يفتتح رئيس الجمهورية جلال الطالباني غدا، مؤتمر اتحاد البرلمانات العربي الذي يعقد في مدينة اربيل، في حين اكد الدكتور محمود المشهداني، ان العراق سيقدم ورقة عمل تطالب الدول العربية بدعم مشروع العراق الجديد. وقال المشهداني في تصريح خاص لـ"الصباح": ان هيئة رئاسة البرلمان اجرت مساء امس اجتماعا مع الامين العام لاتحاد البرلمانات العربي نور الدين بوشكوج، بحثت خلاله، التحضيرات النهائية للمؤتمر وجلسات العمل التي ستعقد خلال ايام انعقاده، واليات وكيفية تحويل رئاسة الاتحاد.واضاف ان العراق سيقدم ورقة عمل خلال المؤتمر، وان لجنة صياغة مقررات المؤتمر، ايدت الورقة، مؤكدا ان مطلب العراق الوحيد، سيكون"طلب الدعم العربي لمشروعه التنموي والنهضوي الجديد، والتأكيد على خيارات الشعب العراقي، بناء على ماصوت له، وان يتفهموا ان العراق بلد مستقل، ولايجب التدخل بشؤونه الخاصة.من جانبه كشف مصدر اعلامي في مكتب الشيخ خالد العطية النائب الاول للبرلمان، ان جميع الوفود ستصل اربيل اليوم، ومنهم عبد الهادي المجالي رئيس البرلمان الاردني وعبد العزيز الغرير رئيس البرلمان الاماراتي وعبد القادر بن صالح رئيس البرلمان الجزائري وجاسم الخرافي رئيس مجلس الامة الكويتي، اضافة الى رئيس البرلمان الفلسطيني سليم الزعنون ورئيس البرلمان السوداني احمد ابراهيم، ورئيس مجلس الشعب القطري الشيخ محمد بن مبارك. واكد المصدر ان باقي الدول ستشارك بمستوى نواب رؤساء برلماناتهم او ممثلين عنهم، مبينا ان الوفدين البرلمانيين الأكبر سيكونان، الكويتي والاماراتي.اما النائبة صفية السهيل فقالت : ان اليوم الاول سيشهد تشكيل اربع لجان لبحث الملفات التي سيبحثها المؤتمر.وبينت السهيل ان هذه اللجان هي: الخارجية وحقوق الانسان والمرأة، واللجنة السياسية اضافة الى لجنة المالية والاقتصاد، مؤكدة انها(اللجان) ستقدم نتائج اجتماعاتها خلال ايام المؤتمر في الجلسة الختامية لاعتمادها.وتابعت: ان البرلمان يسعى الى عقد الجلسات الدورية في بغداد، بعد التحسن الامني، داعية المشاركين الى تبني المقترحات العراقية الخاصة بذلك.ومن جهته قال رئيس المجلس الوطني الكردستاني عدنان المفتي : ان انعقاد المؤتمر في اربيل دلالة اكيدة على ان اقليم كردستان جزء مهم وحيوي ولا يتجزأ من العراق. واضاف ان المؤتمر سيكون حدثا مهما فللمرة الاولى ينعقد في العراق منذ سقوط النظام المباد، مشيرا الى انه سيتسنى للضيوف العرب الاطلاع عن كثب على حياة وثقافة الشعب الكردي والثقافات السريانية والتركمانية والتكوينات الاخرى. وبحسب مصادر عليمة، فان البرلمانيين العرب سيعكفون على مدى ثلاثة أيام في دورة البرلمان الخمسين على بحث ملفات عربية عدة تتعلق بالعراق ولبنان وفلسطين والسودان، وسيطلب الوفد العراقي دعم العملية السياسية الجارية ومشروع المصالحة الوطنية ودعوة الدول العربية للانفتاح على العراق وحثها على فتح سفاراتها في العراق.وسيناقش المؤتمر موضوعات من اهمها انتخاب رئيس المؤتمر وأمين سر البرلمان واقرار جدول الأعمال وتقرير الأمين العام بشأن أوضاع الاتحاد منذ المؤتمر الـ12 الذي عقد في مدينة العقبة الأردنية العام 2007، اضافة الى بحث الأوضاع العربية الراهنة ودور البرلمانيين العرب في تعزيز التضامن العربي وتوحيد المواقف ازاء القضايا العربية الساخنة اضافة الى واقع وآفاق التنمية المستديمة في الوطن العربي وتقرير اللجنة البرلمانية العربية لتطوير عمل الاتحاد البرلماني العربي والتعديلات المقترحة على ميثاقه ونظامه الداخلي.ويناقش ايضا النشاط الاقليمي والدولي للاتحاد البرلماني العربي ومشاركاته في أعمال الدورة 118 للاتحاد البرلماني الدولي والمؤتمر البرلماني الأفريقي العربي الـ11 ومقترح رئيس البرلمان الفيدرالي لروسيا الاتحادية بعقد معاهدة تنسيق وتعاون مع الاتحاد البرلماني العربي. وتأتي استضافة العراق للمؤتمر تلبية لدعوة قدمتها الشعبة البرلمانية الى الدورة الـ49 للمجلس التي وافقت بالاجماع على ذلك باجتماعها في الاردن.ومن المؤمل ان يبعث المؤتمر برسالة تضامن للشعب العراقي تجاه ما يعانيه من اوضاع بسبب الارهاب، وشكل مجلس النواب وبرلمان اقليم كردستان لجنتين تحضيريتين من اجل انجاح اعمال المؤتمر.وفي الكويت وعشية توجهه الى العراق، قال رئيس مجلس الامة الكويتي جاسم الخرافي، ان عقد اجتماع الاتحاد البرلماني العربي المرتقب بالعراق يؤكد عودة الحق له برئاسة الاتحاد بعد رحيل النظام السابق، وان العراق يسير بالاتجاه الصحيح في رحلة الديمقراطية .واوضح الخرافي في تصريح للصحافيين ان اجتماع الاتحاد البرلماني العربي الذي سيعقد في مدينة اربيل غدا الثلاثاء هو الاجتماع الاول من نوعه الذي تشهده الاراضي العراقية منذ العام 1990، مؤكدا حرص الشعبة البرلمانية الكويتية وسعيها الحثيث في الاجتماع السابق للاتحاد "على عودة الحق للعراق برئاسة الاتحاد لاسيما بعد رحيل النظام الصدامي، وعليه تم الاتفاق على ان يكون الاجتماع المقبل (الحالي) في مدينة اربيل.وزاد ان فكرة عقد الاجتماع في العراق جاءت انطلاقا من اهمية ابراز استقرار العراق وايمانه بالديمقراطية وضرورة مشاركة البرلمان العراقي الديمقراطي الصحيح بالمحافل البرلمانية، قائلا: من واجبنا نحن العرب ان نجتمع في العراق ونشيد بالنظام الديمقراطي الذي يحكمه ونتمنى لاخواننا العراقيين التوفيق والاستقرار.ولفت رئيس مجلس الامة الكويتي الى ان عقد اجتماع الاتحاد البرلماني العربي في اربيل يؤكد ان العراق يسير في الاتجاه الصحيح في رحلة الديمقراطية والاستقرار المطلوب "باذن الله".وعما اذا كانت الزيارة المرتقبة الى البلاد بداية عهد جديد من العلاقات الكويتية - العراقية، قال الخرافي: ان العلاقة بين البلدين والشعبين الشقيقين ليست جديدة بل هي متميزة، مبينا ان هذا ما أكدته الاحداث بعد رحيل النظام المباد.واضاف ان ما يربط البلدين والشعبين الشقيقين "علاقة دم وجيرة ومحبة"، مؤكدا المصلحة التي يحققها استقرار العراق لدولة الكويت، والمصلحة التي يجنيها العراق من التمتع بحسن الجوار مع الكويت التي كانت ولا تزال تدعم استقرار العراق وامنه