الجمعة/ 13- 6-2008
أكد سماحة حجة الإسلام والمسلمين السيد صدر الدين القبانجي إمام جمعة النجف الأشرف في معرض حديثه عن بعض الشبهات حول انتخابات مجالس المحافظات المقرر إجرائها في الأول من تشرين الأول هذا العام، ان الانتخابات خطوة في تعجيل استقلال العراق وخروج الاحتلال الذي قال عنه انه يحتاج إلى ضغط سياسي عالمي وضغط شعبي وشجاعة من قبل المسؤولين وانتخابات عديدة ناجحة حتى يتم رفع المسوغ وراء بقائه في العراق.
جاء ذلك خلال خطبة صلاة الجمعة السياسية التي تناول فيها عدّة محاور إلى جانب محور الانتخابات هي: أزمة الكهرباء، وبشائر وصول مستحقات مالية إلى محافظة النجف، ومشروع بادية النجف.
وأشار سماحته إلى بعض الشبهات لدى البعض حول انتخابات مجالس المحافظات القادمة ومنها: شرعية الانتخابات وعدمها، وتوزيع الاتهامات على المرشحين، وتسابق الأحزاب على اعتلاء كراسي الحكم، مشدداً على إن المرجعية الدينية وحدها هي من تحدد شرعية الانتخابات وغير ذلك وليس أفراد من الناس وان الانتخابات تعني اختيار العناصر المخلصة والكفوءة لهذا الشعب.
في الشأن ذاته رفض سماحة السيد القبانجي توزيع الاتهامات من قبل البعض على المرشحين والعاملين والمسؤولين الذين أكد أنهم جاهدوا وأخلصوا وقدموا التضحيات من أجل وطنهم العراق، معتبراً عدم جواز شرعية اعتبار الترشيح للانتخابات بالتسابق على الكراسي ومحذراً في الوقت نفسه من صعود عناصر غير صالحة إليها وقال: ان تلك العناصر الغير صالحة هي في طور التهيؤ وبالأمس وزعت منشورات في النجف الأشرف لصالح المجرم عزة الدوري وعناصر البعث المقبور.
وأضاف مشدداً: ان الذهاب إلى صناديق الاقتراع هو في مجال -استبقوا الخيرات-.
أزمة الكهرباء:
حيث أشار إمام جمعة النجف الأشرف ان أزمة الكهرباء تظهر في أمرين هما:
· الانقطاع الكبير والمستمر للطاقة الكهربائية.
· ارتفاع أجور الكهرباء: وهنا بارك سماحته للدولة ولوزارة الكهرباء ولوزارة المالية هذه الزيادة في أسعار الكهرباء، واصفاً إياها بالفاحشة وغير المقبولة، مشدداً على ضرورة إعطاء الكهرباء للناس بالمجان إضافة إلى مبالغ مالية مقابل أعطال اجهزتهم بسبب الانقطاعات اليومية المتكررة.
وحول ما صرح به وزير الكهرباء عن توفر قدرة توليدية مقدارها الثلث عن حاجة العراق البالغة (15 ألف ميكاواط) أكد سماحته ان محافظات العراق لا يصلها ذلك الثلث ولا حتى الخمس منها.
في صعيد ذي صلة أكد إمام جمعة النجف الأشرف ان هناك أزمة بين سيطرة كهرباء بغداد وسيطرة المحافظات وقال: إن حصة النجف المقررة من الوزارة هي(120-130ميكاواط) ولا يصل منها إلا ثمانين ميكا واط بحسب تقارير سيطرة كهرباء النجف، واصفاً سماحته ذلك بالسرقة. وأضاف: التهيؤ الآن لتوفير الأمور اللازمة لتحسين الطاقة الكهربائية ودراسة البرلمان لمشروع تخصيص(500مليون دولار) لتوفير تلك المستلزمات اخطاء كبيرة وتراكمات، وفي الوقت الذي ثمن جهود الوزارة والعاملين خاطبهم قائلا: يجب ان تفكروا في حاجاتكم والمستلزمات الضرورية في السنوات السابقة وطالب في الوقت نفسه وزارة الكهرباء بإعادة النظر في مسألة أسعار الكهرباء ومعالجة السيطرة بالنسبة لحصة محافظة النجف الأشرف المقررة.
في السياق ذاته أشار إلى انعقاد مؤتمر الكهرباء في بابل داعياً المشاركين فيه والإدارات المدينة في النجف وباقي المحافظات إلى الجدية في العمل من أجل تحسين الطاقة الكهربائية للمواطنين.
بشائر وصول مستحقات مالية إلى النجف:
حيث أكد سماحة السيد القبانجي وصول مستحقات مالية قدرها(200مليار دينار) هي زيادة رواتب موظفي الدولة وبأثر رجعي من شهر كانون الثاني ولغاية حزيران عام 2008 كذلك أثمان المحاصيل الزراعية التي أكد إنها وزعت على الفلاحين والمزارعين في المحافظة، مشيراً إلى وجود فرق سلبي في إنتاج محول الحنطة لهذا العام قدره 20% عن السنة الماضية.
مشروع بادية النجف
حيث أكد سماحته ان هذا المشروع مطروح للدراسة فعلاً والتي أكدت ان أكثر من 95% من أراضي النجف الشرف على الخارطة هي غير مستثمرة، وتحدث عن المزايا الإيجابية لها مثل انخفاض منسوبها عن مناسيب أراضي المملكة العربية السعودية ما يوفر فرصة حفر عشرات الآبار الارتوازية بقابلية تصريف للمياه تبلغ(15-25لتر/ثا)، مشيراً إلى ان ذلك يوفر امكانية تأسيس مئات القرى والواحات للسكن والزراعة وتشغيل(21 ألف) يد عاملة ما يتيح إنتاج(182ألف) طن خلال خطة خمسية تعد لذلك إلى جانب الثروة السمكية وبساتين الفاكهة والخضراوات.
وفي الخطبة الدينية أكد إمام جمعة النجف الأشرف عن رسول الله(ص):(ان عالم ما بعد الموت محفوف بالمخاطر والأهوال) مشدداً ان التقوى هي طريق النجاة من تلك الأهوال ومصاديقها الأخلاق التي حددها بنوعين:
الأخلاق الجاهلية
أخلاق الإسلام: حيث أكد سماحته إنها جعلت وسيلة للخلاص من أهوال يوم القيامة وجعلها الإسلام في القمة الهرم للمنجيات منها.
ومن التطبيقات العملية لأخلاق الإسلام وبحسب احاديث النبي الأكرم(ص) وأئمة أهل البيت(ع) والتي أشار إليها سماحته هي:
· مقت الإنسان لنفسه دون الناس
· احترام الكبير والعطف على الصغير
· توسعة الإنسان على عياله
واستمراراً لسلسلة الحديث عن نقد الفكر الحداثي تناول سماحته في الحلقة الرابعة منها(نظرية محورية الإنسان أو محورية الله) حيث أكد ان العالم المادي يطرح نظرية محورية الإنسان في مقابل محورية الله سبحانه ويقول لأصحاب الأديان كبلتم حرية الإنسان بالأغلال ولم تحترموا كرامته وإرادته، مشيرا إلى ان هذه النظرية تقوم على أساس إطلاق الحريات للانسان، مؤكداً خطأ هذه النظرية من خلال الرؤية الإسلامية بعرضها محورية الله في مقابل محورية الإنسان، وأضاف: الإنسان المعزز المكرم هو خليفة الله في الأرض وهذا يعني الجمع بين إرادة الله سبحانه ومحورية الإنسان لتكون(نظرية خلافة الإنسان) التي وصفها سماحته بالنظرية الموجهة وغير المنفلتة.
إلى ذلك فقد أشار إمام جمعة النجف الأشرف إلى وجود خطأين في مجال الحريات هما:
· إغلاق منافذ الحريات
· إطلاق منافذ الحريات
وأكد ان الصحيح هو ما يقوله الإسلام وهو فتح منافذ الحرية ولكن مع وضع حواجز الصيانة فتكون حرية موجهة.
https://telegram.me/buratha