الأخبار

خبير قانوني: منح رئيس الجمهورية صلاحية التكليف الثاني يحتاج نصاً دستورياً


اعتبر الخبير القانوني حسن الياسري، الاربعاء، منح رئيس الجمهورية برهم صالح صلاحية التكليف الثاني انه يحتاج الى نص دستوري.

وقال الياسري في بيان إنه "لا يخلو من وجاهةٍ القولُ إنَّ التكليفَ الثاني ينتقلُ من الكتلةِ الأكثر عدداً إلى ما سواها مِمّنْ يتلوها في العددِ عند إخفاقِ مُرشَّحها في تأليفِ الوزارة في غضونِ المدةِ الدستوريةِ المضروبة ؛ تأسيساً على سكوت النصِ من جهةٍ ، وعلى أنَّ الإخفاقَ لا يشملُ المُرشَّح لوحدهِ بل يشملُ كتلته أيضاً من جهةٍ أخرى، وكأنَّ الإخفاقَ في نيلِ الثقة هو بمثابة رفضٍ من البرلمان للكتلةِ ومُرشَّحها ".

واضاف انه "ثمة بعضُ التجاربِ البرلمانيةِ لبعض البلدانِ القريبة جغرافياً التي أخذت بهذا الرأي، ولقد نحتِ المحكمةُ الاتحادية من حيث المآل هذا المنحى، وأخذتْ بهذا الرأي ، بيدَ أنها لم تتطرق الى أيِّ تسبيبٍ دستوريٍ لرأيها أو تأسيسٍ فقهيٍ لحكمها ، وكأنّ المرادَ هو مجرَّدُ ترجيحٍ لرأيٍ من بين رأيين !!".

واوضح الياسري، ان " هذا الرأيَ الذاهبَ إلى منحِ رئيسِ الجمهورية صلاحيةَ التكليفِ الثاني بعد إخفاقِ المُكلَّف الأولِ لَيسقطُ ، ووجاهتَهُ لَتنتفي ، ولن يكونَ له موردٌ في الدستور العراقي ؛ ذلك أنَّ الرأيَ هذا يستلزمُ نصاً واضحاً وصريحاً في الدستور ؛ لكونه يُنظِّم أمراً في غاية الخطورة من الناحيةِ الدستورية ، يتمثَّلُ باختيارِ أرفعِ شخصيةٍ في الدولة ، ومِثلُ هذا لا يُترك للتفسيراتِ والتأويلات المختلفة والمتعددة ".

واكد انه "لو شاءَ الدستورُ الأخذَ بهذا الرأي لنصَّ عليه صراحةً ، وما تركهُ ، عمداً أو غفلةً ، لكنه نصَّ ابتداءً على الكتلةِ الأكثر عدداً ، ثم ظلَّ يُكرِّرُ مصطلحَ ( المُرشَّح ) ؛ ما يُستَشفُ منه إبقاءُ التكليفِ الثاني في حوزةِ الكتلة الأولى -الأكثر عدداً- ؛ تأسيساً على أنَّ الإخفاقَ الأولَ إنَّما ينصرفُ الى المُكلَّفِ نفسهِ لا إلى الكتلةِ التي رشحتهُ ، وكأنَّ البرلمانَ يعترضُ على مرشَّحِ الكتلةِ ، لا على الكتلةِ ذاتها ؛ ذلك بأنَّ البرلمانَ بوسعهِ الاعتراض على المُرشَّحِ المُكلَّف ، وأنْ ليسَ بوسعهِ الاعتراض على الكتلةِ التي رشَحتهُ ؛ لأنها تُمثِّلُ اختيارَ أغلبية الناخبين".

وتابع، :"نزيدُ على هذا الدليلِ دليلاً آخرَ ؛ يتمثَّلُ بأنَّ دستورنا حدَّد دورَ رئيسِ الجمهورية في التكليفِ بكونهِ إجرائياً ، آلياً ، شكلياً ، لا موضوعياً . ولو افترضنا أنَّ الدستور رامَ مَنحهُ هذه الصلاحية -الخطيرة جداً - فلماذا لم ينص عليها ضمن فقرات المادة -٧٦- !؟ بل أكثر من ذلك لماذا لم ينص عليها ضمن فقرات المادة -٧٣- المتعلقة بتحديدِ صلاحيات رئيس الجمهورية !؟مع أنَّ هذه المادة ذكرتْ صلاحيةَ منح الأوسمة والنياشين وما شابه ذلك".

وتساءل الياسري، :"هل يُعقلُ أنَّ الدستورَ ينصُّ صراحةً على مثل هذه الصلاحياتِ اليسيرة ، ويذرُ صلاحيةً خطيرةً تُحدِّدُ مستقبلَ البلد ، وهي المُتمثِّلةُ باختيار ِ وتكليفِ رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة ، إلى الاجتهاداتِ والتأويلاتِ ؟!! أيُّ فهمٍ هذا ، وأيُّ استنباطٍ ذاك !!".

وبين، :"ما زلتُ مستغرباً بشدةٍ من صمتِ الآباء المؤسسين للدستورِ عن تنوير الرأيِ العام بما دارَ في الاجتماعاتِ الخاصة ابان كتابة الدستور ، ولا أعني بذلك جميعَ أعضاء لجنة صياغةِ الدستور ، بل أعني هيئةَ رئاسةِ اللجنةِ والقادةَ الذين كان لهم الدورُ البارزُ في حسمِ الأمورِ الدستوريةِ المهمة في الاجتماعات الخاصة في أيام كتابة الدستور الأخيرة بما عُرفَ ب( المطبخ )".

واوضح ان " هؤلاء ليعلمونَ أنَّ قضيةَ نقل صلاحية التكليف الثاني إلى رئيس الجمهورية لم تكن مطروحةً قط ، لا من قريبٍ ولا بعيدٍ ، وأنا على ذلكَ من الشاهدين !!، بل إنها لم تُطرح من الوفدِ الكردي المفاوض على المادة ٧٣ في اجتماعات المطبخ -الدستوري- آنذاك ، على الرغم من أنَّ المفاوضات الحاسمة للصياغة النهائية لهذه المادة في المطبخ -التي كان عمادها قرابة ثمانية أشخاصٍ من الطرفين الكردي والشيعي- قد دخلت في كلِ التفاصيل الجزئية الدقيقة ،

ولم تكن ثمة إشارةٌ أو تلميحٌ أو حتى مجرَّد طلبٍ من ذلك الوفد لمنحِ الرئيس صلاحية التكليف الثاني التلقائي للمُكلَّفِ الثاني ، ولو أنها طُرِحتْ في ذلك الحين -افتراضاً - لرُفضتْ مباشرةً من قبل المفاوض الشيعي . وهل يتوقعُ عاقلٌ أنَّ هذا المفاوض كان يقبلُ بمنحِ رئيس الجمهورية الذي يُمثِّلُ مُكوِّناً معيناً صلاحيةَ اختيار رئيس الوزراء الذي يُمثِّله ، وأنْ يضعَ نفسه تحت رحمة الرئيس !!".

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك