الأخبار

َمحاولة محاصرة الشيعه في لبنان


د. إسماعيل النجار ||

 

محاولة محاصرة الشيعه في لبنان سابقة خطيرة قد تطيح بالنظام السياسي برُمَّتِه،

 

أخطر خَمسَة أيام تَمُر على لبنان تُختَبَر بعدها نوايا الشركاء في الوطن، 

لأنَّ ما يحصل كبير جداً وخطير للغاية ولَم يعتاد عليه اللبنانيون لا بالشكل ولا بالمضمون في ظاهرة سياسية خطيرة شبيهة بمرحلة ما بعد إغتيال رفيق الحريري عام ٢٠٠٥، 

حيث يجهَد الأفرقاء السياسيين المسيحيين ومعهم الأغلبية الدرزية الساحقة الذين يصادرون سوياً القرار السياسي السُنِّي إلى محاصرة الثنائي الشيعي وحشره في الزاوية في معركة رئاسة الجمهورية بقرارٍ أميركي وتراجع فرنسي وصمتٌ أو تواطئٌ سعودي،

المرحلة الحالية وفي هذا الوقت بالذات حساسة جداً ودقيقة، والجميع يعرف الأمر وتَبَلَّغ أن حزبُ الله في ثقافتهِ السياسية  يناقش ويُحاوِر ويصبُر  لكنه لا يساوم، وهذا أمر أكَدهُ السيد حسن نصرالله في خطابهِ أل ما قبل الأخير منذ أسابيع،

المقاومة في مشروعها السياسي وبعد إطلاق وثيقتها السياسية الأخيرة تسعى إلى بناء دولة علمانية قاعدتها الأساسية  العيش المشترك على أساس الحقوق المتساوية والواجبات من دون أي تمييز، وهذا يُعتبر تنازل كبير لأجل لبنان وينقُض ما أُسِسَ عليه هذا الحزب في بداية الثمانينات، وأخذَ بعين الإعتبار هواجس شركائهُ في الوطن في الوقت الذي يرفض فيه الطرف الآخر الأخذ بهواجسهِ الحقيقية وبخطر وجود إسرائيل،

أيضاً هوَ لا يريد التعايش المفروض بالإكراه على اللبنانيين والقوانين المُفَصلَة على مقاييس الطوائف والمذاهب والأحزاب،

أيضاً يريد حزب الله أن يكون لبنان وجههُ عربياً وقوياً غير تابع للخارج وملاذاً نهائياً لكل أبنائه،

إلَّا أن البعض فيه يتخِذ موقفاً مأجوراً ضد هذه المقاومة لأن مصالحهِ مرتبطة إرتباطاً وثيقاً بالمصالح الغربية والأميركية، ولا يريد أن يعترف بمقاومة هزَمَت وقهرَت أعتىَ الجيوش وأقواها على الإطلاق في المنطقة، وقاتلت دولاً بحالها متمثلة بالإرهاب السلفي المدعوم عالمياً وهزمتهم، 

هذه المقاومة كَلَّفَت أمريكا وإسرائيل ومن خلفهم المال الخليجي ٤٠ عام من العمل المشترَك ضدها، وألآف مليارات الدولارات وتدمير دُوَل منذ غزو العراق وحرب اليمن وسوريا وثلاثة حروب في لبنان، ولم يتمكنوا من النَيل منها أو محاصرتها أو إضعافها،

فكيف لِقوَّة بحجم القوات اللبنانية التي تُحَضَّر من الخارج لمواجهتها وقتالها مع بعض الألسُن الطويلة المتفلتَة من زلاعيمها والتي تريد إدارة الحرب بالمنظار! نحن لا نعلم كيف لها أن تصمد بوجه غضب رجال الرضوان! 

على صعيدٍ آخر هل فَكَّرَ وليد جنبلاط جيداً قبل إتخاذه قرار الإصطفاف إلى جانب جعجع وباسيل وريفي والجمَيِّل ومحاولة تطويق الشيعه؟ 

هل يَعي جنبلاط مخاطر محاولة كسر إرادة حزب الله في موضوع عدم فرض رئيس عليه قد يطعن بهِ؟

هَل تَنَبَّهَ هوَ وباقي القيادات المسيحية والسُنِّيَة إلى مخاطر محاصرة طائفة بأمها وأبيها وما تُمَثِلُ من ثقل داخلي وإقليمي ودولي؟. 

ماذا لو رفض الثنائي الشيعي تأمين النِصاب ماذا ستكون النتيجة؟

وماذا لو انفجر الوضع في الشارع مَن يضمن لملمة أطراف الرداء المشتعل؟ 

في ظِل خطورة ما يحصل فإن الأنكَىَ منه صمت بعض حلفاء المقاومة وعدم تلفظهُم ببنت شِفَة كطلال أرسلان ووئام وهاب وغيرهُم مِمَن ضَمَنت بقائهم وعدم شطبهم المقاومة والتاريخ يشهد! 

بكل الأحوال حزب الله نفسه طويل وصبور وسيمارس اللعبة الديمقراطية بقدَر ما يسمح بهِ الدستور، وسيناقش ويفاوض ولكنهُ إذا شعرَ بأي لحظة بأنهم مُصَمِمون على كسر إرادتهِ السياسية فإنَّ حلولاً أُخرَىَ سريعه متوفِرَة ستكون على الطاولة أحلاها أمَر من المُر، 

إعقلوا أيها المجانين وأخرِجوا الشيطان من باطن ثوبكم لعلكم تنجون. 

 

بيروت في... 

           10/6/2023

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك