وعرض المتحدث الأدميرال جريغوري سميث، خلال مؤتمر صحفي عقده في بغداد امس (الأحد)، نسخا من هذه الوثائق والمذكرات التي وصفها بـ " الهامة"، موضحا أن القوات الأمريكية عثرت عليها " أثناء تنفيذ عملية عسكرية، في (18) تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، تمكنت خلالها القوات الأمريكية من قتل المدعو أبو ميسرة أحد كبار مساعدي زعيم تنظيم القاعدة في العراق أبو أيوب المصري، قرب بلدة سامراء" .وذكر سميث أن القوات "عثرت أيضا، خلال العملية، على عدد من الحواسيب الشخصية وأقراص الـ (سي دي) والأسطوانات المدمجة وعدد من الذاكرات الصغيرة، ووثيقة من (39) صفحة"، موضحا أن تلك الوثيقة "غير مؤرخة.. وليست موقعة من أحد."ومضى المتحدث الأمريكي قائلا " إن تحليلاتنا لهذه الوثائق تشير إلى أنها كتبت في صيف العام (2007) من قبل مسؤول متوسط المستوى في (القاعدة) إلى مسؤول رفيع فيها، وتتحدث عن تقييم أداء التنظيم في العراق."واوضح سميث أن الوثيقة كانت تقول في إحدى فقراتها بالنص " إن الدولة الإسلامية في العراق تواجه أزمة غير عادية، لاسيما في محافظة الأنبار."وكشفت الوثيقة، بحسب ما ذكره سميث، أن هناك "صعوبات كبيرة في حركة المقاتلين الأجانب في الأنبار، وأن (القاعدة) خسرت التأييد الشعبي في تلك المحافظة"، مشيرة إلى أن ما تبقى من المقاتلين الأجانب فيها "انتقلوا إلى مناطق أخرى من العراق."واضاف أن الوثيقة "كانت تتحدث كذلك عن ازدياد دور عناصر الصحوة في العراق، واصفة إياهم بـ ( الفصائل الخائنة)."ويقول كاتب الوثيقة، بحسب ما عرضه المتحدث الأمريكي، إن أبناء السنة في الأنبار " أصبحوا أكثر استعدادا للانضمام إلى قوات الأمن العراقية، وإلى المشاركة في الإنتخابات"، كما أنه يشير إلى ما وصفها بـ " الحملة الإعلامية الشرسة ضد تنظيم القاعدة في العراق."وقال سميث إن الوثيقة " أوضحت أن تحسن الوضع الأمني فى المحافظة جعل من الصعب على المسلحين الأجانب حمل الأسلحة والأحزمة الإنتحارية"، مضيفا بأن كاتب الوثيقة كتب ما نصه " إن الأمريكيين بدأوا يشنون هجماتهم لتدميرنا، لقد فقدنا المدن والقرى.. وأصبحنا بعيدين عن الناس، ووجدنا أنفسنا في صحراء قاحلة."وأثنى المتحدث باسم القوات الأمريكية في العراق على "رجال الصحوة التي تحارب القاعدة"، مشيرا إلى ما وصفه بـ "النجاحات المتحققة بواسطة قوات الصحوة"، موضحا أن " نحو سبعة آلاف متطوع من الصحوة، من أصل (77) ألف متطوع، دمجوا في القوات الأمنية العراقية."ولفت سميث إلى ما قال إنه "وثيقة ثانية للقاعدة، عثر عليها بالقرب من مدينة بلد، في الثالث من تشرين الثاني/ نوفمبر من العام الماضي"، مشيرا إلى أن الوثيقة "عبارة عن مذكرات يومية لزعيم في القاعدة، يدعى ( أبو طارق)، كان يتزعم نحو (600) مقاتل شمال بغداد."واضاف أن الوثيقة "تشير إلى أن (أبو طارق) يقول في الوثيقة إن عناصر الصحوة والمتطوعين الذين يصفهم بالخونة، قوضوا بشدة عمل تنظيم القاعدة"، كما يذكر أن العراقيين " أصبحوا محبطين من العنف في مناطقهم."ويقول ( أبو طارق)، بحسب سميث، إن "القبائل تغيرت.. والكثير من المقاتلين إنسحبوا من التنظيم، الذي أصبح لا يضم أكثر من (20) مقاتلا، بدلا من (600) مقاتل."وتحدث أبو طارق، في الوثيقة، عما وصفه بـ "خيانات وقعت في صفوف التنظيم، وإنسحابات من أتباعه نحو قوات الصحوة"، موضحا أن " إحدى كتائب القاعدة، والتي تسمى كتيبة ( أبو حيدر الأنصاري)، تحول عدد عناصرها من (300) مقاتل مجهز جيدا بالأسلحة والمركبات إلى (16) مقاتلا فقط."لكن سميث قال " إنني هنا أشدد على أن تنظيم القاعدة لايزال يشكل تهديدا كبيرا وخطيرا في العراق."
https://telegram.me/buratha