جعفر التلعفريتحت شعار (يدٌ واحدةٌ من أجل نينوى) نظمت قيادة عمليات محافظة نينوى مؤتمراً موسعاً لشيوخ العشائر والوجهاء ورجال الدين في المحافظة.. وافتتح المؤتمر بكلمة للفريق الركن رياض جلال توفيق قائد عمليات نينوى الذي طالبَ باللجوء إلى العقل والحكمة في معالجة الأمور مؤكداً على أمرَين مهمَين اعتبرهما العمود الفقري في كل شيء: القضاء والتدريس.. وأشاد توفيق في كلمته بالشيخ الشهيد عبد الستار أبو ريشة والدور الكبير الذي قام به وعشائر الانبار في مواجهة الإرهاب واجتثاثه من محافظتهم، ودعا إلى أن تكون مدينة تلعفر بعد تأمينها واستقرار أوضاعها نموذجاً تقتدي بها المناطق الأخرى في المحافظة وتوفير كافة الخدمات لسكانها.. وقال توفيق: إن المؤتمر يأتي ضمن الاستعدادات الأولية لتطبيق خطة فرض القانون في المحافظة، مشيراً إلى رعاية قيادة العمليات لعدد من المؤتمرات لشيوخ العشائر في مدن مختلفة، مؤكداً الدور الكبير الذي يجب أن تقوم به عشائر المحافظة في سبيل تحقيق الأمن والاستقرار.. وأوضح قائد العمليات أن المضايقات التي قد يحس بها بعض المواطنين في المدينة جراء انتشار نقاط التفتيش والسيطرات في كل مكان، أن الهدف منها محاربة الجماعات الإرهابية، ووعدَ بتخفيف هذه الإجراءات بُعيد تحسين الوضع في المناطق الساخنة.. وأشاد بالتلاحم بين العشائر على اختلاف قومياتها وأديانها في المؤتمر مؤكداً أن مؤتمرات أخرى ستُعقد خارج مركز مدينة الموصل بهدف استتباب الأمن، وطلب تعاون المواطنين مع الأجهزة الأمنية.. وألقى السيد محمد جواد عبد القادر الموسوي وكيل المرجعية الدينية كلمةً أشاد في مستهلها بالمؤتمر واصفاً إياه بـ(أنه أول مؤتمر نحضره ويحظى بالصراحة التامة من قِبل جميع الأطراف)، ورفض الموسوي ما يعتقده البعض من وجود صراع طائفي في مدينة تلعفر، مكرراً الوصية التي أوصى بها المرجع السيستاني من أن (السنة هم نفس الشيعة وأكثر من إخوانهم)، مؤكداً أن الفتنة الطائفية والقومية التي سعى ويسعى إليها من وصفهم بـ(الدخلاء) لن يتمكنوا من زرعها بين أبناء الشعب العراقي، مستنكراً الربط بين أبناء (السنة) و(الإرهاب) ومصرحاً بوجود عناصر إرهابية في عشيرته وفي معظم العشائر الشيعية في تلعفر، مما يؤكد على أن الإرهاب لا دين له..كما ألقى السيد حسين قوجه ممثل الحزب الديمقراطي الكردستاني في مدينة الموصل كلمة مقتضبة شكر فيها الجهود التي بُذلت من أجل تنظيم المؤتمر طالباً الجميع أن يكونوا يداً واحدةً لبناء العراق ومحاربة الإرهاب..ثم ألقيت عدة كلمات لشيوخ عدد من العشائر ورجال الدين وممثلي عدد من مكاتب الأحزاب السياسية في المحافظة تحدثت في مجملها عن نقص الخدمات وتدهور الأمن، وضرورة محاربة الفساد الإداري والمالي واصفين إياه بكونه أخطر من الإرهاب، مؤكدين دور المصالحة الوطنية والوحدة والتكاثف في تحقيق الاستقرار، معلنين تأييدهم ومساندتهم للحكومة العراقية في مواجهة الجماعات الإرهابية والخارجة على القانون أينما كانت وإلى أية جهةٍ انتمت.. وطالبَ عدد من المتحدثين بوقف المداهمات الليلية والعشوائية وأن يكون الاعتقال وفق أمر قضائي، والإفراج عن المعتقلين ممن لم تثبت إدانتهم، ورفع الحواجز والأسلاك الشائكة من بعض الشوارع والطرق العامة لتخفيف حدة الازدحام، وتحقيق العدالة والمساواة، ومطالبة عناصر الجيش والشرطة بالمعاملة الحسنة مع المواطنين.. كما أشار عدد من الشيوخ إلى أهمية انتخابات مجالس المحافظات والاقضية والنواحي ودورها في تمثيل جميع الطوائف والقوميات والأديان، مشيدين بالنسيج الاجتماعي وتكاثف أهالي المحافظة لمحاربة الإرهاب.. وعبّر عدد من المتحدثين بالقول: إن الوافدين من مدينة تلعفر إلى مركز مدينة الموصل هم جزء أساسي من مشكلة الموصل الأمنية، مطالبين إعادتهم إلى مناطقهم بعد استقرار الأوضاع الأمنية في المدينة، وقد تعهد عدد من الحضور بتوفير الحماية اللازمة لهم بالتعاون مع السلطات المحلية.. فيما نفى أحد المتحدثين الشائعات التي تُروج في مدينة الموصل من أن قوات البشمركة دخلت المدينة لمحاربة الأهالي، مؤكداً أن هدف الجيش العراقي المتواجد في المدينة ـ والذي يضم أفراداً من الشعب الكردي باعتباره جزءاً من الشعب العراقي ـ هو لتحقيق الأمن والاستقرار وإعادة الحياة الطبيعية للمواطنين بالقضاء على الإرهاب وليس لمسائل سياسية أو شخصية..هذا وحضر المؤتمر قائد شرطة وقائممقام الموصل وممثلي عشائر العرب والكرد والتركمان والشبك والايزيدية وعدد من رجال الدين وممثلي عدد من مكاتب الأحزاب السياسية في المحافظة..وفي مؤتمر صحفي عقب لقائه مع شيوخ عشائر المحافظة أكد الفريق الركن رياض جلال توفيق قائد عمليات نينوى أن المؤتمر كان ناجحاً حيث كان بعيداً عن لغة الخطابات غير المجدية أو توجيه التهم الباطلة بل كان الحوار إنسانياً ديمقراطياً ـ على حد تعبيره ـ ورحابة الصدر كانت سائدة لدى الجميع..وفي تصريحٍ خصّنا به أكد السيد محمد جواد عبد القادر الموسوي وكيل المرجعية في تلعفر: أن أهالي الموصل أنفسهم بدءوا يرفضون العصابات المسلحة بعد أن احتضنهم قسمٌ منهم لدوافع مختلفة، فبات هؤلاء منبوذون ولم يبقَ لهم مأوىً في المحافظة،لا سيما بعد تعاون المواطنين مع الأجهزة الأمنية للقضاء على الإرهابيين، وجدد الموسوي تصريحه عن عدم وجود أي اختلاف طائفي أو قومي في مدينة تلعفر حيث يعيش الجميع بأمان، بل أن علاقات طيبة تربط أهالي تلعفر بسكان القرى المحيطة بها..من جانبه قال الشيخ هاشم عنتر إمام وخطيب أحد مساجد تلعفر: إن أهالي تلعفر متحمسون لزرع الثقة والألفة والمحبة ورفض التمييز الطائفي والقومي من أجل تحقيق أمرين أساسين هما المصالحة الوطنية الحقيقية التي تسعى إليها الحكومة العراقية والعشائر، ثم التنديد بجميع العمليات الإرهابية من قتلٍ وتهجير وتشريد، مؤكداً أن كلمة العشائر توحدت في المؤتمر، مطالباً بعودة العوائل المهجرة من تلعفر إلى منازلها بعد استقرار الوضع الأمني بفضل الأجهزة الأمنية وتعاون أبناء العشائر على حد قوله..