المكتب الاعلامي – حازم خوير الجمعة/ 4/4/2008
دان سماحة حجة الاسلام والمسلمين السيد صدر الدين القبانجي (دامت بركاته) امام جمعة النجف الاشرف عرض الفيلم الهولندي (الفتنة) الذي كتبه عضو البرلمان الهولندي وزعيم حزب اليمين المتطرف (فليدرز)، مشيرا الى تحذيرالاخير في هذا الفيلم للزعماء الاوربيين من انتشار الاسلام وخطر اسلمة هولندا.
جاء ذلك في خطبتي صلاة الجمعة العبادية التي اقيمت في الحسينية الفاطمية الكبرى في النجف الاشرف بحضور جمع غفير من المؤمنين والمؤمنات، حيث تحدث سماحته خلال الخطبة السياسية حول ثلاثة محاور هي: فيلم الفتنة في هولندا،ومؤتمر دمشق،واحداث البصرة، واضاف سماحته في المحور الاول: ان الاتحاد الاوربي لم يوافق على عرض هذا الفيلم لأن فيه اساءة للدين الاسلامي وجرح مشاعر المسلمين، مؤكدا ان ما يجري من عنف يقف وراؤه (الاسلام المزور) وان الحقيقة غير مكتشفة لدى العالم الغربي فضلا عن العالم العربي عن صورة الاسلام الحقيقية في العراق التي قال عنها :انها بدأت تنعكس على العالم.
وشدد امام جمعة النجف قائلا: اليهود واسرائيل يقفون وراء الخبث الذي يجري في العالم، داعيا الحكومة الهولندية الى عدم السماح بعرض مثل هذا الفيلم،واصفاً الاسلام بانه لا يمثل الارهاب وانه يتقدم عبر السبل السلمية. وفي المحور الثاني اكد امام جمعة النجف الاشرف ان نتائج قمة دمشق التي انعقدت في الاسبوع الماضي وشارك فيها الوفد العراقي عالي المستوى انها قد جانبت الصواب وابتعدت عن الحقيقة في موضوع العراق، مشيرا الى ان المؤتمرين لم يكونوا مستعدين لإدانة الارهاب في العراق، واصفا تباكي الرئيس الليبي على اعدام الطاغية صدام بانه مدعاة للسخرية، وكشف لحقائق اؤلئك القادة، وتساءل سماحته: اين كان هؤلاء من مجزرة حلبجة و المقابر الجماعية و الانتفاضة الشعبانية وغيرها التي راح ضحيتها مئات الالاف من العراقيين؟ مشيرا ان العراق لم يشهد على مدى (35) سنة محكمة علنية واحدة. على صعيد ذي صلة اكد سماحته ان العراق سيستمر في بناء واقعه الجديد وسيأتي اليوم الذي سيذعن فيه العرب وغير العرب لمعاناة وصبر ابناء هذا الشعب.
واستعرض سماحته في المحور الثالث من الخطبة ما جرى من احداث وفتن في العراق خلال الـ(14 شهرا) المنصرمة وهي: احداث الزركة (ما يسمى بجند السماء) في محرم الحرام 1428هـ واستمرت ليوم واحد. احداث كربلاء في 15 شعبان واستمرت ثلاثة ايام.وقال عنها: خرج الشعب العراقي منها منتصرا وانكشفت اقنعة كثيرة. احداث احمد بن الحسن في محرم الحرام 1429هـ واستمرت ليوم واحد، و قال عنها سماحته: طبل لها العالم وزمر خصوصا العالم العربي.
احداث البصرة في الاسبوع الماضي امتدت نيرانها الى عدة محافظات وانتهت في غضون 6 ايام . واضاف سماحته: ان احداث البصرة الاخيرة لم تكن من عمق العراقيين بل من عناصر وصفهم بالمدسوسين هنا وهناك،مؤكدا ان امة ترتبط بالله وبمراجع الدين لا تخسر،مثمناً جميع الجهود المبذولة لأنها تلك الاحداث مثل الجهد الحكومي وجهوزية القوى الامنية وحركة العشائر العراقية.
الى ذلك دعا سماحة السيد القبانجي الجميع الى العمل سويا من اجل بناء العراق ونظامه السياسي وصولا الى استقلاله وخروج القوات الاجنبية منه، واصفا نهج اتباع صدام التخريبي بالاحمق والسخيف وقال: الفخر للبناة وليس للمخربين.
و شدد سماحته في الخطبة الدينية على ضرورة الارتباط بالله وعدد من العوامل المعنوية القرانية وهي: التقوى، والتوكل على الله، والتوسل، والاستغفار، واضاف: ان الاسلام يعتبر هذه العوامل اسباب النجاح و السعادة والسرور.
على صعيد منفصل اشار سماحته الى حلول ذكرى استشهاد آية الله العظمى الشهيد محمد باقر الصدر (رض) واخته العلوية بنت الهدى(رض) على يد طاغية العصر صدام (عليه لعائن الله)، مشيرا الى ظاهرتين قد احاطت بالشهيد الصدر هما: التأثير الفكري، و التأثير السياسي.
ووصف امام جمعة النجف في الظاهرة الفكرية جميع الكتابات و البحوث الاسلامية المعاصرة خاصة في العالم العربي وبالخصوص الشيعة منذ 30 سنة بأنها مدينة عيال ومتأثر ة بكتابات المفكر الاسلامي الكبير ونابغة الدهر و بالخصوص كتابي (فلسفتنا، واقتصادنا)، مشيرا الى ان الشهيد الصدر عمل قفزة في الفكر الشيعي، وتدرس كتبه في السعودية وترجمت الى اللغات العالمية، واضاف :انه استطاع ان يغير مرحلة فكرية لشيعة اهل البيت (ع). وحول التأثير السياسي اكد سماحة السيد القبانجي ان الشهيد الصدر (رض) زعيم لنمط خاص، وان جميع القادة السياسيين في العراق ومن كل الاتجاهات هم خريجو مدرسة الشهيد الصدر (رض)، ووصف الشهيد الصدر بزعيم النهضة الفكرية و السياسية المعاصرة في العراق والعالم، داعيا سماحته جميع الحركات الاسلامية الى ربط حركتها السياسية والثقافية بالفقيه.
وحول ذكرى رحيل زعيم الطائفة آية الله العظمى السيد محسن الحكيم (قدس) اكد السيد القبانحي ان السيد الحكيم استطاع ان ينتقل بعالم التشيع الى المحيط العربي والاسلامي ويكسر السدود ويفتح الابواب ويكون لعالم التشيع حضور في العالم الفكري.
وحول استشهاد العلوية بنت الهدى وصفها سماحته بانها كانت تمتاز بالبعد العلمي و الادبي ولها مؤلفات كثيرة وانه لم يكن معزولا عن الناس، وانها شاركت حركة الشهيد الصدر، واضاف: هذه المرآة تستحق ان تفتخر بها النساء والرجال
https://telegram.me/buratha