تظاهر المئات من المزارعين في قضاء الرميثة جنوب السماوة، الخميس، احتجاجا على شحة المياه وقلة الحصص المائية المخصصة لهم، فيما طالب المحافظ بإعلان المثنى محافظة منكوبة وتعويض الفلاحين عن الإضرار التي لحقت بحقولهم.
وقال كريم بداش رئيس مجلس بلدي الرميثة لـ (أصوات العراق)"شهد قضاء الرميثة جنوب مدينة السماوة ،صباح هذا اليوم تظاهرة ضمت المئات من المزارعين الذين تضررت حقولهم نتيجة شحة المياه وانخفاض مناسيبها"وذكر بداش أن "التظاهرة تسببت بقطع الطريق العام الذي يربط محافظة البصرة بالعاصمة بغداد لمدة ثلاث ساعات"وأضاف "طالب المتظاهرون بإعلان المحافظة منطقة منكوبة وتعويض الفلاحين عن الأضرار التي لحقت بحقولهم أسوة بمناطق كردستان" وتابع "جرى لقاء بيننا وبين ممثلي المتظاهرين واتفقنا على رفع جميع مطلبهم المشروعة الى الحكومة المركزية في بغداد وكذلك البرلمان العراقي فضلا عن وزارة الموارد المائية للنظر بها ووضع الحلول المناسبة لاحتواء الأزمة".
وقال صالح عبيد ال زبار، احد المزارعين المتظاهرين"إننا لانملك سوى هذا الباب من الرزق ولا نجيد سوى مهنة الزراعة وهي مهنة آبائنا وأجدادنا وننتظر هذا الموسم(زراعة الشلب) بفارق الصبر كي نوفر من خلاله قوت عوائلنا لمدة سنة كاملة باعتباره المصدر الوحيد لمعيشتنا."وطالب المزارع الحكومة ان "توفر المياه لزراعة أرضنا ،أو تعوضنا عن الأضرار التي لحقت بحقولنا"
أما المزارع المتظاهر حمزة عبد الحسين عباس قال"لايخفى على احد ان المزارعين في قضاء الرميثة يعيشون على مهنة الزراعة دون غيرها وبخلافها نصبح كمزارعين لانملك قوت يومنا"ولفت الى ان "انخفاض منسوب المياه في شط الرميثة والفرات يعني الحكم على سكان هذه المدينة بالموت البطيء." مطالبا الحكومة "برفع حصة المحافظة المائية إلى النسبة المطلوبة"
من جانبه اكد احمد مرزوك الصلال محافظ المثنى،على ان مطالب الزارعين المتظاهرين في قضاء الرميثة "مطالب مشروعة وتحتاج الى نظرة حقيقية من قبل الحكومة المركزية في بغداد،ووقفة جادة لانقاذ المزارعيين من موت حقيقي لامفر منه في حال عدم زيادة الحصة المائية المقررة للمحافظة والتي تتناسب ومساحات المحافظة المؤهلة للزراعة." ولفت الصلال الى ان "الوقت داهم الفلاحين ولافائدة من زيادة الحصة المائية بعد اسبوع من هذا اليوم ،حيث ينتهي موسم زراعة الشلب(الرز) في موعد اقصاة منتصف شهر حزيران" واستدرك قائلا "أنا انظر بعين الأمل والارتياح للحكومة المركزية في بغداد أن تراعي الوضع المعيشي لهذه الشريحة المحرومة التي عانت الويلات ابان النظام السابق،وان تسرع في عملية تعويض المواطنين لقاء الأضرار التي تعرضت لها حقولهم الزراعية"
وزاد"اتمنى ان اسمع في القريب العاجل قرار جريء ينتشل هذه الشريحة من الحالة الماساوية التي يعيشونها،عن طريق إعلان المحافظة منطقة منكوبة،وتعويض المزارعين أسوة بالإجراءات التي اتخذت من قبل حكومة اقليم كردستان في اذار/مارس الماضي"
يذكر ان وزارة الموارد المائية كانت قد اعلنت اذار مارس الماضي ان العام الحالي عام جفاف بسبب شحة المياه في دجلة والفرات وعدم تساقط الامطار في عموم البلاد، وووجهت في بيان لها جميع المحافظات باتخاذ الاجراءات المناسبة في عمليات توزيع المياه.
وكان المحافظ حذر امس ، الاربعاء، مما وصفه بـ "الكارثة" التي قد تصيب القطاع الزراعي في المحافظة فيما لو لم تتخذ اجراءات عاجلة لمعالجة شحة المياه التي تهدد زراعة المحاصيل، لاسيما محصول الشلب (الرز)واوضح الصلال لـ (أصوات العراق) ان "من بين الاسباب الرئيسية لتدهورالقطاع الزراعي في المحافظة هو تدني مناسيب المياه الى درجة الجفاف،وتقليص النسبة المائية المخصصة للمنطقة على حساب محافظات اخرى." وقال "فوجئنا بتوفير حصة مائية على الارجح تصل الى زراعة 5000 دونم من قبل وزارة الموارد المائية بينما تستعد المحافظة لاستغلال اكثر من 20000 الف دونم."وبين ان "الجفاف الذي ضرب أرجاء المحافظة قد يتسبب بتردي الحالة المعيشية لأكثر من 85% من أبناء المحافظة الذين يطغى عليهم الطابع الريفي الفلاحي من الذين يعتمدون كليا على مهنة الزراعة"ونو ه قائلا ان "الحكومة المركزية تتحمل العبىء الاكبرمن هذه الكارثة الانسانية، اضافة وزارة الموارد المائية.".
وكان مجلس محافظة المثنى قد طالب يوم أول أمس الثلاثاء في اجتماعه الدوري وبإجماع أعضائه الحكومة المركزية في بغداد على اعتبار محافظة المثنى منطقة جفاف في موعد أقصاه 15 حزيران باعتباره الموعد الأخير لموسم زراعة الشلب وبخلافة لافائدة من زيادة الحصة المائية. فيما اعلنت وزارة الموارد المائية بداية شهر حزيران الحالي عن حصر زراعة محصول الشلب في ثلاث محافظات فقط شملت(الديوانية والنجف فضلا عن السماوة) ومنحت لمحافظة النجف حصة مائية تقدر لزراعة 160 دونم ،بينما خصصت للديوانية 110دونم فيما خصصت للسماوة 5000دونم.
وتعد محافظة المثنى ثاني اكبر المحافظات مساحة بعد محافظة الرمادي،وتضم مساحات صحراوية شاسعة وبنسبة تصحر قد تصل الى 90% من مساحتها الاجمالية.وشرعت المحافظة في الاسبوع الماضي لزراعة اول نخلة ايذانا ببدء المشروع الوطني لزراعة 15 مليون شجرة،بمناسبة يوم البيئة العالمي.
https://telegram.me/buratha