اعاد امام جامع براثا الشيخ جلال الدين الصغير حديثه السابق قبل اربعة سنوات حول ازمة الرواتب وما شنته الجيوش الالكترونية الوضيعة من هجمة شرسة عليه حيث سخروا من كلامه واستهزاوا به ولكن اليوم بانت الحقيقة وان حبل الكذب قصير
حيث قال سماحته إن "أزمة الرواتب سابقة في تاريخ العراق"، وسط حجج الحكومة الغير مقنعة حيث تقول بانها تريد استقراضا ولا بديل لديها حتى تؤدي حق الموظفين في والوقت الذي يضعنا هذا الحديث امام تساؤل جدي وحقيقي وهو ان الاقتراض مهما كان حجمه فانه سوف ينتهي يوما ما وبالنتيجة لو لم تضع الحكومة الية لتامين الاموال ودفعها الى المواطنين عندئذ لن تجد من بعد الاستقراض الا العودة الى استقراض جديد وهذا ما يعني رهن البلد وسيادته وسياسته لارادات اصحاب الاموال المقرضين وما في ذلك من مخاطر هائلة جدا على استقلال العراق وسيادته
واضاف في الوقت الذي نلاحظ ان الحكومة تتحدث عن هذا الامر تفاجئنا مفردات باذخة من الصرف الحكومي واخرها طبيعة ما حف بسفر رئيس الوزراء الى اوربا وما اتسمت هذه الزيارة بصرف اموال كبيرة جدا ما كشف عنها في لندن حقيقة مؤلم للغاية وبالنتيجة ما يدعونا الى ان تتبصر الحكومة وينتبه مجلس النواب الى حقيقة ان البذخ والترف ان لم يتوقف فلن يتوقف اهدار المال ولو اقترضتم من كل دول العالم ما دمتم تتصرفون بهذه الطريقة لن تستطيعوا ان تؤسسوا لاقتصاد يمكن ان يؤمن لكم رواتب مواطنيكم مع ملاحظة حقيقة اساسية اننا في كل سنة امام اعداد تتزايد من الشباب الذي يبحث عن عمل ومن الشباب الذي يتخرج من الجامعات وينتظر فرصة العمل وحينما تفتقد السياسات الاقتصادية الى ايجاد بيئة توفر فرص العمل عندئذ لا يمكن ان نقول بان افقا حقيقا سوف ياتينا لحل ازمة رواتب الموظفين
وأضاف، "لابد أن أذكر هنا بحديثي في عام 2016 والذي طالبت فيه الموظفين وأصحاب الدخل المحدود بالتقشف على طبيعة مصروفاتهم لأن سياسات الدولة قد لا تفي بتأمين هذا الدخل المحدود، وها قد رأيتم أن ما حذرت منه قد أصبح واقعاً يعاني منه أصحاب الدخل، والله وحده يعلم متى سوف يمكن رفع هذه الأزمة والانتهاء منها".
وتابع سماحته "في وقتها لقبتموني بما لقبتموني مستهزئين وساخرين وكُذب عليّ أكاذيب كثيرة من أن جلال الدين الصغير يطالب بأن يكون راتب الموظفين 100 ألف، وأن 100 ألف كافية لمعيشة العائلة العراقية وأنه يطالب المواطنين بأن يكتفوا بصرف 30 ألف في الشهر ومن مثل هذه الأكاذيب التي ليس لها واقع".
وبيّن سماحته بالقول، "كل ما طالبت به هو إيقاف ثقافة الاستهلاك الزائد والعمل على الاهتمام بالسلع الكمالية وضربت مثلاً بـ’النستلة’ فعملت الجيوش الإلكترونية على تلقيبي بـ’جلال نستلة’، في الوقت الذي لم يكن في حديثي ما يمكن لأي عاقل أن يختلف بشأنه، ولم يكن حديثي مطالبة لكم بأموال وإنما طالبتكم بالاحتفاظ بأموالكم لأن الأيام التي تأتي ستكون قاسية عليكم وها أنتم أمام هذا الواقع".
وختم سماحته حول ذلك قائلاً، "لست في صدد العودة للدفاع عن نفسي في هذا المجال فالأكاذيب تفضح نفسها بنفسها وحبل الكذب قصير، لكن ثمة من يريد أن تعيشوا قسوة الحياة ولا يبالي وإن ذرف الدموع الساخنة، وثمة من يريد لكم النصيحة الصادقة وإن كانت نصيحته مبكرة في واقع قد يكون مستغرباً، لكن ما كان غريباً في 2016 صار واقعاً الآن".
https://telegram.me/buratha