قالت صحيفة واشنطن بوست في تقرير لها اليوم الخميس إن "جيش المهدي" عزز تجميد انشطته من خلال حملة تطهير لكل افراده الذين لم يلتزموا بامر وقف اطلاق النار الذي أصدره السيد مقتدى الصدر العام الماضي.وأضافت الصحيفة أن "مقاتلين من جيش المهدي أقتادوا شابا يبلغ من العمر 25 عاما إلى بيت مظلم واعدموه شنقا وهم يرددون أيات قرأنية وأن الشخص الذي اعدم في شهر كانون الثاني يناير الماضي هو احد قادة جيش المهدي واسمه الحركي حمزة، وكان قد عمد إلى قتل وخطف عدد من الاشخاص على الرغم من امر القاء اسلحتهم".
وكان قائد جيش المهدي السيد مقتدى الصدر قد أصدر أمرا لاتباعه العام الماضي بتجميد انشطتهم للحد من العمليات المسلحة في العراق. ورحبت الحكومة العراقية والأمريكان هذا القرار واعتبرته قرارا "صائبا". وأضافوا قادة جيش المهدي، وفقا للصحيفة، أن حمزة اعتراف بجرائمه خلال تحقيقات كثيرة، وان حكم الاعدام بحق حمزة صدر بثلاث صفحات من مكتب السيد مقتدى الصدر.
ونقلت الصحيفة عن محمد علي 24 عاما، قائد جيش المهدي في حي الشعلة شمال غربي بغداد الذي شارك في عملية الاعدام "تلقينا امرا، في وقت لم يحدده، بالتخلص من حمزة ونفذنا الامر، وبهذا نطهر جيش المهدي من هذه العناصر".
وطبقا لما يقول قادة كبار في مليشيا المهدي ومسؤولون أمريكيون، وفقا للصحيفة، إن المئات من افراد جيش المهدي صُفّوا بطريقة مشابهة أو سجنوا أو أُبعِدوا منذ صدور امر مقتدى الصدر بتجميد انشطة الميليشيا في آب أغسطس الماضي، كجزء من اعادة تنظيم شاملة عدّلت بنحو مثير من صورة الجماعة في العراق وكانت سببا حاسما في انخفاض مستوى العنف الذي تشهده البلاد في الشهور الماضية.
وتتابع الصحيفة قولها إن "حملة التطهير هذه قد رفعت من سمعة السيد الصدر بخاصة بين صفوف القادة الأمريكيين الذين كانوا يعدونه في ما مضى عدوا، الا انهم يشيرون اليه الان باحترام في وقت يساعده فيه هذا الامر ايضا على احكام سيطرته على الجيش غير المنضبط".
وتقول الصحيفة انه من المتوقع ان يعلن السيد مقتدى الصدر السبت المقبل ما اذا سيصار إلى تمديد التجميد أم سينهى، حسب ما قال مساعدون للصدر. الا ان لقاءات مع ما يزيد عن 12 قائدا في الحركة الصدرية بينت ان سواء اذا استمر التجميد ام انهي، فان المليشيا قد تحولت في اتجاهها ومكانها في المجتمع العراقي.
وقال أحمد عبد الحسين، 33 عاما، وهو من قادة جيش المهدي في مدينة الصدر شرقي بغداد إن "التجميد اظهر كثيرا من الاسرار إلى السطح، ونحن الان نعرف العناصر الجيدة والعناصر السيئة. فضلا عن تغير نظرة الناس الينا".وقال صلاح العبيدي، احد كبار مساعدي الصدر، ان "التجميد ساعدنا على فرز وطرد العناصر السيئة، وان المليشيا تضم الان 100.000 فرد".
وأبو جعفر، 31 عاما، وهو عامل باجرة يومية من منطقة الشعب شمال شرقي بغداد، كان واحد من اولئك الذين ابعدوا، حسب ما ذكر أفراد من جيش المهدي، طبقا للصحيفة. وقالت ان بعد وقت قصير من اعلان امر التجميد، قال ابو جعفر في لقاء هاتفي، انه تسلم مذكرة استدعاء من جيش المهدي من الوحدة المعروفة باسم الفوج الذهبي، الذي يوصف بانه وحدة استخبارات تراقب الانضباط الداخلي بين صفوف جيش المهدي. وأضاف انهم وبخوه على السماح لنحو 100 فرد تحت امرته بارتكاب جرائم ضد المدنيين. وأوضح أبو جعفر، الذي قابلته الصحيفة ورفض اعطاء اسمه الكامل خوفا من القوات الامريكية والعراقية، "جاءوا الي وقالوا "كيف لا تعرف عن اخطاء الناس الذين تحت امرتك وانت قائد؟ انت لا تصلح للقيادة، وطردوني". وتابع انه لم يكن يعلم بما كانت تقوم به جماعته؛ الا ان افرادا من جيش المهدي قالوا انه على علم باعتداء افراد من جماعته على مدنيين. الا ان سلمان الفريجي، وهو من قادة جيش المهدي ايضا، ينفي ذلك ويقول ان السبب الرئيس من وراء تجميد انشطة جيش المهدي يكمن في حفظ الدم العراقي و"هذا هو هدفنا. وهو املنا الكبير".
https://telegram.me/buratha