المكتب الإعلامي- حازم خوير
دعا سماحة حجة الإسلام والمسلمين السيد صدر الدين القبانجي إمام جمعة النجف الأشرف إلى ان يكون عام 2008 عام انكسار سد الحصار السياسي الذي فرض على العراق.
جاء ذلك في خطبة صلاة الجمعة السياسية التي أقيمت في الحسينية الفاطمية الكبرى بالنجف الأشرف بحضور جمع غفير من المؤمنين والمؤمنات والتي تناول فيها ثلاثة محاور رئيسية هي:
· عام 2008 عام انكسار الحصار السياسي المفروض على العراق
· الاتفاقية الأمريكية- العراقية
· أزمة الكهرباء
وأضاف في المحور الأول: بدأنا نشهد تكسر هذا السد بجهود الشعب العراقي والدبلوماسية العراقية بعد ان شهدنا هزيمة الإرهاب وعودة الحياة الآمنة نسبياً إلى مناطق العراق، مشيراً إلى العديد من مؤشرات ذلك الانكسار منها: زيارة وزير الخارجية الإماراتي إلى العراق وانعقاد مؤتمر العهد الدولي في العاصمة السويدية ستوكهولم والقاهرة والزيارة المرتقبة لرئيس الوزراء الأستاذ المالكي إلى الأردن وإيران ونجاح عمليات صولة الفرسان في البصرة وعمليات أم الربيعين العسكرية ضد العصابات والعناصر الخارجة عن القانون.
على صعيد ذي صلة أشار سماحته إلى انعقاد مؤتمر الحوار والانفتاح بين الأديان التوحيدية الثلاث الإسلام والمسيحية واليهودية في مكة المكرمة قبل أيام برعاية العاهل السعودي وبحضور زعماء المذاهب الإسلامية قائلاً: بدأ العالم الإسلامي يدخل في إقامة حوارية بدل التكفير، وعد سماحته ذلك أحد بشائر انكسار الحصار السياسي على العراق.
وأكد إمام جمعة النجف الأشرف في المحور الثاني وهو الاتفاقية العراقية- الأمريكية: ان المرجعية الدينية في النجف الأشرف حسمت الرؤية في قضية الاتفاقية وقال: أكدت المرجعية الدينية بالأمس خلال تشرف سماحة السيد عبد العزيز الحكيم(دام عزه) بزيارة ولقاء الإمام المفدى آية الله العظمى السيد السيستاني(دام ظله) إلى أربعة ثوابت حول تلك الاتفاقية هي: السيادة الوطنية، الشفافية الواضحة، الاجماع الوطني، عرضها على البرلمان، مشدداً أن المرجعية الدينية لم تسمح بفرض قبليات فكرية باعتبار هذه الاتفاقية كفر وأضاف: الموقف هو التعامل مع أي قضية سياسية إذا كانت في خدمة استقلال العراق ورفضها إذا كانت ترسيخ احتلاله.
إلى ذلك أعرب إمام جمعة النجف الأشرف سماحة السيد القبانجي عن رفضه تصريحات بعض القادة غير العراقيين حول الاتفاقية التي وصفوها بترسيخ أو تقنين الاحتلال ومرفوضة على كل حال، داعياً في الوقت نفسه إلى إتباع الأسلوب العلمي في التفكير لإنهاء الاحتلال وصولاً إلى تحقيق الاستقلال وتابع بالقول: لسنا مع الفتاوى المطلقة وإنما نتعامل مع القضايا بما يحقق المصالح لشعبنا ويجب العمل بكل طريقة لتحقيق الاستقلال فالعراق ليس يتيما بلا أب ولا يقبل الوصاية من أي أحد.
وفي المحور الثالث: أزمة الكهرباء قال سماحة السيد القبانجي:
قلت للمسؤولين في العاصمة بغداد والإدارة المدنية في محافظة النجف الأشرف: لم تعد مبرراتكم مقبولة، أين كنتم في الشتاء عندما قلنا لكم تهيؤا للصيف القادم؟ فلم تتحركوا خطوة واحدة للأمام خلال عدّة سنوات. مؤكداً ان الناس يفقدون يوماً بعد آخر مصداقية تصريحات المسؤولين حول أزمة الكهرباء، وتساءل قائلاً: أليس بالإمكان استيراد الكهرباء من دول الجوار في الوقت الذي زيدت فيه رواتب الوزراء والبرلمانيين؟!
وناشد إمام جمعة النجف الأشرف المسؤولين إلى التفكير والعمل لرفع ألم الناس واستغاثتهم حول الكهرباء خصوصاً الإدارة المدنية في محافظة النجف الأشرف في الوقت الذي تتوفر فيه الأموال والصلاحيات اللازمة لذلك، وأكد في الوقت نفسه ان الأداء الحكومي لم يعد مرضياً ولا مبرراً في أزمة الكهرباء.
في الخطبة الدينية تناول سماحته موضوع الإحسان من خلال قوله تعالى(إن الله مع الذين أتقوا والذين هم محسنون)، مشيراً إلى ان للإحسان مساحة واسعة تشمل:
· الإحسان في العبادة
· الإحسان في العمل في شتى المجالات
· الإحسان في العلاقات الاجتماعية
· مقابلة الإساءة بالحسنى
· الإحسان في مجمل الأعمال الحياتية للإنسان
وشدد على ضرورة العمل بالوصايا السبعة التي أوصى بها رسول الله(ص) للصحابي الجليل أبو ذر الغفاري والتي جاءت في حديث له (رض) وهي:
· ان أنظر إلى ماهو دوني
· ان أنظر إلى ماهو فوقي
· حب المساكين والدنو منهم
· قول الحق ولو كان مراً
· ان أصل رحمي وان أدبرت
· أن لا أخاف في الله لومة لائم
· ان استكثر من قول(لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم) فأنه من كنوز الجنة
كما تناول سماحته خلال خطبته الدينية حلول ذكرى شهادة بضعة النبي المصطفى(ص) وسيدة نساء العالمين الزهراء(ع) التي تصادف في الثالث من جمادى الأخرة حيث تناول الشهادة من زاوية المدلول السياسي والذي دعا فيه إلى تناول الموقف التاريخي بعلمية وموضوعية بعيدة عن الأفكار المشحونة عن تحريم التفكير عن المرأة الذي وصفه بالخطأ، وإلى تناول التاريخ كما تناوله القرآن الكريم الذي أكد سماحته انه لم يقل هذا مسكوت أو ممنوع عنه.
إلى ذلك فقد أكد إمام جمعة النجف الأشرف ان هناك تبايناً فاحشاً في المنهج بين ما قبل وفاة النبي(ص) وبعد وفاته وأضاف: يعتقد الشيعة وغيرهم بحدوث فتنة بعد وفاة الرسول وقى الله المسلمين منها ووصفها سماحته بانعطافة تاريخية سلبية قد حذر منها رسول الله(ص) وتركت بصماتها على مر التاريخ وجرت الويلات على المسلمين. مشدداً أن في مقابل تلك الانعطافة هو السير على ما رسمه رسول الله (ص) في حديث الثقلين (إني تركت فيكم الثقلين كتاب الله وأهل بيتي ما ان تمسكتم بهما فلن تضلوا بعدي ابداً) .
هذا وحدد سماحته تسعة مؤشرات لتلك الانعطافة التي حدثت بعد وفاة الرسول(ص) هي:
· الزهراء(ع) كبنت لأي أب يموت:
- حيث منعوها القوم من بكائها لأبيها
· اعتذار الصحابة إليها:
- حيث أشهدت الله عليهم أنهم ظلموها بعدما أوصى رسول الله(ص) المسلمين بالحصول على مرضاتها للحصول على رضى الله.
· عتبها على رجال المهاجرين والأنصار
· غصبها فدك
· ان الزهرءا(ع) تحدثت في بعض المشاهد مع أبيها وهو في قبره تشكو إليه الأشجان والمصائب
· الهجوم على الدار ودخولها واقتياد الامام علي"ع" مكبلاً.
· قطع الشجرة التي كانت تستظل بها الزهراء(ع) خارج المدينة
· جمع الحطب على باب فاطمة
· دفنها ليلاً وقبرها مجهول إلى اليوم بوصية خاصة منها لوجود تخطيط من قبلها.
https://telegram.me/buratha