أبرزت التقارير الواردة من مدينة الصدر أنها مختطفة من قبل عصابات البعث المتقنعة برداء جيش المهدي بشكل مؤلم، وقد أشار أحد هذه التقارير بأن المدينة تعيش فوضى عارمة، وسط اقفال كلي للمحلات لأن من يفتح محله يقتل أو يتم حرق محله وبيته، فيما الكثير من بيوت المؤمنين قد تم احراقها وحسن الحظ منهم من تم تهجيره دون قتله، أما حال الحسينيات والمساجد والمدارس فحدث ولا حرج، فالحسينيات والمساجد بعد أن تم طرد أئمتها ومتوليها منها بأمر السيد القائد ومكتبه، تحولت إلى محلات تدريب ومكانات للاعتقال والتعذيب، وأما المدارس فهي تحوي أعدادا كبيرة من المستودعات الخاصة بجيش المهدي، فضلا عن تحويل بعضها إلى محل لتجميع معتقليهم كما هو الحال في مدرسة زينب الكبرى.
أما حال المعترضين فإن مصيرهم يتم تحديده بشكل سريع من قبل هذه العصابات وحسن الحظ من يكتفون بضربه ضربا مبرحا، وإلا فالقتل هو الرسالة التي تعمم للجميع، وقد رميت قبل يومين تسعة جثث لضباط في أنحاء متعددة من المدينة بعد أن تم قطع رؤوسها بأغصان الزيتون الصدرية.
مكتب الشهيد الصدر يصول ويجول، والهيئة الاقتصادية تمتص أرزاق الناس والمقاولين وكل من يحاول أن يقدم خدمة لاعمار المنطقة وأقل الأتاوات هي 30% من كل مقاولة، وإلا لا يسمح للمقاولين بالعمل. وبالرغم من كثرة الأموال المخصصة من قبل الحكومة إلى المدينة إلا إن هذه الأموال تذهب سدى بين اللجنة الاقتصادية وما يتيسر من مقاولين في غالبيتهم العظمى إما متسكعون في طريق الهندسة وإما غارقون في جحيم الأتاوات أو الرضا بالشروط الجزائية للوزارات التي توضع على المقاولين في حال عدم إنجازهم للعمل، وإما تبقى في الوزارات لعدم جرأة الكثير من المقاولين على المغامرة في قبول مقاولات في المدينة.
ويبقى الفقير في أيام المجرم صدام كما كان يقتات فقر يومه، ويتمتم ساخطاً قدر ما اتسع له صدره فقط، لأن لسانه لو انطلق يأتيه جنود السيد فيريحوه من أنفاسه.
https://telegram.me/buratha