أولاً: ان العراق فيه مكونات وليس عراقاً أحادياً ويجب احترام هذه المكونات وان العراق ليس للسنة وحدهم كما هو ليس للشيعة وحدهم وقد سمع العالم هذا الصوت من قلب العاصمة بغداد.
ثانياً: حرمة الاقتتال والقتل على الهوية، فهو لا يمثل أية شريعة دينية وهؤلاء الذين يتذرعون بالدفاع عن معتقد وغيره ويلبسون الثوب الديني ويذبحون الأبرياء تحت شعار الله أكبر ما هم إلا جماعة من الإرهابيين القتلة، وكانت كلمة العلماء جميعهم في المؤتمر ان أولئك لا يمتّون إلى الإسلام بصلة.
ثالثاً: العلماء من السنة والشيعة الذين حضروا المؤتمر هم من يمثل العراق وعلماء العراق وليس من هم خارج العراق والمتمثلين بهيئة علماء المسلمين الذين يكفرون الشيعة ويعتبرون السنة مرّتدين والأكراد متمردين، وليسمع العالم والدول التي احتضنت هؤلاء إنهم رأوا علماء العراق ومن يمثله سنة وشيعة. وأضاف سماحته إلى إنها خطوة جيدة وناجحة وموفقة في تأكيد وحدة الكلمة.
كما تحدث إمام جمعة النجف الاشرف عن دور المرجعية الدينية في الدفاع عن الإسلام، رادا بعض الشبهات التي تروج بعدم طاعة العلماء كونهم غير معصومين وان المرجعية الدينية معزولة عن الأمة وعن الساحة ولا يعرفون ما يجري وإنها مقصرة في خدمة الناس.
وأجاب السيد القبانجي على هذه الشبهات من الناحية الفكرية بإشارة إلى ان من أهم الخطوات التي سار عليها نظام صدام هي تصفية العلماء، من السيد الحكيم إلى السيد محمد باقر الصدر وحتى السيد الخوئي والسيد البروجردي والسيد محمد الصدر (رضوان الله تعالى عليهم) ومئات من العلماء والخطباء دفنوا في مقابر جماعية ولم يعرف مكانها لحد الآن. مشيراً إلى ان هذا البرنامج نجده في حركات معاصرة أخرى منحرفة كحركة جند السماء والجماعات المنحرفة الذين لا نجد لديهم أي هدف ولا مشروع سوى قتل المراجع فأنهم أشرّ خلق الله-كما يزعمون-. ففي مسألة العصمة ذكر سماحته ان الطاعة ليست منحصرة العصمة كما هي طاعة المدير والأستاذ والوزير وما شاكل حيث ان علماء الدين يمثلون الزعامة.
وعن مسألة ان المرجعية منعزلة ويتحدث الآخرون ما يريدون قال: ان المرجعية الدينية في قلب الحدث السياسي والثقافي في العراق وهم أقرب الناس إلى ما يجري على أرض الواقع والآن العشرات يذهبون لزيارة آية الله العظمى السيد السيستاني(دام ظله) ناهيك عن المسؤولين ورجال الدولة كل يوم فهو ليس معزولاً عن الناس وبابه مفتوح للجميع.
ومن ناحية التقصير في الخدمات أكد سماحته ان المرجعية الدينية ليست جهة تنفيذية بل هذا الأمر مسؤولية الدولة، فالمرجعية الدينية لديها ثلاث اهتمامات هي خدمة الناس وحريتهم ودينهم حيث لا ترضى ان يفرض على الناس شيء على حساب حريتهم، فلا يمكن ان تتحول المرجعية إلى وزارة معينة بل موقفها هو النصح والمطالبة بحقوق الناس. وأشار سماحته إلى ان الحملة ضد علماء الدين مستمرة وليس من الجوانب الدينية والعقائدية بل من قبل العصابات السياسية.
وفي وقفة مع الفكر التكفيري ناقش سماحته من يكفر زيارة الحسين(ع) مستعرضاً بعض استدلالات المفتي الأسبق للمملكة العربية السعودية عبد العزيز ابن باز من ان الرسول(ص) أوصى بزيارة ثلاث مساجد فقط المسجد الحرام والمسجد النبوي ومسجد الأقصى، وان الزيارة غير مألوفة في زمن النبي(ص) وإنه يختلط فيها الرجل والنساء، وكل ذلك من أجل الزيارة وليس من أجل شيء آخر كأن يكون غزواً ثقافياً أو شذوذاً جنسياً أو تبرجاً وغيرها. فإذا كان السفر لغير هذه المسجد محرما إذن فالسفر للدراسة والبعثات العلمية والتجارة أيضاً يكون محرماً وشركاً وبدعة.
أما الأشياء التي لم تكن على عهد النبي(ص) فكذلك الجامعات والمؤسسات وهيأة الإفتاء والبشرية بتطورها السياسي والإداري لم تكن على عهد رسول الله(ص). والاختلاط في الزيارة كذلك يكون في الحج وزيارة النبي(ص) واصفاً إياه بأنه تحجر في فهم الدين، فهناك ثقافتين: قطع الصلة بالتاريخ، وتأكيد الصلة بالتاريخ حيث ان ثقافتنا وثقافة كل المسلمين -باستثناء أصحاب الفكر المتحجر- التواصل مع التاريخ قائلا: ان الأمة التي لا تاريخ لها لا حاضر ولا مستقبل لها وأهل البيت(ع) ليسوا مقطوعين عن التاريخ، فهؤلاء يريدون أمة قابلة للمصادرة وارتباطنا بالحسين(ع) ليس ماضوياً وانتهى بل بقيم مستمرة على طول التاريخ وثقافة الزيارة رسخها الإسلام فينا وليست من الكفر والشرك في شيء فنحن لدينا ارتباط بالتاريخ.
https://telegram.me/buratha