة "على انها السماح بالعمليات الاميركية ضد المسلحين في العراق والحصانة القانونية التي تسعى اليها واشنطن للمتعاقدين الاميركيين في العراق وقضايا تتعلق بالدخول والخروج من العراق". وتابع: ان العراق قدم مقترحات مضادة بشأن كل القضايا وارسل مفاوضيه الى الاردن وكوريا الجنوبية وتركيا والمانيا لدراسة اتفاقيات تلك الدول مع الولايات المتحدة بشأن القوات الاميركية التي تستضيفها. وبشأن الزيارة التي قام بها الرئيس المالكي لايران في الاسبوع الماضي قال زيباري: ان المالكي قدم لايران"رسالة واضحة ومباشرة" بانه يتعين عليها ان تقرن تأييدها الشفهي للعملية السياسية في العراق"بالافعال الاعمال". واعتبر وزير الخارجية ان تضارب التصريحات التي يدلى بها بشأن مفاوضات ابرام الاتفاقية الامنية "امر طبيعي"، قائلا:"انا عضو في فريق التفاوض العراقي واعلم اننا حققنا قدرا كبيرا من التقدم وهناك مصاعب وموقف العراق هو تأمين كامل سيادته وحماية مصالحه الوطنية خلال هذه المفاوضات"، مؤكدا "انه من الطبيعي ان توجد تصريحات متعارضة ومواقف متباينة وقد يكون ذلك جزءا من التكتيكات التفاوضية". وشدد على ان الحكومة ملتزمة بانهاء هذه المفاوضات للتوصل الى نص نهائي للاتفاقية "غير اننا لم نصل لتلك النقطة بعد"، مبينا ان العراق "بحاجة بالفعل لهذه الترتيبات الامنية لتلبية متطلباته في الوقت الراهن".واضاف ان التواجد الاميركي الحالي في العراق "لا يمكن ان يستمر من دون غطاء قانوني، لذا ان لم نتوصل الى اتفاق بخصوص القوات متعددة الجنسية فسيكون علينا البحث عن بديل، ودراسة ما اذا كنا سنعود مرة اخرى الى مجلس الامن الدولي".
وتحكم الاتفاقية تواجد القوات الأميركية في العراق بعد العام 2008، إذ يعتمد تواجدها حاليا على تفويض من الأمم المتحدة يجدد عند نهاية كل سنة بطلب من الحكومة، ولن تكون الاتفاقية نافذة المفعول ما لم يصادق عليها البرلمان. وشدد زيباري على أنه ما من مبرر ليبقى العراق محكوما ببنود الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، قائلا " ان العراق لا يشكل حاليا تهديدا للأمن والسلم الدوليين وقد أوفى بجميع التزاماته وتخلص من أسلحة الدمار الشامل لذلك ليس هناك حاجة لبقاء العراق محكوما ببنود الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة". وبشأن إمكانية أن تستخدم الولايات المتحدة الأراضي العراقية منطلقا للهجوم على أي من الدول المجاورة، قال وزير الخارجية:"لن تستخدم أراضي العراق منطلقا لأي هجوم على أية دولة مجاورة له". وكان زيباري شارك أمس الاول الجمعة في جلسة مجلس الأمن الدولي بشأن العراق والتي تقرر في ختامها الاستجابة للمطلب العراقي بتمديد تفويض القوات متعددة الجنسية حتى نهاية العام الحالي 2008.
https://telegram.me/buratha