ننظر بإعتزاز وإهتمام كبيرين لأبناء مدينة الصدر الذين عانوا بالأمس من حرمان واهمال في عهد النظام البائد ،ولم يكسبوا اليوم من تسلط الخارجين عن القانون غير القتل والدمار والخراب واعاقة الخدمات ، ليضيفوا معاناة إنسانية الى جانب ماتكبدته المدينة من ظلم واضطهاد .
نحن مصممون على تحسين اوضاع المدينة ، وتحقيق الأمن والازدهار فيها وقد خصصنا لذلك مبالغ مالية كبيرة لتطوير قطاع الخدمات والمباشرة بعملية البناء والاعمار، وندرك حجم المعاناة التي يعيشها ابناء مدينة الصدر ولذلك وضعنا الخطط اللازمة لمعالجة مشكلة السكن وتأهيل الشباب وتوفير فرص عمل مناسبة لهم ،وبناء المزيد من المدارس والمراكز الصحية ، ونتطلع الى التعاون مع أبناء مدينة الصدر لطي صفحة الحرمان وتحويل الطاقات البشرية الكبيرة التي تمتلكها المدينة نحو ميادين العمل والبناء .
إن المسؤولية الوطنية الملقاة على عاتقنا تلزمنا تحقيق الأمن والإستقرار وفرض سلطة القانون وحفظ هيبة الدولة في جميع انحاء العراق ، وقد التقت جهودنا في فرض القانون منذ نجاح عمليات بغداد والبصرة مع تطلعات ابناء شعبنا الذين ضاقوا ذرعا من العصابات الإجرامية وتنظيمات القاعدة والمليشيات التي نشرت الفوضى في جميع انحاء البلاد وبالأخص في مدينة الصدر.
يؤسفنا القول إن ما يفاقم معاناة المواطنين ويلحق الضرر بهم ، وقوع مدينة الصدر تحت سطوة العصابات الاجرامية والخارجين عن القانون ، الذين يعيقون مشاريع البناء والإعمار،وينفذون أجندات تتعارض مع المصلحة الوطنية ، مايحتم علينا التصدي لهؤلاء بحزم وقوة.
إن تثبيت الامن وفرض القانون مسؤولية الحكومة ، وان الواجب الشرعي والوطني يلزم علماء الدين وشيوخ عشائر مدينة الصدر القيام بواجبهم وعدم السماح بإتخاذ المدنيين دروعا بشرية وتحويل البيوت والمساجد والاسواق والمدارس الى مشاجب لتخزين السلاح وتوجيهها ضد الجيش والشرطة ودوائر الدولة والمدنيين .
إن حكومتكم التي تحظى بدعم وإسناد الشعب وجميع القوى السياسية ،عقدت العزم على اعادة الحياة الى طبيعتها ومحاربة الخارجين عن القانون حتى ينصاعوا لسلطة الدولة ، ونجدد التأكيد انه ليس امام هؤلاء سوى القاء السلاح والكف عن العبث بأمن المواطنين.
نضع الجميع امام مسؤولياتهم بالمساهمة في بسط سلطة القانون ،والتعاون مع أجهزة الدولة لتمكينها من القيام بواجباتها ، ونشدد على قواتنا المسلحة التي ستباشر مهامها عاجلا خلال عمليات ملاحقة المجرمين ،بذل اقصى جهد من اجل حماية المدنيين وممتلكاتهم . سائلين الله العزيز القدير ان يحمي العراق والعراقيين ويمن على الجميع بالخير والسلام.
نوري كامل المالكيرئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة1/5/2008
https://telegram.me/buratha