أعلن نائب رئيس الوزراء الدكتور برهم صالح عن المباشرة قريباً باعادة تأهيل ميناء ام قصر في البصرة ورفع طاقته من اربعة ملايين إلى 16 مليون طن سنويًافي حين كشف عن ان العصابات المسلحة والفساد المالي والإداري في الموانئ العراقية تسبب خسارة تقدر بثلاثة مليارات دولار سنوياً.واوضح صالح في مؤتمر عقده بمدينة البصرة امس، بحضور وزير الدفاع البريطاني ديز براون، خصص لبحث متطلبات إعادة تأهيل الموانئ، أن العمل سيجري أيضا لإيجاد حلول للغوارق التي خلفتها الحرب العراقية الإيرانية والتي تعرقل عمل الموانئ، مبينا أن هناك تسعاً منها في ميناء أم قصر وثماني في خور الزبير.وشدد على ضرورة معالجة الترسبات التي وصلت إلى ارتفاع ثمانية أمتار بالشكل الذي يعيق وصول السفن الى الموانئ ويسبب خسائر مادية كبيرة.ودعا نائب رئيس الوزراء إلى اجراءات حاسمة لإنشاء قيادة أمنية تفرض القانون في هذه الموانئ، والقضاء على العصابات المسلحة والفساد المالي والإداري في هذه الموانئ الذي يسبب خسارة سنوية مقدارها ثلاثة مليارات دولار. وقال صالح خلال المؤتمر إن هذا الميناء هو بوابة العراق التجارية الأولى والاهم الذي يطل على العالم الخارجي، مشيرا الى تحديات جمة تواجهها الموانئ في مقدمتها التحدي الامني الذي يتمثل بسيطرة قوى مسلحة وعصابات خارجة على القانون على أقسام مهمة منه تعيث به فسادًا امنيًا وماليًا وإداريًا.وبين أن هذه العصابات هي من تقف وراء تفشي الفساد بشكل يجب التصدي له ووقف نشاط العصابات عند حدها ومعها وقف هدر الثروة الوطنية. وشدد على أهمية البدء بتنفيذ حزمة من الحلول الكفيلة بالكشف عن أساليب الفساد واستئصاله والقضاء على العصابات المسلحة، مؤكدًا في هذا السياق ضرورة تقوية الجهد العسكري والأمني في الميناء من خلال زيـادة عدد قوات وزارتي الدفاع والداخـلية في البـصرة وتسليحها بالتعاون مع قوات التحالف، وربط قوات الموانئ بالداخلية من خلال قيادة موحدة ترتبط بقيادة عمليات المحافظة. وأضاف أن عمليات الفساد والتزوير والرشوة متفشية في ميناء أم قصر الأمر الذي يتطلب وضع سياقات جديدة وفاعلة لعمل الجهات الإدارية والفنية في الميناء. وأشار صالح إلى أن العمل بإعادة تأهيل البناء سيباشر قريبًا من خلال البدء بقسمه الشمالي من اجل إعادة بناء مرافقه المتهالكة ورفع طاقة الميناء من اربعة ملايين الى 16 مليون طن سنويًا، وهو رقم يوضح حاجة العراق من الإيرادات المادية والغذائية.وأكد جدية الحكومة في إعادة تأهيل الموانئ وتحويلها من سبب للمشاكل الأمنية والمالية والإدارية إلى داعم لنهوض البلاد. من جهته، أكد وزير الدفاع البريطاني ديز براون الذي وصل إلى البصرة امس في زيارة مفاجئة، أن الحكومة البريطانية تدعم جهود حكومة العراق في إعادة تأهيل وإعمار الموانئ.وقال في كلمة خلال المؤتمر: انه من المهم المباشرة سريعًا بإعمار الموانئ وتشييد بناها التحتية لتكون من اكبر الموانئ في المنطقة، مشيرا الى اهمية أن تلتزم هذه العمليات بالمعايير الدولية لرسو البواخر ومتطلبات إفراغها وتجهيزها. وزير الدفاع عبد القادر العبيدي، قال من جانبه: إن زيادة حجم القوات وتسليحها لضمان امن الموانئ، وهي قد شهدت تطورًا خلال الأشهر السبعة الماضية، موضحا أن هذه القوات تعمل من اجل فرض القانون ومواجهة العصابات الخارجة على القانون التي تحاول عرقلة مهمات الموانئ.