وقالت بينيتا فريرو والدر مفوضة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوربي في بروكسل الخميس الماضي، إن 27 بلدا أوربيا يتطلعون لرؤية العراق جزءا من مشروع " أنبوب المشرق العربي" والذي يمتد من مصر إلى الأردن، بالقرب من الحدود السورية.
وتشير وكالة أسشيوتد برس إلى أن هذا المشروع العملاق الذي مازال قيد الإنشاء يتضمن نقل الغاز الطبيعي عبر أنابيب تمتد من سوريا إلى تركيا حيث سيستطيع الأوربيون الذين يودون الاستفادة من خدماته، التزود بالغاز من مصر والدول الأخرى التي يمر بها الأنبوب.
وأضافت فيريرو والدر وهي دبلوماسية نمساوية، قائلة في مؤتمر صحفي جمعها بوزير النفط حسين الشهرستاني، "إن العراق بلد رئيس في هذا المشروع ليس فقط في الإنتاج بل أيضا في عمليات نقل النفط والغاز، وإن هذا الأمر يهم الأوربيين الذين يودون تطوير العلاقات بما يرضي مصالح الطرفين، وإن هناك فرصا عظيمة لتحقيق هذا الهدف".
وأشار الشهرستاني إلى أن هذا هو الوقت المناسب لتطوير العلاقة بين العراق والاتحاد الأوربي في مجال الطاقة والتجارة، مؤكدا التزام بلاده بتزويد أوربا بكل احتياجاتها الضرورية، ليس فقط في مجال النفط بل والغاز أيضا.
ونقلت أسوشيتد برس أن الشهرستاني قال لمفوض الطاقة في الاتحاد الاوربي أندريس بيبالغاس إنه يأمل أن يتمكن العراق من تزويد أوربا بالغاز الطبيعي خلال العامين أو الثلاثة المقبلة.
وأكد الشهرستاني أن الحكومة العراقية ماضية قدما في خططها لتدشين حقول نفطية جديدة وتطوير حقل عكاس قرب الحدود السورية لنقل الغاز من هناك إلى أوربا عبر خط "المشرق العربي."
ويؤكد المسؤولون الأوربيون أن هذا الخط العملاق لنقل الغاز الطبيعي يمكنه فيما بعد أن يرتبط بخطوط لنقل الغاز إلى أوربا ومن ثم بخطوط نابكو الأميركية التي تنقل الغاز من الشرق الأوسط والدول المطلة على بحر قزوين، عدا روسيا، عبر تركيا إلى الدول الأوربية.
وأضاف الشهرستاني أن وزارته تدرس حاليا مشاريع العقود التي ستوقعها مع الشركات الأجنبية لتطوير حقول النفط عام 2008، وأن هذا الأمر ليس متوقفا على المشاكل التي تعتري المصادقة على قانون النفط الجديد.
وأكدت بينيتا فيريرو أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين العراق والاتحاد الاوربي اليوم هو جزء من اتفاق أوسع للتبادل التجاري وللتوقيع على المزيد من اتفاقيات التعاون الثنائية.تجدر الإشارة إلى أن هذه هي المرة الأولى التي سيوقع فيها العراق اتفاقا من هذا القبيل مع الاتحاد الأوربي، بعد أن تباينت مواقف الدول الأوربية من دخول القوات الأميركية إلى العراق عام 2003 وتسببت في فتور العلاقة بين الطرفين لبعض الوقت.
ويرى المراقبون أن كلا من العراق والاتحاد الأوربي سيستفيدان من هذه الشراكة، حيث يطمح العراقيون إلى فتح أسواق جديدة للاستفادة من أسعار النفط المتزايد، في حين تطمح دول الاتحاد الأوربي أن تقلل اعتمادها على الغاز الطبيعي المستورد من روسيا.
https://telegram.me/buratha