وصف سياسيون زيارة الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الى بغداد بانها "تاريخية ومهمة جدا" كونها تأتي في وقت حساس يمر به العراق والمنطقة وستفتح افاقا جديدة لتعزيز العلاقات بين الجانبين، ما ينعكس إيجابا على أوضاع العراق اقتصاديا وامنيا وسياسيا.واعتبر السياسيون ان الزيارة التي يقوم بها الرئيس نجاد وهي الاولى لرئيس ايراني الى العراق، منذ نحو ثلاثين عاما، بانها رسالة لجميع رؤساء الدول العربية بان تنفتح دولهم بشكل اوسع على العراق في جميع المجالات، وان تدعم التجربة السياسية فيه وان تخطو خطوات اكبر باتجاه البلد.وقال الشيخ حميد معلة النائب عن الائتلاف الموحد ان زيارة الرئيس الايراني الى العراق تعد تاريخية من قبل رئيس دولة مهمة تعد الاكبر في المنطقة وفي وقت حساس جدا،لا سيما انها الزيارة الاولى لرئيس جمهورية على هذا المستوى باستثناء الرئيس الاميركي جورج بوش.واضاف معلة ان اهمية الزيارة تتركز على انها ستشهد توقيع ملفات اقتصادية مهمة في اطار تعزيز العلاقة بين الدولتين والشعبين الجارين، خاصة ان لطهران مواقف ايجابية من التجربة السياسية في العراق كونها اول دولة اعترفت بتجربة العراق منذ تأسيس مجلس الحكم 2003 ولغاية الان، مؤكدا ان انعكاسات الزيارة ستكون ايجابية على الوضع العراقي من خلال الاتفاقيات التي ستبرم بين الطرفين في المجال الخدمي والامني، معبرا عن امله بان تكون الزيارة رسالة لجميع دول المنطقة ورؤسائها بضرورة الانفتاح على العراق وزيارته ودعم التجربة الديمقراطية فيه. ، متوقعا ان تشهد المباحثات مناقشة ملف العلاقات الايرانية - الاميركية المتوترة منذ 30 عاما، واهمية فتح صفحة جديدة بين اميركا وايران والابتعاد عن سوء الظن والاتهامات.
من ناحيته اشار الناطق باسم التحالف الكردستاني فرياد راوندوزي ان زيارة الرئيس الايراني تأتي بدعوة من رئيس الجمهورية جلال الطالباني من اجل تعزيز العلاقات بين الجانبين. وقال راوندوزي ان ايران دولة جارة ولها حدود مشتركة مع العراق تصل لنحو 1600 كيلو متر، كما ان لها دورا مؤثرا، اذ من الممكن ان تلعب دورا ايجابيا في استتباب الامن من خلال تأثيرها في العراق، بالاضافة الى ان لايران والعراق علاقات تاريخية، رغم وجود بعض المشاكل الخاصة بالحدود وملفات اخرى تؤثر سلبا على العلاقات بين الجانبين. واضاف ان زيارة نجاد الى بغداد ستعزز هذه العلاقات وتعمقها كما انها ستفتح افاقا جدية للتعاون الاقتصادي، لان العراق سوق جيد للبضائع الايرانية، فضلا عن امكانية الاستفادة من الخبرات في مجال السدود والكهرباء والسياحة الدينية التي يتميز بها العراق من خلال وجود المراقد المقدسة في النجف وكربلاء وسامراء وبغداد. واشار القيادي الكردي الى ان الزيارة ستكون فرصة مهمة لبحث الخلافات الموجودة بشأن ترسيم الحدود، خاصة اذا ما فسح المجال لفتح الباب امام مناقشة الاتفاقيات الجانبية ومدى ملاءمتها مع الاحداث والمتغيرات التي طرأت على البلاد وامكانية تعديل هذه الاتفاقيات بما يتماشى والوضع الجديد في البلاد، مبينا ان اللقاء مع الرئيس الايراني سيكون فرصة لتحدث المسؤولين معه بخصوص التعاون بين الجانبين الايراني والاميركي بشأن امن العراق. واعتبر ان الزيارة تعد اشارة الى المحيط العربي للعراق بان الرئيس الايراني زار بغداد في وقت مازالت فيه كثير من البعثات الدبلوماسية العربية مغلقة، وان يكون للدول العربية دور ايجابي اكبر فيه من خلال تقديم الدعم والاسناد في مختلف المجالات، لا سيما ان للعراق عمقا عربيا واسلاميا.
اما النائب عن الكتلة الصدرية ناصر الساعدي فوصف زيارة احمدي نجاد بانها خطوة ايجابية ستسهم بتطوير وتحسن العلاقات بين بغداد وطهران، بما ينعكس على مصلحة الشعبين. واشار الساعدي الى ان الزيارة ستكون رسالة الى الدول العربية على اهمية ان تحذو حذو الرئيس الايراني، وان يزور رؤساؤها بغداد للاطلاع على الوضع من قرب، لافتا الى ان الرسالة التي سيتم ارسالها تؤكد" ان الحكومة العراقية منتخبة ديمقراطيا بغض النظر عن الكفاءة، ومن المهم ان تحظى بالدعم والاسناد من قبل دول العالم. اما حسن السنيد فأكد ان زيارة نجاد ستساعد في توضيح بعض النقاط الغامضة في العلاقات بين البلدين، ومنها ضبط المعادلات الأمنية بينهما لطي صفحة الماضي بكل ما سُجل فيها من تقاطعات وأزمات سياسية وصراع مسلح خلال حكم النظام المباد، ولتؤكد عمق العلاقات التأريخية بين الشعبين. واعرب السنيد في تصريح صحفي، عن اعتقاده بان هذه الزيارات، اذا ما استندت الى برامج عمل صحيحة وواقعية، فانها ستسهم في دعم العملية السياسية، وتحافظ على أمن العراق وسلامة اراضيه واستقرار المنطقة الاقليمية برمتها.
بدوره، شدد النائب عن القائمة العراقية مفيد الجزائري على ضرورة تحسين الأجواء والعلاقات المتبادلة بين بغداد وطهران والسعي لازالة جميع المشاكل والأزمات والصراعات التي شابت تلك العلاقات خلال العقود الماضية، موضحا ان عزم نجاد على زيارة بغداد، يأتي في اطار الجهود والمساعي التي يبذلها الطرفان لتحقيق الوئام والانسجام بينهما إزاء جميع القضايا التي تخص البلدين بشكل خاص والشرق الأوسط بوجه عام.
https://telegram.me/buratha