يرجح ان يبحث المجلس السياسي للأمن الوطني، اليوم، أربعة محاور حساسة.وتتزامن هذه الاجتماعات، مع تحديد الحكومة مسارين لتعزيز النجاحات الاخيرة في مختلف الصعد. وبحسب القيادي في المجلس الاعلى الاسلامي الشيخ حميد معلة، فان المجلس سيناقش اليوم، تطورات الاتفاقية الامنية بين العراق والولايات المتحدة، ونتائج المباحثات بشأنها، اضافة الى قانون انتخابات مجالس المحافظات، وحسم النقاط العالقة فيه، اضافة الى بحث مسألة التعديلات الدستورية والتوافقات السياسية ازاءها، فيما سيكون المحور الاخير استعراض نتائج زيارة رئيس الوزراء نوري المالكي الى ايران والاردن، والانفتاح العربي تجاه بغداد.
وكان رئيس الحكومة قال خلال مؤتمر صحفي عقده في عمان امس الاول "إن المفاوضات بين بغداد وواشنطن بشأن الاتفاقية الامنية لم تصل إلى مراحلها النهائية بعد، موضحا ان ما موجود حاليا هو مجرد مسودات وأفكار لعقد اتفاقية تخللها خلافٌ في وجهات النظر بين الطرفين، مؤكدا في الوقت نفسه أن الاتفاقية ستعرض على مجلس النواب قبل أن يتم إبرامها.واشار معلة في تصريح خاص لـ"الصباح" الى ان المجلس السياسي سيخصص جل وقت الاجتماع بشأن كيفية حل النقاط المتعلقة بقانون الانتخابات، مؤكدا التوصل الى اتفاق على اغلب المواد، باستثناء مسألة الانتخابات في كركوك واعتماد نظام القائمة المفتوحة او المغلقة، مشددا على ضرورة حسم هذه النقاط الخلافية حتى يتمكن البرلمان من اتخاذ موقف بشأنها والاخذ بها سواء عبر التوافقات او التصويت على كل فقرة بحد ذاتها.
وكشفت "الصباح" الاسبوع الماضي عن قرب عقد اجتماعات للمجلسين التنفيذي والسياسي، اضافة الى صيغة 3+2"رئيس الجمهورية ونائبيه ورئيس الوزراء ورئيس اقليم كردستان".على صعيد اخر، نوه القيادي في المجلس الاعلى، بأن الحكومة تسير في اتجاهين اساسيين تميز بهما المشهد العراقي خلال المرحلة الحالية، لافتا الى ان المسارين هما"المبادرة والانفراج".
وبين ان الحكومة تمتلك المبادرة وتسعى الى الانفراج، اذ تتمثل المبادرة بمسك الملف الامني عن طريق العمليات العسكرية المركزة، وتفعيل الاوضاع الاقتصادية من خلال البرامج الحكومية المقدمة سواء الى البرلمان لغرض تصديقها او اعتماد اليات اخرى لتعزيز الاقتصاد العراقي وفق برامج محددة.
وتابع سماحته ان المسار الثاني يتمثل بتفعيل الملف السياسي، ويشمل داخليا تقريب وجهات النظر بين القوى الوطنية الفاعلة، في حين يتضمن خارجياً ابرام اتفاقيات ومذكرات تفاهم مع دول الجوار والاقليم، "مثلما حدث مع ايران والاردن والامارات مستقبلا"، مبينا ان الانفراج السياسي الخارجي بدا واضحا من خلال زيارات وزراء خارجية الامارات واستراليا وفرنسا، وقرب زيارة وفد اوروبي كبير للبلاد، مشددا على ان هذا يؤكد حدوث "نقلة" في العلاقات بين العراق ومحيطه الاقليمي ودول العالم، مما يعد عامل اسهام جديدا ومميزا واعلانا عن عودة العراق الى اداء دوره بفاعلية.
https://telegram.me/buratha