وقال المالكي الذي وصل إلى استوكهولم أمس على رأس وفد كبير للمشاركة بالمؤتمر "نحن متفائلون بما حققناه من التزامات منذ إنعقاد مؤتمر شرم الشيخ في العام الماضي في اطار وثيقة العهد الدولي" مبينا أن البيانات والمعلومات التي أعدها الخبراء العراقيون في التقرير السنوي الذي سيعرض على المؤتمر "تؤشر بشكل واقعي ودقيق حجم ما أنجزناه خلال عام كان مليئاً بالتحديات الكبيرة والمتعددة التي واجهت العراق وشعبه".وستجري خلال المؤتمر مراجعة تقرير المراجعة السنوية الذي أعدته الحكومة العراقية بمساعدة الأمم المتحدة، والذي يوفر تقييما شاملا للتقدم الذي تم إحرازه حتى الآن، والتحديات المقبلة.واستعرض المالكي أمام المؤتمر جهود الحكومة للعمل على تنفيذ ما ورد بوثيقة العهد الدولي التي أقرها مؤتمر شرم الشيخ قائلا "لقد ركزت المبادرات ومشاريع القوانين التي أعدتها الحكومة على معالجة التركة الثقيلة التي ورثناها من النظام الدكتاتوري، وأعطت رسالة واضحة للعالم ان العراق تجاوز مرحلة الخطر، ويستعد لدخول مرحلة البناء والإعمار والعيش بسلام مع جيرانه واصدقائه". وأضاف "لقد ترسخت لدى الشعب العراقي أهمية مبادرة المصالحة الوطنية التي اعتبرناها منذ البداية قارب نجاة وعززت القناعة الراسخة لدينا بان العراق الذي يمتلك ارثاً حضارياً فخماً، سيبقى موحداً بقومياته وطوائفه ، عرباً واكراداً وتركمانا ، مسلمين ومسيحيين وصابئة وايزيديين".وتابع "كنا واثقين بأن الإرهابيين والخارجين عن القانون وازلام النظام السابق ، الذين كانوا من أشد المعارضين للمصالحة الوطنية ، سيحصدون الهزيمة ، ولن ينجحوا في جر البلاد إلى هاوية الحرب الاهلية".وقال المالكي أن حكومته تتبنى مبادرة المصالحة الوطنية "كرؤية استراتيجية وليس شعاراً سياسياً مرحلياً". معتبرا أن ذلك كان السبب وراء تفادي حرب أهلية في البلاد.واضاف "لقد تم تشكيل الهيئة العليا للمصالحة الوطنية التي عقدت مؤتمرات في داخل العراق وخارجه وشاركت فيها القوى السياسية المشاركة في العملية السياسية والمعارضة لها، إلى جانب بعض الجماعات المسلحة".وتابع "وتمكنا من إقرار قانون المساءلة والعدالة واعادة عشرات الالاف من الضباط في الجيش السابق والكيانات المنحلة إلى وظائفهم أو احالتهم على التقاعد".وزاد "كما تم إقرار قانون العفو الذي شمل الالاف من المعتقلين". معلنا تصميم الحكومة على "التعاون مع السلطة التشريعية للتسريع بإنجاز ملفات المعتقلين، واطلاق سراح من لم يثبت تورطه بأعمال ارهابية."وقال رئيس الوزراء "إن نجاح المصالحة الوطنية، ومنع انزلاق البلاد إلى الحرب الطائفية ، ترافق مع الجهود الاستثنائية التي بذلناها، لبناء مؤسساتنا العسكرية والأمنية على أسس وطنية ومهنية". مبينا أن ولاء القوات المسلحة العراقية في المعارك الأخيرة في الأنبار وبغداد والبصرة والموصل "كان للوطن أولاً، وليس للحاكم او للحزب او للطائفة".وعد المالكي أن أداء القوات العراقية هذا أفرز "إجماعاً وطنياً لم يشهده تاريخ العراق الحديث وهيأ لحل جميع المليشيات، وحصر السلاح بيد الدولة، بما يعزز سلطة القانون وبناء مؤسسات الدولة على اسس سليمة".
https://telegram.me/buratha