دعى سماحة الشيخ قاسم الهاشمي إلى دراسة علامات ظهور الإمام المهدي(ع) وفقاً للروايات صحيحة السند الواردة عن الأئمة الأطهار” وعرضها على الجماهير بهدف تحصينها من الإرهاب الفكري لأدعياء المهدوية في العراق. جاء ذلك في حديثه مع أساتذة وطلبة الحوزة العلمية في الملتقى الشهري الذي تنظمه مؤسسة الغري للمعارف الإسلامية في مدينة النجف الأشرف.
وقد أشار سماحته إلى أن هناك اختلافاً كبيراً في عدم تشخيص البعض لهوية المنقذ العالمي(ع) وتخبطها في قراءات مختلفة بعيدة كل البعد عن النصوص الشريفة الواردة عن الرسول وأهل بيته” معتمدة تلك الفئات الضالة على التأويل استناداً إلى عوامل خارجية وليس إلى تصريحات أو إشارات في النصوص نفسها بمعنى أن تحديد هوية المصلح المنتظر لا ينطلق من النصوص والبشارات ذاتها بل ينطلق من انتخاب شخصية (وقد تكون وهمية في كثير من الأحيان استناداً إلى اعتمادهم على البعد الغيبي) من الخارج ومحاولة تطبيق النصوص عليها لأسباب سياسية لأتباع هذه الفرقة أو ذاك الحزب.
وأكد الشيخ الهاشمي: أن هؤلاء المنحرفون استغلوا غيبة الإمام في تحريف الحقائق وتأويلها وادعوا ما ليس لهم ولا يستحقوا أن يكونو أهلاً له فقاموا باختيار شخصية غير ظاهرة على الوجود وجعلوها مصداقاً للشخصية الغيبية المستقبلية التي ستظهر في آخر الزمان يدفعهم في ذلك التعصب الهمجي وحب الظهور من خلال تشبثهم وتمثلهم بشخصية قوية كالإمام الحجة المنتظر حتى لو كان ذلك على حساب الادعاء والكذب والافتراء على الناس المهم أن يتقمصوا هذا الدور ويكون لهم شأن اجتماعي من ناحية وإظلال الناس بحركتهم وتعبئتهم اتجاه هذه القضية لتحقيق مآربهم ومؤامراتهم الدنيئة والتي يقف على رأسها قتل وتصفية المراجع وعلماء الدين في النجف من ناحية أخرى.
ومن هنا يطالعنا كل عام بعض المدعين للمهدوية بصور وأشكال مختلفة ويحاول أصحاب هذا الادعاء الباطل أن يتظاهروا بصفات الإمام التي جاءت في الروايات والنصوص الشريفة وحينما لا يجدونها مطابقة لحالهم يعالجون الموضوع بالتأويل والتلفيق لتلك النصوص بطرحها أو الطعن في سندها وصحة رواتها.
وخلال حديثه سجّل الشيخ الهاشمي استغرابه وتعجبه لمنهج أحمد بن الحسن اليماني الذي أدعى مؤخراً بأنه سفير الإمام المهدي أو من يمثله قائلاً: أن أبرز مفردّه في منهجه هو القيام بقتل المراجع العظام ورجال الحوزة العلمية باعتبار أن دورهم قد انتهى بظهوره وهو الممثل الشرعي للإمام المنتظر والغريب في الأمر أنه يعترف أن هؤلاء المراجع كانوا يمثلون نواب الإمام في زمان الغيبة الكبرى والآن قد انتهى دورهم بخروجه فكيف يقوم سفير الإمام بقتل نواب الإمام وهل هذا إلا تخبط واضح في فهمه لقضية الإمام المهدي(ع)؟! ثم إذا كان يدعي بأنه ظهر وأن المراجع انتهى دورهم فأين هو؟! ولماذا لا يرى الناس شخصه وكيف يتواصل مع من آمن بحركته؟ هل من خلال المنشورات والكتب؟! أم من خلال الأسلحة والمسلحين الذين يحصدون أرواح الأبرياء من شيعة أهل البيت كل سنه؟
https://telegram.me/buratha