أدان إمام جمعة النجف الأشرف سماحة السيد صدر الدين القبانجي اغتيال نقيب الصحفيين العراقيين الشهيد المرحوم شهاب التميمي، وأشاد سماحته خلال خطبة صلاة الجمعة هذا اليوم بدوره ودور الصحفيين، والمراسلين، والإعلاميين العراقيين، فقد تحولوا إلى نموذج في الإخلاص الوطني، وهؤلاء يستشهدون من أجل الحقيقة، والوطن، وانتصار هذا الشعب، وحريته، وهذه شهادة عظيمة، فهنئاً لهم، وأواسي أسرهم وأبارك لهم، وكل لكل الصحفيين، هذه الشهادة العطرة بالنسبة لنا، وهذا الشرف الذي يتوّج به الإنسان، فهنيئاً للصحفيين هذه الشهادة العظيمة التي أختارها الله تعالى، فقد أختار منهم شهداء.
وفي إشارة إلى زيارة أحمد بن حلّي إلى بغداد والعزم على عقد مؤتمر المصالحة الوطنية هناك، وهذا المشروع عراقيٌ بالأصل، فالمصالحة الوطنية مشروع دعا له العراقيون والحكومة العراقية منذ اليوم الأول، والآن الجامعة العربية تريد المساهمة بمشروع المصالحة الوطنية.
ورحب سماحته بالمساعي العربية لتدعيم المصالحة الوطنية، وننتظر من الجامعة العربية ان تفي بوعودها وان تتقدم بالوقوف إلى جانب العراق، وقد استمعنا إلى نصالح كثيرة وشهدنا مؤتمرات تعقد من أجل المصالحة الوطنية، ولكن أين موقف الجامعة العربية والدول العربية تجاه العراق والعراقيين، وتجاه هذه التجربة العراقية، فأين السفارات العربية في بغداد، فللآن بغداد لا توجد فيها سفارات عربية، متسائلاً سماحته انه هل خرج العراق من الدائرة العربية؟
فأين الإعلام العربي من الظاهرة المعجزة التي حدثت في أربعينية الإمام الحسين(ع)، فلو ان آلاف يجتمعون من (عبّاد بوذا) في العالم لرأيتم القنوات العربية تتحدث بذلك، ولا تتحدث عن(10ملايين إنسان) يذكرون سبط رسول الله(ص) وسيد شباب أهل الجنة، ويكون موقفهم الصمت تجاهها، ويبكون على مجموعة من البعثيين، إذا قتلوا أو تمت ملاحقتهم، فهذا البكاء العربي مرفوض. ودعاهم سماحته إلى التعلم من الحسين(ع) الوقوف إلى جانب المظلوم، وليس إلى جانب الظالم، وتفعيل حضورهم ودعمهم ووقوفهم إلى جانب الشعب العراقي وتجربته.
وتطرّق سماحته إلى قانون المحافظات الذي أعيد إلى البرلمان، وهو ليس رفضاً للقانون ولا تأخير للعملية الانتخابية المزمع عقدها في(1/10/2008م)، بل ان عملية الانتخابات على مجالس المحافظة يجب أن تتقدم بسرعة، ولسنا مع التأخير، بل من دعاة تفعيل قانون مجالس المحافظات، حيث ان هذا القانون يبدأ تنفيذه بعد الانتخابات، فإذا أعيد إلى مجلس النواب لرفع بعض الأبهامات لا مشكلة في ذلك، لأنه سيبدأ العمل به بعد(1/10)، وهم الآن بصدد رفع بعض الأبهامات وإعطاء المزيد من الصلاحيات لمجالس المحافظات.
وذكر سماحته ان البعض قد أبدى قلقاً من أعادته إلى مجلس النواب، حيث لا مبرر للقلق وان جوّ المودة الذي حدث في أربعين الإمام الحسين(ع)، يجب ان لا نعكره بخلافات قانونية أو سياسية بين السياسيين، فيجب ان يفعّل قانون المحافظات، وطمأن سماحته الشباب عموما وشباب التيار الصدري خصوصاً، بأن لا مبرر للقلق من ذلك، ورفع لهم شكره بالخصوص ولقيادة التيار الصدري، ولأخيه السيد مقتدى الصدر على موقفه الجيد الداعي إلى تنقية التيار الصدري من العناصر التي اخترقته من هنا وهناك، ونحن جميعا بحاجة إلى تطهير كياناتنا من الاختراقات، فهذه مواقف يستحق الشكر عليه، وطالب من السياسيين التقدم في حل هذه الرؤى فيما بينهم وان يدعوا هذا الشعب على وحدته ومحبته وصفائه. ودعا السيد القبانجي الجميع ممن يجد في نفسه الكفاءة إلى الترشيح لعضوية مجلس المحافظة، وليس فقط الكيانات السياسية، ونرحب بمشاركة الجميع.
وتحدث إمام جمعة النجف الأشرف في خطبته الأولى عن الظاهرة المعجزة التي صنعها العراقيون ولازلنا نعيش أجوائها حيث لا نجد مثيلاً لها في كل العالم، حيث أنها تمثل معركة الهوية، فالحسين(ع) يعني هويتنا، وتعني العدل، والحرية، والمواقف المبدئية وهي من القضايا الأساسية، وبهذا الصدد قدم سماحته شكراً وتقديراً لامتناهياً لهذا الشعب الذي وفى لآل رسول الله(ص)، ولما صنعوه من ملحمة إعجازية، وكذلك الشكر لأجهزة الدولة، وأبناء المواكب، وللسادة المسؤولين الكبار الذين تشرفوا بالمشاركة في هذه الملحمة، قائلا: أنتم والله خير أمة أخرجت للناس.
ووقف سماحته عند مقارنة بين حج بيت الله الحرام، وزيارة الإمام الحسين(ع)، حيث ان في زيارة الحسين(ع) تكون المغفرة لما تقدم وما تأخر مع استغفار الملائكة، والتخيير في الصلاة، والوضوء من كل ماء الفرات ليس فقط ماء زمزم، وعدم وجود الفنادق على الطريق، وعدم وجود الأمراض ولا التلقيح ضدها، وهناك الرغبة في العودة بعكس متاعب السفر إلى الحج عند بعض الناس، وعدم وجود السرقات، ولا التهديد، واصطحاب الأطفال الرضع الذي هو مكروه في الحج، والبذل والعطاء بشكل لا يصدق وفي الحج يكون بالأجرة، وبحساب بسيط يقدر ما بذل في هذه الزيارة لأسبوع واحد ما يعادل ميزانية محافظة من المحافظات لمرتين ونصف في السنة، وعدم وجود رعاية دولة بالمعنى العام، واستحباب الأخذ من تراب كربلاء للسجود لله والصلاة عليه. وفي آخر خطبته ودعاءه بفداء النفس لهؤلاء الناس ولشبابهم وأطفالهم وشبابنا في الشرطة وللأقدام التي سعت إلى زيارة الحسين(ع).
https://telegram.me/buratha