المكتب الإعلامي- حازم خوير
الجمعة/ 30- 5- 2008
شدد سماحة حجة الإسلام والمسلمين السيد صدر الدين القبانجي إمام وخطيب جمعة النجف الأشرف أن الشعب العراقي يرفض اتفاقية لا يتمتع بها بسيادة كاملة، رافضاً سماحته ما جاء في بنود الاتفاقية الأمنية الأمريكية- العراقية في الوقت الذي رفضها مجلس الأمن الوطني والائتلاف العراقي الموحد ومجمل الكيانات السياسية الأخرى، موجباً أن تحَترم أي اتفاقية السيادة والمصالح العراقية.
جاء ذلك في خطبة صلاة الجمعة السياسية التي أقيمت في الحسينية الفاطمية الكبرى في النجف الأشرف بحضور جمع غفير من المؤمنين والمؤمنات.
إلى ذلك فقد أكد سماحته أن الرفض لا يكمن في أصل الاتفاقية كما تروج له القنوات الإعلامية خارج العراق من إنها بيع العراق لأمريكا، رافضاً في الوقت نفسه هذه التصورات ووصفها بالمزايدات على وطنية الآخرين.
على الصعيد ذاته دعا إمام جمعة النجف الأشرف المواقع المسؤولة العربية وغير العربية إلى دراسة الاتفاقية عن كثب واحترام رأي العراقيين وعدم إطلاق التصورات والتعميمات الانفعالية ضدهم، وإلى إتباع الطرق العلمية في مناقشة القاضايا.
وحول مفهوم نظرية (النموذج الأوحد) قال سماحته:
ان هذه النظرية خاطئة علميا ومن الخطأ تصديرها للشعوب الأخرى، كما أن من الخطأ ان يطبق العراق التجربة الهندية أو الفيتنامية أو اللبنانية وغيرها، وأضاف: العراقيون هم يقدرون المنهج الصحيح الذي يختارونه لبلدهم وليس استيراد إرادات من الخارج.
على صعيد ذي صلة شدد سماحة السيد القبانجي على ضرورة مراعاة مجموعة من الثوابت الأساسية لعقد تلك الاتفاقية وعدم تجاوزها وهي: السيادة الوطنية وعدم المساس بها، واشتراك جميع المكونات السياسية في كتابة بنودها، وان تكون واضحة وشفافة، وان تحترم إرادة الشعب العراقي، وضرورة عرضها على البرلمان والشعب والمرجعية الدينية.
وفي جانب آخر من الخطبة تناول سماحته مجموعة محاور هي:
الانفراج الأمني والسياسي الكبير الذي يشهده العراق:
حيث أكد ان مؤتمر العهد الدولي المنعقد في ستوكهولم عاصمة السويد حول العراق قد شهد إشادة بعبور العراق مرحلة الخطر وموضوع تهدئة الأمن الداخلي وقال: هناك شهادة واضحة في نجاح التجربة العراقية الجديدة.
أعمار مرقد الإمامين العسكريين(ع) في سامراء:
حيث أشاد سماحته بالجهود الأعمارية لإعادة بناء وأعمار مرقد الإمامين العسكريين(ع) مشيراً ان هذا الأسبوع سيشهد حلول الذكرى السنوية لحادثتي تفجير المرقد والمئذنتين، داعياً الأجهزة القائمة إلى بذل المزيد من الاهتمام في أعمار المرقد.
زيادة رواتب أعضاء البرلمان العراقي:
حيث أكد إمام جمعة النجف الأشرف أن رأي الشارع العراقي ليس مع هذه الزيادات المالية التي وصفها بغير المحدودة ولا يوجد مثيلاً لها في برلمانات العالم وقال: من أين تؤخذ هذه الأموال لتمنح لأعضاء البرلمان؟!.
في ذات الوقت بارك سماحته لأعضاء البرلمان العراقي تلك الزيادة البالغة(ثلاثة ملايين دينار عراقي) والتي قال عنها: إنها جاءت بعد زيادة رواتب الوزراء ومن حق الناس الرضى أو عدم الرضى في الوقت الذي يدافع البرلمانيون عن وجهة نظرواضاف: الحمد لله عبرنا مرحلة الخطر بزيادة رواتب أعضاء البرلمان.
ذكرى رحيل مؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية:
حيث أكد إمام جمعة النجف الأشرف ان الأسبوع القادم سيشهد حلول ذكرى رحيل مؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية المرجع الكبير الإمام الخميني(قده) مؤكداً أنه استطاع القيام بأكبر ثورة تحررية في العصر الحاضر ويؤسس نظاماً على أسس تحررية وأضاف:
وهو زعيم ديني ومرجع لكنه استطاع الإطاحة بأكبر إمبراطورية وأن يوحد الشعب بكل قومياته وطوائفه ويؤسس نظاماً كبيراً جداً.
مؤكداً أن نظرية فصل الدين عن السياسة وعزله عن الناس نظرية خاطئة، مستدلاً سماحته بنجاح التجربة الإيرانية وأضاف: أن المرجعية الدينية استطاعت توحيد الشعب العراقي وإرساء الأسس المتينة للبناء السياسي الجديد في العراق.
العلاقات العراقية مع دول الجوار والعالم:
حيث أكد إمام جمعة النجف السيد صدر الدين القبانجي على ضرورة بناء علاقات مودة ومحبة مع دول الجوار، مشيراً أن هناك مساع لتعكير علاقات العراق الإيجابية مع جيرانه مشددا على عدم السماح بأن يعيش العراق متقطع الأوصال مع دول الجوارالذي ليس فيه مصلحة سياسية ودينية وغيرها وتابع قائلا: لا نقبل أن تحكم العراق سياسة العداء ووصفها بمنهجية صدام وغير الإسلامية كما لا يصح وضع العصا في عجلة العلاقات الإيجابية للعراق مع دول الجوار.
إلى ذلك فقد أشاد سماحة السيد القبانجي بدور الجمهورية الإسلامية الإيرانية في تقديم الخدمات الكبيرة للشعب العراقي أبان حكم الطاغية المقبور ودعم العملية السياسية الجارية في العراق الجديد. وأضاف: نحن حريصون على أن يبقى العراق صديقاً لإيران كما هو الحال مع الدول المجاورة والمجتمع الدولي.
وفي الخطبة الدينية تحدث سماحته عن المستويات الأولى من ولاية المؤمن قائلا: هناك طريقان للولاية:
الأول: أن يتولى المؤمن الله سبحانه فيتخذه ولياً له ولا يطع غيره.
الثاني: ان يتولى الله(عز وجل) المؤمن: وهي أن يتولى الله العبد ويكون مسؤولا بجميع شؤونه.
واستكمالاً للحلقات المتسلسلة لسماحة حجة الإسلام والمسلمين السيد صدر الدين القبانجي في نقد الفكر الحداثي تناول سماحته في الحلقة الثالثة موضوع(موقع العقيدة في شخصية الإنسان) مستعرضاً نظرة الحداثة والنظرة الإسلامية فيه حيث أكد ان الحداثة تقول:
ليس هناك فرق في ان يكون الإنسان مؤمناً أو كافراً وليس للعقيدة دور أو موقع في شخصية الإنسان كما القضايا العلمية والجغرافية وغيرها ،وان شخصية الإنسان ليست في عقيدته التي يكون دورها عرضي وشكلي وقياسا على ما يتحقق منها من منفعة.
في حين يقول الاسلام: أن موقع العقيدة في شخصية الإنسان وإنسانيته موقع أساسي ويتكون من ركنين:
الأول: العقيدي
الثاني: الأخلاقي
وأضاف: ان الإسلام يقول ليس شرطاً تحقق المنفعة من موقع العقيدة في شخصية الإنسان، مؤكداً سماحته ان مستقبل الإنسان بحسب النظرة الدينية يرتبط بعقيدته وعمله الصالح وان الله هو من ركب هذا النظام للإنسان وان من لا يرى الحقيقة أي الايمان فأنه سيخسرفي الاخرة.
https://telegram.me/buratha