اعتبر محافظ بابل، امس الأربعاء، إن اختيار المدينة كعاصمة ثقافية للعراق هذا العام ينطلق من دورها التاريخي المهم، وقال إن تنظيم القاعدة يستهدف المحافظة بسبب موقعها الجغرافي الذي يربطها بكل محافظات الجنوب. فيما كشف رئيس مجلس المحافظة أن تخصيصات بابل من مزانية العام الجاري بلغت (241) مليار دينار عراقي، فضلا عن (300) مليار أخرى تخصيصات تكميلية.وقال المحافظ سالم صالح المسلماوي لـ ( أصوات العراق) في القاهرة، على هامش زيارته للعاصمة المصرية، إن محافظة بابل " اختيرت هذا العام (2008) عاصمة العراق الثقافية، إنطلاقا من دورها التاريخي المهم، ولأنها تضم حضارة بابل العريقة."ويزور المسلماوي القاهرة، منذ (الأحد) الماضي، ضمن الوفد التجاري العراقي، الذي يرأسه وزير الإسكان والإعمار رياض غريب، لدعوة رجال الأعمال والشركات المصرية للاستثمار والمساهمة في إعادة إعمار العراق، وعرض فرص الإستثمار في البلاد عليهم.وذكر المحافظ أن أهم موضوع طرح خلال مهرجان الاحتفال ببابل كعاصمة ثقافية،الذي بدأ يوم (21) آذار/ مارس الماضي، هو " إعادة المناطق الأثرية إلى وضعها ومكانتها اللائقة، كتراث إنساني رفيع." وأضاف المسلماوي "ذلك يحتاج إلى مقومات وإمكانات وجهود كبيرة، لكن الحكومة عازمة على إعادة روح الثقافة والحضارة إلى المدينة." ولفت إلى أن فعاليات (مهرجان بابل) كعاصمة العراق الثقافية "سيستمر على مدى سبعة أو ثمانية أشهر، ويتضمن نشاطات ثقافية وفنية في المسرح البابلي، وفي عدد من أقضية وبلدات المحافظة."وعن الأحداث الأمنية التي تعرضت لها المحافظة مؤخرا، قال المسلماوي " المحافظة تعرضت إلى هزات أمنية متتالية، بسبب كونها مركزا من المراكز المهمة في تاريخ العراق، ولأنها تتوسط محافظاته."وأردف قائلا " اعتقد أن التركيز من تنظيم القاعدة على المحافظة يأتي من تصورهم أن السيطرة على مناطق الوسط والجنوب يمكن تأمينه من خلال السيطرة على بابل."وشكا المحافظ من أن القوة الأمنية في بابل " لم تكن، في السابق، على مستوى مواجهة القاعدة، لكنها تمكنت الآن من وضع خطة أمنية واسعة لتأمين بلدات ومدن المحافظة، رغم قلة عدد أفرادها وضعف خبراتهم."وأضاف المسلماوي "ولدينا أيضا خطة أمنية بالتنسيق مع وزارتي الدفاع والداخلية، لتنشيط الواقع الأمني وتوسيع الأفواج والتشكيلات للوصول إلى حالة من الاستقرار."وعن موضوع حماية الآثار في بابل، قال المحافظ "بعد سقوط النظام السابق، كانت المنطقة محمية من قبل قوات التحالف، وقبل سنتين تم تحويل الموقع إلى الجهات العراقية، وما تبقى من الآثار محفوظ في مناطق تحت حراسة مشددة."وأوضح المسلماوي أن منظمة (اليونسكو) التابعة للامم المتحدة " تلعب دورا مهما في هذا المجال."من جانبه، قال رئيس مجلس محافظة بابل علي المسعودي إن " تخصيصات المحافظة من ميزانية العام الجاري (2008) بلغت (241) مليار دينار عراقي، وهناك تخصيصات تكميلية تبلغ (300) مليار دينار عراقي."وأضاف المسعودي "وهي تخصيصات كبيرة جدا، ستستخدم في تنفيذ مشاريع إعمار كثيرة، مثل: إنشاء الطرق الريفية، ومجمعات المياه التي تخدم القرى المحرومة من الماء الصالح للشرب، إضافة إلى بناء مدارس في القرى والأرياف والمناطق النائية."وفيما يتعلق بتوفير الكهرباء، قال رئيس مجلس محافظة بابل "هناك محاولات للاتفاق بين ثلاث محافظات، هي: النجف والقادسية وبابل، على إنشاء محطة توليد كهرباء لتخدم تلك المحافظات."