جعفر التلعفري: بمناسبة الذكرى السنوية الثالثة لفاجعة حي القلعة في تلعفر أقام المركز الثقافي الإسلامي احتفالية تأبينية بدأت بتلاوة آيات من الذكر الحكيم وقراءة سورة الفاتحة على أرواح شهداء العراق.. ألقى بعدها السيد محمد جواد عبد القادر وكيل المرجعية الدينية في المدينة كلمةً جدد في مستهلها العزاء لذوي الضحايا، واصفاً الجريمة بالكارثة البشعة التي قطفت أكثر من (25) وردة من حديقة عشيرة السادة الموسويين الزاهية، وتطرق إلى تاريخ العشيرة على مر التاريخ وما قامت به من دور في مختلف مراحله، وأضاف: ستبقى عشيرة السادة تقدم التضحيات والتضحيات من أجل الوطن والسلام والمحبة وسيبقى أبناءها شوكةً في عيون الأعداء، مؤكداً أن مسلسل استهداف المدنيين في تلعفر بدأت حلقاته بالعمليات الموجهة ضد أفراد هذه العشيرة لتتوسع إلى عشائر أخرى، واختتم كلمته بالدعوة إلى الوحدة ونبذ التفرقة والتعايش بأمن وسلام والعمل على إعمار المدينة..ألقى بعدها الشيخ هاشم خلف عنتر إمام وخطيب مسجد الصادق كلمةً أكد فيها أن (الإنسان يموت ولكن البعض يأتي إلى الموت والبعض يأتي إليه الموت)، مشيداً بتضحيات الشهداء التي طهرت دماءهم أرض تلعفر من الإرهاب..
ثم ألقى اللواء نجم عبد الله الجبوري قائممقام تلعفر كلمةً جاء فيها: نستذكر اليوم كوكبة من العمالقة من شهداء تلعفر الذين رووا بدمائهم الطاهرة الزكية هذه الأرض المعطاء، وقارعوا قوى الضلالة والشر التي حاولت أن تنشر الموت والدمار في كل مكان.. وأضاف الجبوري: لقد عاهدنا أن نقاتل الإرهاب مع كل الشرفاء في المدينة ومن كل الشرائح والعشائر حتى اندحر الإرهاب وساد الأمن والاستقرار في ربوع هذه المدينة العظيمة.. وخاطب القائممقام جموع الحاضرين بقوله: وفاءً لأرواح الشهداء يجب أن نستمر في مواجهة الإرهاب حتى نطأ بأقدامنا على رأس آخر إرهابي يريد أن يعكر أمن تلعفر، ولا بدّ أن نستكمل كل مستلزمات الأمن والسعادة في المدينة.. واختتم الجبوري كلمته بالدعوة إلى العمل من أجل وحدة تلعفر لكي تزهو بكل أبنائها وأطيافها، والسير قدماً لاعمارها وإشاعة روح التسامح والمحبة بين سكانها.
ألقى بعدها الشاعر كرار الموسوي قصيدة بعنوان (رسالة من شهيد إلى الإرهاب)، وتبعه الشاعر أحمد عبد الرحمن اللهيبي بقصيدة حملت عنوان (الوحدة الوطنية)، ألقى بعدها السيد سالم سليمان ممثل المكتب الثقافي في مؤسسة الشهيدين الصدرين في تلعفر كلمة، ليختتم السيد عبد الله وهب أغا شيخ عشيرة السادة الموسويين الاحتفالية بكلمةٍ شكر في مستهلها الحضور على تلبيتهم الدعوة، مؤكداً أن الحدث المُحتفل به لم يسلم منه حتى الطفل الرضيع وترك دماراً شاملاً في المنطقة، داعياً للوحدة والمحبة والتكاثف والعمل سوية لخدمة تلعفر..وعلى هامش الاحتفالية التأبينية التي نُظمت على حديقة ديوان السادة أقيمت معرض لصور الضحايا.. هذا وحضر الاحتفالية والمعرض الحاج حسين عكريش رئيس مجلس قضاء تلعفر والعميد إبراهيم الجبوري مدير شرطة تلعفر وممثل من حكومة إقليم كردستان العراق وعدد من شيوخ العشائر والوجهاء ومسؤولي عدد من الأحزاب والكيانات السياسية والتجمعات والمؤسسات الثقافية ومنظمات المجتمع المدني وجمهور من المواطنين.
وكانت سيارةً مفخخة يقودها انتحاري استهدفت حي القلعة وسط تلعفر مطلع أيار 2005 مجلس عزاء للمحامي طالب وهب الذي اغتيل في مدينة الموصل مما أسفر الانفجار عن أكثر من (50) ضحية من أبناء عشيرة السادة الموسويين.
https://telegram.me/buratha