عقد الرئيسان جلال طالباني ومحمود أحمدي نجاد جلسة مباحثات ثنائية إثر مراسم الاستقبال التي جرت لرئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية في القصر الرئاسي ببغداد اليوم الأحد الثاني من آذار. وأعقبت ذلك جلسة مفاوضات بين الجانب العراقي برئاسة فخامة الرئيس جلال طالباني وأصحاب الفخامة عضوي مجلس الرئاسة د. عادل عبد المهدي و طارق الهاشمي، بالإضافة الى السادة وزير الخارجية هوشيار زيباري و وزير المالية باقر جبر الزبيدي و وزير النفط حسين الشهرستاني ومستشار الأمن القومي موفق الربيعي و وزير الكهرباء كريم وحيد و وزير التجارة عبد الفلاح السوداني و وزير الصناعة فوزي الحريري ورئيس ديوان رئاسة الجمهورية نصير العاني وعدد من المستشارين والمسؤولين.
و ترأس الجانب الإيراني الرئيس محمود أحمدي نجاد بالإضافة الى السادة نائب رئيس الجمهورية مشايي و وزير الخارجية منوشهر متكي و وزير الكهرباء فتاح و وزير الاقتصاد والمالية دانش جعفري و كبير مستشاري رئيس الجمهورية الإيراني ثمره هاشمي وعدد من المسؤولين الإيرانيين.
وتم خلال الاجتماعات بحث مجالات التعاون بين البلدين على الصعد السياسية والأمنية والنفطية والصناعية والاقتصادية والثقافية، كما جرى الحديث عن القرض الإيراني الميسر المقدم للعراق .
و جدد الطرفان في محادثاتهما التأكيد على الروابط التاريخية بين الشعبين الجارين وضرورة فتح صفحة جديدة من العلاقات الثنائية، بما يخدم مصالح الشعبين. وقد وصف الرئيس طالباني هذه الزيارة بالتاريخية، معرباً عن أمله في أن الأخوة في طهران سوف يساعدون العراق في حل المشكلات التي يواجهها العراق، كما ساعدوا العراقيين أثناء نضالهم ضد الدكتاتورية .
و في أعقاب جلسة المحادثات الرسمية، عقد الرئيسان جلال طالباني ومحمود أحمدي نجاد مؤتمراً صحفياً مشتركاً سلطا فيه الضوء على مضمون مباحثاتهما والنتائج المتمخضة عنها.
وفي مستهل المؤتمر تحدث الرئيس طالباني للصحفيين قائلاً:" السلام عليكم أيتها الأخوات و أيها الأخوة الأعزاء. مرحبا بكم في هذا اللقاء. لقد رحبنا بفخامة أخينا الدكتور محمود احمدي نجاد في بلده الثاني العراق، واعتبرنا زيارته زيارة تاريخية، و ذات رسالة، زيارة تاريخية لأنها تحدث لأول مرة وبمثل هذه المشاعر من المودة و الإخوة و التعاون و التضامن مع الشعب العراقي، وهي ذات رسالة لشعبينا أولا بان العراق و إيران يقيمان أحسن العلاقات، و لأشقائنا أيضاً، لذوي القربى كما تفضل وقال أخي الأستاذ طارق الهاشمي قبل أيام. و نتمنى ان تصل الرسالة إليهم.
و بهذه الزيارة التاريخية لأخينا الدكتور محمود احمدي نجاد، نكون أولا قد جددنا مشاعر الكفاح و الجهاد المشترك منذ قديم الزمان، ضد الدكتاتورية، و تذكرنا تمنياتنا التي تحقق بعضها.. لقد كنا نتمنى أن تسقط الدكتاتورية و أن نلتقي في بغداد، و ها نحن نستقبلهم في بغداد، و نرحب بهم و نحملهم تحياتنا و احتراماتنا للإخوة في إيران، و كل الأخوة الآخرين الذين ساعدوا الشعب العراقي في أيام الشدة و المحنة عندما كان العراقيون مشردين و محرومين من جميع حقوق الإنسان. اعتقد إن هذه الزيارة ستؤدي إلى نتائج جيدة و المباحثات الأولية تؤشر ذلك.
و في الختام لا يسعني إلا أن أرحب ترحيبا حارا بالأخ الرئيس و من صميم القلب أتمنى له الإقامة الطيبة التي كنت أتمنى أن تكون طويلة و لكن مع الأسف فإن ظروف فخامته لا تساعد على ذلك. و أهلا و سهلا بكم.
كما تحدث الرئيس الإيراني نجاد قائلاً:" اشكر الله سبحانه و تعالى على انه منح لنا هذه الفرصة و هذا التوفيق لنزور جمهورية العراق و نحظى بلقاء إخواننا و أحبتنا في العراق المظلوم. و كما أشار أخونا العزيز فخامة الرئيس طالباني رئيس جمهورية العراق الموقر فإن الجذور المشتركة للشعبين الإيراني و العراقي هي متجذرة و متأصلة و تضرب في العمق التاريخي و الثقافة و الحضارة.
ان الشعبين و في طوال التاريخ كانت لهما أفضل العلاقات الثقافية و علاقات الأخوة. و في هذا اليوم و بفضل الله و عنايته فإن الإرادة السياسية لقيادتي بلدينا مستقرة على توثيق عرى العلاقات الأخوية و توطيدها بين الشعبين و هي فعلا علاقات ممتازة و متطورة و دائما الى الأمام. فالشعبان الإيراني و العراقي كانا دائما معا في السراء و الضراء. إن زيارة العراق من دون الدكتاتور هي زيارة سعيدة، ولقد ولت تلك الفترة حيث إن الشعب العراقي جر إلى الاستضعاف و أسيء إلى العلاقات بين الشعب العراقي و دول المنطقة. و في هذا اليوم و بفضل الله تعالى فإن علاقات الود تتطور يوماً بعد يوم بين شعبينا. ان زيارتي الحالية الى جمهورية العراق تتم بدعوة كريمة من أخي فخامة الرئيس جلال طالباني، مام جلال هذا المناضل الذي كافح في فترة النضال و أيضا هي جواب على زيارة فخامته إلى إيران و هي تأكيد يجسد العلاقات الأخوية العميقة الموجودة بين الشعبين و البلدين.
لقد كانت لنا مباحثات جيدة للغاية و أجرينا هذه المباحثات في أجواء ملؤها الود والإخاء . لقد كانت المباحثات ايجابية للغاية و لدينا اتفاق في وجهات النظر على كافة الأوجه و المجالات و حقيقة نحن عازمون سوية على ان نطور علاقاتنا على المستوى الثنائي في المجالات الاقتصادية و الثقافية و السياسية. بما انه حاضراً يمر الشعب العراقي بظروف حرجة ، إلا أنه وحسب معرفتنا للشعب العراقي فإننا نعتقد انه شعب يحظى باستعدادات طبيعية و انسانية هائلة. هذا الشعب هو شعب عريق في الثقافة و الحضارة واننا واثقون ان الشعب العراقي سوف يضع خلفه هذه الظروف الحرجة الحالية، و يسير و يخطو بكل اقتدار نحو الرخاء و الطمأنينة و الامن و التطور. ان العراق المتحد و العراق المقتدر و العراق المتطور هو لصالح كافة شعوب المنطقة وان الشعبين الايراني و العراقي سوف يكونان دائما بجانب بعضهما.
مرة أخرى اجدد شكري الى أخي فخامة الرئيس جلال طالباني و الى اخواننا في الحكومة العراقية على هذه الدعوة الكريمة و حسن الاستقبال و كرم الضيافة، وأن هذه الزيارة ستفتح صفحة جديدة في العلاقات الثنائية و علاقات التعاون مع دول المنطقة.
بعد ذلك أجاب الرئيسان على اسئلة الصحفيين حيث قال الرئيس طالباني في معرض اجابته على سؤال حول الملفات التي جرى بحثها مع اللجانب الايراني.. لقد تم بحث جميع الامور السياسية و الاقتصادية و النفطية.. وان شاء الله وكما تفضل اخي الدكتور محمود احمدي نجاد فإن المباحثات جيدة وان وجهات النظر متقاربة .. سنعلن قريبا وفور انهاء المباحثات عن اتفاق.
وردا على سؤال حول دوافع الزيارة أجاب الرئيس نجاد بالقول : في الحقيقة لا يسأل عن لقاء بين الاخوة بل السؤال عن عدم وجود لقاء بين الاخوة، انتم تعلمون مدى عمق هذه الزيارة.
وحول وجود (مجاهدي خلق) في العراق أجاب الرئيس طالباني بالقول : لم نبحث هذا الموضوع. إن وجود هذه المنظمة الارهابية مسألة بحثناها سابقا. سنسعى إلى التخلص منهم من الارض العراقية قريبا.
https://telegram.me/buratha