شنت صحف بغدادية صادرة الثلاثاء هجوما عنيفا على بعض من دول الجوار ومواقفها السلبية تجاه العراق، فيما وصفت صحيفة أخرى هذه التدخلات "بلدغ الأفاعي".
وقالت صحيفة الصباح (يومية شبه رسمية) في مقالها الافتتاحي لرئيس تحريرها فلاح المشعل بعنوان (دول الجوار.. على خطى صدام) "أصبحت العلاقة بين العراق ودول الجوار أشبه بدراما سريالية بمعنى انها غير خاضعة لمرتكزات القياس العقلي ومنطق الواقع العملي الذي يجعل مفاهيم وقوانين العلاقات الدولية تبدو شاذة وغير متساوية مع القيم والأعراف الأخلاقية والإنسانية ناهيك عن المعاني والسياقات التي تحكم علاقات الجوار لاسيما انها دول إسلامية وغالبيتها عربية".
وأضاف المشعل "خلال حكم نظام البعث ألصدامي كانت دول الجوار تعيش خوفا وتهديدا معلنا منه.. ومن خلال مؤسساته العسكرية والمخابراتية والبوليسية لم تفلت اي من دول الجوار من تدخلاته ومؤتمراته خصوصا انه كان يملك أموالا طائلة كانت تدفع له من بعض دول الخليج (إتاوات) لدفع الأذى عنها وبمنتهى الاستهتار والفضاضة كان إعلام صدام يكيل الشتائم والاهانات للشعوب والملوك ويحرض ضدهم في خطاب إعلامي موجه".
وأوضح الكاتب "حرب فتكت بإيران لثماني سنوات مازالت شواخصها في شوارع طهران وغيرها من المدن الإيرانية وغزو الكويت رافقه نهب منظم من قبل صدام وجلاوزته وتهديد للسعودية مع ضرب مدنها ووعيد بإسقاط (الكعبة) على رؤوس السعوديين متمثلا سلوك جده الحجاج بن يوسف الثقفي".
وتابع رئيس تحرير الصحيفة أن "بعض دول الجوار كانت تستعين بالدول الكبرى وخصوصا أميركا لحمايتها من شر صدام لقاء أثمان باهظة والأخرى تستنجد بالمعارضة العراقية وثالثة كانت تلوذ بالصمت والانحناء له".
ومن جانبها نقلت صحيفة البينة (يومية تصدر عن حركة حزب الله في العراق) في مقالها الافتتاحي بعنوان (حجم التدخل الإقليمي بالشأن العراقي مثل حجم جبل الجليد) تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وبعض المسؤولين العراقيين بشان انتقال المسلحين والأموال من دول الجوار لدعم عمليات العنف المسلحة في العراق، قائلة إن "هذه التصريحات هي نماذج من فيض من الأقوال كلها تؤكد عمق المشكلة الناجمة عن تدخل دول الجوار وغير الجوار بالشأن العراقي".
وأضافت "ومن يفهم الدبلوماسية جيدا يجد أن تصريح الأمين العام للأمم المتحدة الذي أطلقه عشية مؤتمر الكويت يعني أن المجتمع الدولي سيكون له موقف من دول الجوار اذا ما سعى العراق لاستشارة المجتمع الدولي من اجل الضغط على دول الجوار لإيقاف دعمها وتمويلها للمسلحين ولأعمال العنف في العراق".
وتطرقت الصحيفة إلى تصريحات وزير الخارجية السوري وليد المعلم وقالت إن تصريحات المعلم تعتبر الأغرب في تأريخ التعاملات الدولية مع مشاكل الحدود والتدخلات الإقليمية فهو يطالب العراق الطرف المتضرر بواجب يفترض بسوريا القيام به بمنع المتسللين من أراضيها إلى العراق".
وأوضحت "مع ان العراقيين يدركون جيدا ان الذين يدخلون أراضيهم لغرض قتل وإفناء الشعب العراقي هم على الأكثر أولئك الذين ترسلهم كل من سوريا والسعودية أو القادمين عبرهما وبدعمهما فالسوريين يمتلكون واحد من اكبر وأقدم أجهزة المخابرات في المنطقة وهم يحصون الأنفس وليس معقولا ان كل هذا التسلل إلى العراق يمر دون ان يعلم به المعلم أما السعوديين فهم ينفذون واجبا شرعيا اذا ما أرسلوا انتحارييهم إلى العراق على وفق معتقدهم الوهابي المريض".
https://telegram.me/buratha