وقالت هذه المصادر: إن الشعور المتنامي لدى الجبهة هو حالة الاستفراد الكبيرة التي يعمد إليها الحزب الإسلامي الذي يملك أكثر أصواتها (26 صوتاً) وتهميش بقية قوى الجبهة، ولم تستبعد هذه المصادر أن لا يتخلى الحزب عن سلوكه هذا لا سيما إنه الشكوى من هذا الاستفراد شمولية في كل المناطق التي يتواجد فيها الحزب، فهو لايتحمل وجود الآخر حتى لو اقتضى ذلك بحذفه عسكرياً وأمنياً، وتؤكد هذه المصادر إن عدداً من أعضاء الجبهة تركوا الجبهة فعلاً، والآخر يفكر بشكل جدي مع حساب المخاوف الأمنية المترتبة على ذلك.
وبالرغم من إن بعضهم يعتبر الإرهابي عدنان الدليمي في باطنه هو من الحزب الإسلامي إلا إنه لا يتردد في مجالسه الخاصة من وصف الحزب بأنه شر مطلق، ويتحرك الدليمي بشكل متواصل مع عدد من المليشيات وأبرزها جماعة أنصار السنة وكتائب ثورة العشرين للنيل من قيادات الحزب، وقد أبلغت أجهزة أمنية مختصة عددا من قيادات الحزب بوجود تحركات لاغتيالها من قبل مجاميع عدنان الدليمي، ويتردد على نطاق واسع شخص اسمه ابو عثمان وأحمد النعيمي في مثل هذه المحاولات.
من جهتهم فإن مجلس الحوار الذي يقوده خلف العليان ومحمود المشهداني يعاني من تصدع كبير، ووصفت المصادر المطلعة بأن خلف يتآمر على المشهداني بغية أن يكون هو رئيساً للبرلمان بدلاً منه، في وقت أرسل لبعض الكتل البرلمانية لا سيما للتحالف الكردستاني والإئتلاف أن يسمحوا له بأن يتولى هذا المنصب، ورغم إن ذلك يمثل مستحيلاً بالنسبة للقوتين، إلا إن الحزب الإسلامي الطامع بهذا المنصب لم يتردد في تسفيه العليان أمام البرلمان، وكان موقف عبد الكريم السامرائي والذي يعد هو المسؤول الأمني في داخل الحزب الإسلامي من شتيمة خلف العليان في داخل البرلمان مستخدماً ألفاظاً سوقية: (أدخل القندرة في فمك!!).
الحزب الإسلامي من جهته يفاوض بعض الأطراف لا سيما في مجلس الحوار بأن يقبلوا منصباً وزارياً مقابل أن يتسلم أياد السامرائي رئاسة مجلس النواب بدلاً من المشهداني والذي لم يتوقف عن وصف الحزب الإسلامي بأنه حزب ماسوني!!، ولم يستغرب هذا المصدر من أن تقبل هذه الأطراف بهذا المنصب لأن الأصل هو الكرسي وما يحويه من منافع، أما جمهور الجبهة فعليه أن يبقى محاصراً بين أداءات غير مسؤولة وطنياً من قبل هؤلاء وبين الجماعات الإرهابية المستفيدة مالياً وسياسياً من قبل نواب الجبهة العتيدين...
جماعات الصحوة ولا سيما الشريف منها كصحوة الأنبار متبرمة بشكل كبير من هؤلاء، ويقولون بأنه لا يسعون من أجل الشعب بقدر ما يسعون من أجل مصالحهم الخاصة وعمارات ظافر العاني وخلف العليان في الإمارات وعدنان الدليمي في الأردن شاهدة على ذلك، ولهذا فهي تتنظر بأفق مختلف لما يجب أن تسير عليه الأمور في شأن قيادة الشارع، حيث ترى إن التقارب مع الحكومة المركزية والإنسجام مع القوى السياسية البارزة هو الذي ينجي شارع الصحوة من شرور مرتزقة السياسة.
https://telegram.me/buratha