يحمل انعقاد مؤتمر اتحاد البرلمانات العربية المزمع عقده في اربيل الاسبوع المقبل، أبعادا ودلالات مهمة على عدة مستويات في ضوء حزمة الملفات التي ستتم مناقشتها من قبل المشرعين العرب والتي ستعكس اهتماما مباشرا من قبلهم، خاصة مع التحولات الديمقراطية التي يشهدها المشهد العراقي منذ سقوط النظام السابق واتجاه البلاد نحو ترسيخ المفاهيم الجديدة في مختلف المجالات. ”بارومتر" السياسة العراقية يؤشر تصاعدا مطردا باتجاه الانفتاح على المحيط العربي والدولي، لاسيما ان انعقاد المؤتمر في اربيل سيسهم بتوضيح وجهة النظر العراقية تجاه مختلف التطورات التي تشهدها المنطقة مع السعي للحصول على دعم عربي واسع لحكومة الوحدة الوطنية ومشروع المصالحة الذي تنفذه، فضلا عن دعوة البرلمانيين العرب لأخذ زمام المبادرة باتجاه تفعيل الدور العربي الايجابي في العراق من خلال فتح السفارات والقنصليات العربية في العراق ، ويعد انعقاد مؤتمر البرلمانات العربية الذي سيرأس دورته الحالية العراق اختبارا جديدا لسياسة ودبلوماسية بغداد التي بدأت بوصلتها تنشط على مختلف الاتجاهات، لا سيما ان الزيارة الاخيرة التي قام بها الرئيس الايراني الى العراق والتي تعد الاولى من نوعها لمسؤول ايراني بهذا المستوى منذ عقود تفصح عن نجاح دبلوماسي مهم يحتاج الى ان يرفد بتحركات على ذات المستوى.الاستعدادات العراقية الجارية على قدم وساق عبر لجنة مركزية تضم اللجان الادارية والاعلامية والفنية للتحضير لانعقاد مؤتمر اتحاد البرلمانات العربية في اربيل للفترة من 11- 13 من الشهر الجاري، اوشكت على الانتهاء .وقال المصدر في تصريح لـ" الصباح " ان دعوات رسمية وجهت لـ21 دولة عربية بالاضافة الى العراق الذي سيشارك بوفد برلماني كبير يضم مختلف الكتل السياسية الممثلة لمكوناته، فضلا عن دعوة الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي وعدد من المنظمات الاقليمية لحضور المؤتمر الذي سيناقش ملفات عربية عدة، خاصة العراق ولبنان وفلسطين والسودان.واضاف ان العراق سيطرح وجهة نظره بشان التطورات الايجابية التي شهدها خلال السنوات الماضية بالاضافة الى الطلب بدعم العملية السياسية الجارية ومشروع المصالحة الوطنية، بالاضافة الى دعوة الدول العربية للانفتاح على العراق وفتح السفارات.وبين المصدر ان الزيارة الاخيرة لرئيس مجلس النواب الى الاردن ولقاءه برئيس مجلس النواب الاردني عبد الهادي المجالي كانت اتجاهاتها مشجعة باتجاه انجاح المؤتمر في اربيل، مشيرا الى ان انعقاد الدورة الحالية في اربيل سيتمخض عنها اختيار العراق رئيسا لاتحاد البرلمانات العربية لمدة سنة واحدة وهو ما يعد نجاحا جديدا لبغداد، ويؤكد تفهم العرب لكل التطورات التي حدثت بعد سقوط النظام في 9 نيسان 2003، فضلا عن انها تجسد عودة العراق بشكل فاعل لاداء دوره العربي باعتباره احد مؤسسي الجامعة العربية.ويعتبر النائب عباس البياتي عضو البرلمان العربي الانتقالي ان انعقاد مؤتمر اتحاد البرلمانات العربية حدث عربي مهم وكبير كونه اول مؤتمر عربي تستضيفه البلاد منذ نحو 20 عاما وعلى مستوى رؤساء البرلمانات العربية.وعقدت اللجنة العليا المشرفة على ترتيب التحضيرات لتنظيم عقد مؤتمر اتحاد البرلمانيين العرب في أربيل، إجتماعاً بإشراف الدكتور فؤاد حسين رئيس ديوان رئاسة الإقليم وامجد عبدالحميد رئيس ديوان مجلس النواب، وبحث الإجتماع التحضيرات الجارية لعقد المؤتمر.ويقول البياتي: ان المؤتمر سيبحث خمس قضايا اساسية اضافة الى ملفات منها تغيير النظام الداخلي للاتحاد البرلماني العربي "الذي نوقش في اجتماعات عدة"، بالاضافة الى بحث الاوضاع العربية والاقليمية والتجربة البرلمانية العراقية.ويؤكد ان المؤتمر سيبعث برسالة تضامن للشعب العراقي تجاه ما يعانيه من اوضاع بسبب الارهاب، فضلا عن دعم توجهات الحكومة بتحقيق الوفاق الوطني بين مختلف الاطراف