لم يكن دخول مدينة سامراء ـ قبل مدة قصيرة ـ بالامر السهل وذلك بسبب كثرة السيطرات التي تقيمها مجاميع مجهولة تنتمي لما يعرف بـ"دولة العراق الاسلامية" والكثير من الارهابيين الذين اتخذوا مسميات كثيرة لتخويف المواطنين وتكفير الغالبية من ابناء سامراء الذين يحلمون بالعيش بسلام تحت مظلة القانون اما الآن، فقد شهدت سامراء طفرة واسعة على صعيد تنفيذ العمليات الامنية فيها وتطهيرها من الزمر الارهابية والتكفيرية التي عاثت في المدينة لاشهر وسيطرت على مرافق الدولة ودوائرها، الى ان جاءت القوات الحكومية بايعاز من رئيس الوزراء نوري المالكي لتطهير المدينة بعد تفجيري المنارتين والقبة الذهبية المقدسة.الأمن ثم الإعمارالعمليات الامنية مستمرة والعثور على العبوات الناسفة والسيارات المفخخة تقلصت في الاونة الاخيرة وقل استهداف اجهزة الشرطة والجيش العراقي ومجلس الاسناد ولم نعد نسمع اصوات الانفجارات الكثيرة في المدينة.هذا ابرز ما قاله العميد الركن عبد الجبار ربيع مطر قائد عمليات سامراء وكالة في تصريحه لـ "الصباح" وهي تتجول في مدينة سامراء بعد عودة الحياة تدريجيا لمواطنيها. ويشير مطر الى ان المدينة شهدت تعاونا كبيرا بين اجهزة الشرطة والجيش وقوات الامن من جهة وشيوخ وابناء سامراء من جهة اخرى، فبفضل المعلومات التي ادلى بها المواطنون تمت مساعدتنا على القاء القبض على عشرات الارهابيين الذين نفذوا العديد من جرائم القتل والاختطاف والسلب والاحتيال وتهجير المواطنين والعبث بدوائر الدولة.واشار مطر الى ان جهودا حثيثة بذلت مكنت القوات من توفير الامن بنسبة 90% في المدينة وحول مرقد العسكريين واستطاعت توفير الامن للعاملين الذين بدؤوا الشروع ببناء المرقد من قبل شركة يوكيليم التركية التي وفر لها سكن دائم قريب على المرقد وتجهيز 1000 شرطي وعنصر جيش من قوات الامامين التابعين للفرقة الرابعة داخل المرقد وخارجه لتوفير الحماية للعاملين من شركات تركية وبنغلاديشية فالعمال الاتراك لهم حمايات ترافقهم من عناصر الشرطة او الجيش وكذلك عمال البناء البنغلاديشيين والمهندسين وعمال البناء العراقيين.تعويض المتضررينمن جهة ثانية أكد قائد عمليات سامراء اللواء رشيد فليح تعويض المتضررين من ابناء سامراء بسبب غلق محالهم المجاورة للمرقد منذ مدة طويلة، وذلك بتوجيه من رئيس الوزراء نوري المالكي الذي شدد على ضرورة الوفاء ورد الدين لابنـاء سامراء الذين انتخوا وعـقدوا الـهمة لاعـادة مـرقد جدهم علي الهادي "ع".ويضيف لقد باشرنا فعلا بالبناء ولا نقول سوف نباشر، فقد باشرنا وبهمة وسواعد الشرفاء من العراقيين والمسلمين الذين وفدوا لإعادة الهيبة لهذا المرقد.محافظ صلاح الدين حمد الشكطي قال: ان جميع الاستعدادات جاهزة الان لبدء الاعمار تدريجيا على مراحل لانه يتطلب اكثر من ثلاث سنوات اذ اننا بحاجة الى ستة شهور لفرز المواد واكثر من سنة لعزلها وفحصها بمختبرات خاصة اضافة لعمليات اخرى اما المحافظة فانها قدمت ومازالت تقدم جميع الامور الفنية والتكنولوجية والهندسية والاستشارات للهيئة المشرفة على الاعمار في سامراء. وقد ناقشنا مع قائد شرطة صلاح الدين الاسبوع الماضي تشكيل فوج للشرطة من ابناء سامراء حصرا لحماية المرقد وحصلت موافقة الفوج لتشكيله في المدينة وسوف تشكل فرقة قريبا للجيش في سامراء بعد موافقة رئيس الوزراء.توفيق ماهر احد عمال التأسيسات الصحية وهو من مدينة سامراء بين سعادته الكبيرة باطلاق عمليات اعمار المرقد والشروع فيها، واصفا ذلك بالانتصار على الارهاب من اجل بناء مرقد جدنا الهادي وعودته لسابق عهده قبل التفجير. ويبتسم وهو يعمل لقد قمنا نحن العراقيين بالشروع ببناء المرقد، انه فخر لنا ان نعمر هذا المرقد الشريف، مبديا سعادته للاجراءات الامنية حول المرقد لتأمين الطريق ولحماية العاملين والاجانب من الغرباء.اما عامل الآثار البنغلاديشي محمود طارق وهو مسلم يتكلم العربية بشكل ضعيف فيوضح انه سمع بالتفجير وهو في بنغلاديش وقد تاذى كثيرا وتمنى ان يقوم بترميم ما يستطيع ترميمه في القبة وقد تحققت له الأمنية. اما ياسين محمد 34 سنة "حداد" وهو من اهالي الرمادي اوضح انه تطوع لبناء المرقد لانهما يعدان رمزين مهمين مقدسين لجميع العراقيين