المكتب الاعلامي-حازم خويرالاربعاء/16/4/2008
استهجن سماحة حجة الاسلام والمسلمين السيد صدر الدين القبانجي امام جمعة النجف الاشرف بيان الضاري الاخير بمناسبة الذكرى السنوية لسقوط نظام الطاغية صدام وتساءل : اين كانت (هيئة علماء المسلمين) من قصف كربلاء والنجف بصواريخ ارض-ارض وانتهاك الحرمات وسفك الدماء وسلب الحريات في العراق، ووصف سماحته الضاري بالشيطان الاخرس حيال ذلك بعدما كانت رواتب صدام تغذيهم.
جاء ذلك في كلمته في المؤتمر السنوي الثاني لعشائر الفرات الاوسط على قاعة الحسينية الفاطمية الكبرى في النجف الاشرف وتحت شعار (العشائر العراقية يدا بيد لبناء دولة القانون واعمار مرقد الامامين العسكريين (ع)).واشار سماحته في بداية كلمته الى اربعة محاور اساسية عقد على اساسها هذا المؤتمر هي: ذكرى ولادة الامام الحسن العسكري (ع) والذكرى السنوبة الخامسة لسقوط الديكتاتورية وتحرير العراق ، والاحداث الساخنة التي يعيشها العراق والاصطفاف مع دولة القانون، ونسيم العشيرة العراقية. وتساءل قائلا: لماذا نتحرك سياسيا ؟ وما هي طبيعة المعركة؟ ومن اين يؤخذ الموقف ؟ وماذا قالت المرجعية الدينية؟
الى ذلك فقد اجاب سماحته قائلا: ان العلماء والعشائر والمرجعية والحوزة وامام الجمعة لا يمثلون حزبا سياسيا، معتبرا حركتهم السياسية باطرها واخلاقياتها الصحيحة الابوية الدينية بمثابة الضرورة للشرع والوطن، مشيرا الى ان العراق اليوم يعاني من معركة ومخاطر وقوى اجنبية مسلحة وعناصر البعث السابق التي وصفها بانها تريد العبث بالعراق والتسلق للحكم، كذلك عناصر غير جديرة تريد التسلق الى مناصب متقدمة في الحكم، واضاف:ان التدخل في شؤون العراق من العرب وغير العرب من العناصر الارهابية هي لاحراق مصالح الوطن، معتبرا الحضور في الشأن السياسي فريضة واجبة للدفاع عن مصالح الشعب والوطن.
واكد امام جمعة النجف ان مصالح الدين والمذهب في خطر ، وان الفشل في تجربة العراق الجديد يعني فشل شيعة اهل البيت (ع) وفشل الاسلام العلوي الاصيل، واضاف: جندنا انفسنا ومع وقوف المرجعية الدينية الى جانب الشعب العراقي الذي قال عنه انه تحرر بعد قرون من التعسف السياسي، معتبرا ان القضية اليوم ذات بعد ديني، داعيا الى وقوف رجال الدين والعشيرة لنصرة دينهم ووطنهم.
وحول طبيعة المعركة قال سماحته : نحن لا نتحرك من منطلقات شخصية او للدفاع عن جهة معينة، واصفا المعركة اليوم بانها معركة وطنية دينية واضاف : نحن نصطف مع كل من يقف مع هذه التجربة ومع المواقف الحكومية حين تسند الشعب وترعى مصالحه. واكد ان طبيعة المعركة هي على اصل العراق الجديد وقال: نحن نتحرك دفاعا عن العراق الجديد.
واجاب سماحته عن السؤال الثالث بقوله : في القضايا الكبرى التي تستمر لمئات السنين لابد من مرشد وحجة لله علينا لذا فنأخذ الموقف من الحجة الشرعية وهي اهل البيت (ع) واضاف: لو ان المرجعية الدينية لم تقف مع هذه التجربة الجديدة لما وقفنا معها، وهي وقفت بكل قواها لترشيدها وليس لتأييدها.
وحول ما قالته المرجعية الدينية اكد حجة الاسلام والمسلمين السيد صدر الدين القبانجي (دام عزه) قائلا: كانت مواقف المرجعية موضوعية وكان يهمها مصالح وارادة الشعب العراق ، واضاف دائما المرجعية الدينية حاضرة في الساحة السياسية ولها موقف حاضر وحاصل.
وتابع سماحته قائلا :الموقف الذي شخصته المرجعية الدينية هو تسجيل نقاط الضعف هنا وهناك لكنها بالمجمل مع هذه التجربة ، واكد انها غير راضية عن الاداء الحكومي في بعض الوزارات وفي كثير من المواقع وغير راضية عن استشراء الفساد الاداري في الدوائر، وعن التعاون الطبقي بسبب التباين الكبير بين الرواتب، كذلك غير راضية عن المحاصصة ومعركة الاحزاب والفتنة الطائفية.
الى ذلك شدد السيد القبانجي على ضرورة استئصال افة الفساد الاداري والوقوف بمواجهة عناصره كما الوقوف في استئصال عناصر البعث، واكد بقوله: المرجعية وقفت وما تزال واقفة على هذه العملية السياسية ومع تجربة العراق الجديد، وهي مع عملية التبادل السلمي للسلطة وليس مع المظاهر المسلحة، ووصفها بالحضن الدافئ لكل العراقيين، كما اكد سماحته ان اكبر خطر يقلق المرجعية هو انسحاب الجمهور عن هذه التجربة وعن الساحة.وخاطب الحضور قائلا: لا تدعوا الباب مفتوحا امام الذئاب للعودة الى مواقع الحكم في العراق.
وفي جانب اخر من كلمته اعرب سماحته عن عدم الرضا لتأخير بناء واعمار مرقد الامامين العسكريين (ع) مطالبا في الوقت نفسه باعطاء اولوية وجدية لقضية اعماره.
هذا وحضر المؤتمر كل من: ممثلي المراجع العظام في النجف وسماحة السيد محمد بحر العلوم ومستشار رئيس الوزراء للشؤون الثقافية ومحافظ كربلاء ونائب محافظ النجف الاشرف ومسؤولي الكيانات السياسية في المحافظة وامين عام واعضاء الهيئة العامة لعشائر الفرات الاوسط ، كما غطت العديد من القنوات الفضائية وقائع المؤتمر العشائري الثاني لعشائر الفرات الاوسط الذي اقيم برعاية المجلس الاعلى الاسلامي العراقي في النجف بمناسبة الذكرى السنوية الخامسة لتحرير العراق من الديكتاتورية،وذكرى ولادة الامام الحسن العسكري(ع).
https://telegram.me/buratha