كشفت وزارة الداخلية العراقية أمس، أنها اعتقلت ثمانية آلاف متهم بقتل أساتذة الجامعات وأصحاب الكفاءات العلمية من أطباء ومهندسين ومحامين وذويهم أو مرافقيهم، مشيرة الى وجود جماعات تخصصت في هذا النوع من العمليات الارهابية
وأكد مدير مركز القيادة والعمليات في الوزارة اللواء عبد الكريم خلف إحالة ملفات المتهمين بالقضايا التي ثبت تورطهم فيها الى المحاكم الجنائية العليا. وأوضح خلف في اتصال مع صحيفة الحياة أن «بين ثمانية آلاف متهم بقتل وخطف الكفاءات العلمية، أُطلق 600 منهم بعد ثبوت عدم تورطهم في التهم المنسوبة إليهم». وأشار إلى «إصدار أحكام بالاعدام في حق 600 متهم وأحكام بالسجن المؤبد على أكثر من ألفين آخرين وأحكام بالسجن لفترات محددة تناسب حجم الجريمة».
وكشف خلف عن هوية بعض المتهمين قائلاً إن «المدعو محمد عادل علوان حسين القيسي من سكان منطقة الاعظمية قتل ما لا يقل عن 60 شخصية علمية وفكرية وإنسانية بينهم الدكتور جاسم محمد الذهب عميد كلية الإدارة والإقتصاد في جامعة بغداد وإبنه محمد وزوجته منى فاضل ابراهيم، فضلاً عن اعترافه خلال جلسات التحقيق معه بقتل الدكتور صباح خلف صخيل معاون عميد كلية التربية الأساسية في جامعة المستنصرية مع سائقه فارس غيدان حسين».
وأكد «إلقاء القبض على عصابات أخرى تخصصت بالقتل الطائفي أو المذهبي في مناطق أخرى من البلاد بينها عصابة لقتل وخطف النساء في البصرة والديوانية (جنوب بغداد)»، لافتاً إلى أن «غالبية الجرائم التي ارتكبتها هذه العصابات ولا سيما في بغداد، نُفذت بتحريض ودعم من جماعة الجهاد والتوحيد إحدى كتائب تنظيم القاعدة». وأضاف أن «هذه الجرائم تكشف عن حجم الخطر الحقيقي الذي يضرب البلاد ازاء تفشي الجريمة بين اوساط المجتمع العراقي حتى صار القتل والخطف من ابسط اعمال الثأر والبغض، وهو ما كشفت عنه بعض التحقيقات في جرائم أخرى لم يكن ضحاياها من ذوي الكفاءات العلمية».
وعن أسباب اعلان نتائج التحقيقات في هذا الوقت، قال مدير مركز القيادة والعمليات في وزارة الداخلية إن «التحقيقات استغرقت وقتاً طويلاً ومما لا شك فيه أن اثارة أي معلومة في هذا الخصوص قبل استكمال كل اجراءات التحقيق ستدخلنا في دائرة الشكوك». وكان عشرات من الأساتذة الاكاديميين في بعض جامعات العراق قُتلوا على أيدي جماعات مسلحة مجهولة استهدفت أيضاً الأطباء والمهندسين والصحافيين وعدداً من المسؤولين الحكوميين.
وقالت أستاذة علم الاجتماع في جامعة بغداد سناء الداغستاني إن «هناك جماعات تعمل بأجندات ربما تكون مدعومة من جهات دولية لا تريد للعراق أن يستقر ويواصل مسيرته في العلم والبناء»، مشيرة الى أنها «تقف وراء حوادث استهداف الاساتذه والاكاديميين على اختلاف تخصصاتهم العلمية والفنية».
وطالبت الجهات الحكومية بحماية هذه الشريحة المهمة في العراق. وكانت منظمة «عراقيون» الحقوقية أكدت في تقريرها السنوي تصفية أكثر من 3200 عالم عراقي في مجالات واختصاصات مختلفة على يد جماعات تستغل تردي الوضع الامني في البلاد لتنفيذ مخططاتها.
https://telegram.me/buratha