دعا دولة رئيس الوزراء السيد نوري كامل المالكي في كلمته التي ألقاها يوم أمس جميع القوى السياسية وابناء القوات المسلحة للعمل معاً من أجل تحقيق الأهداف والقضاء على الإرهاب، مؤكداً على وجود خطة أمنية ستُطبق في محافظة نينوى تحت إشراف قيادة عليا شبيهة بخطة فرض القانون التي طُبقت في بغداد والتي حققت نجاحاً كبيراً في التصدي للإرهاب والقضاء على تنظيم القاعدة.واشار رئيس الوزراء الى دعم الحكومة لقيادة عمليات نينوى على مختلف المستويات لإختصار الزمن في مواجهة الإرهاب وتحقيق الإنتصار عليه.
وفيما يلي نص الكلمة :
بسرور كبير نلتقيكم ايها الأخوة والقادة على أرض نينوى أم الربيعين وهذا اللقاء يُثير سؤالاً لماذا خلية الأزمة العامة تعقد لقاءها الإعتيادي في مدينة الموصل؟، وجوابه لايخفى عليكم بإن هذه المدينة العزيزة الكبيرة التي هي ثاني مدن العراق وذات التأريخ العريق بشعبها وعلمائها والانبياء الذين فيها قد تعرضت الى مزيد من الإعتداءات من الإرهابيين، واتخذت في الآونة الأخيرة بعدما هُزم الإرهاب في العديد من مناطق العراق إتخذوا منها لظروفها الجغرافية وتنوعها السكاني مكاناً لإنطلاق عمليات القتل والارهاب واثارة المشاكل الأمنية.
وجدنا ان من المناسب ان نقف على الحقائق من خلال وجودنا على الأرض في لقاء القادة المعنيين ولقائنا يحمل رسالة واضحة لكل الأخوة المعنيين بالأمن، إننا لم نعد نتحمل ولن نسكت وقد آن الآوان لكي ننطلق بعمل كبير لحسم المعركة في هذه المدينة وبسط الأمن والاستقرار وسلطة القانون، أنا أستطيع ان أقول بإن لا فرصة للقاعدة مهما أُتيت من دعم واسناد ان تستعين لها مواقع أخرى في العراق.
ولقائنا هذا أتمنى ان يُقرأ بشكل دقيق من قبل القادة المعنيين العسكريين الأمنيين بالدرجة الأولى ومن القادة الإداريين للحكومة المحلية في المحافظة ومجلس المحافظة والشرطة وجميع العاملين، والجميع أمام مسؤولية تأريخية ونحن مقبلون على عمل كبير ونريد ان نحسم الكثير من التحديات حفاظاً على أمن مواطنينا في هذه المحافظة واعادة البهجة الى نينوى واهلها، هذه المدينة التي أبت إلا ان تحتضن مختلف مكونات الشعب العراقي في تآخيٍ تأريخي من العرب والكرد والتركمان ومن الشبك والايزيدن والمسيحين، وكانوا يعيشون في أم الربيعين أخوة متحابين وينبغي ان تُحافظ على هذه الاواصر والعلاقة وان تبقى نينوى تحتفظ بِألقها التأريخي.
ولقائنا أيها الأخوة هو جلسة إستثنائية لخلية الأزمة لكي نضع أيدينا بشكل واضح عملياً ميدانياً وسياسياً مع قيادة عمليات نينوى، الفريق الركن رياض هو قائد عمليات نينوى وقيادة العمليات كما معمول بها في كل المحافظات تعني ان كل الأجهزة الأمنية بكل تفرعاتها وتشققاتها هي تحت إدارة هذه القيادة، وهي التي تُحاسب وتكافئ على ماأنجزت ونجحت، لذلك نتمنى على الجميع ان يقرأوا هذا الموقف بدقة لإن الوضع الأمني لايمكن ان يكون إلا تحت قيادة واحدة، وقد اخترنا هذه القيادة وسنعطيها كل الدعم وكل الإسناد وكل التأييد والوقوف مع القيادة لإنجاحها ولكن النجاح بالدرجة الأولى يعتمد على همة هذه القيادة وعلى كل الضباط الذين سيكونون مع القائد العام لعمليات نينوى، لذلك انا لااريد ان أطيل لإننا لانريد ان نتحدث بخطابات، إنما جئنا للعمل، لنطلق مسيرة التصدي والتحدي والمواجهة في كل شبرٍ من أرض نينوى كي يُطهر من دنس الإرهاب والخارجين عن القانون ولكي تستقر هذه المحافظة بإستقرارها لحجمها وتأريخها يعني إنها الرسالة الكبيرة والنهائية للإنتصار على القاعدة وتنظيماتها وبقايا النظام السابق.
لذلك أتمنى على الأخوة العاملين في المحافظة إداريين وسياسيين، قوى سياسية أحزاب، تنظيمات، مكونات، مجتمع مدني، ان تقف وقفة واحدة وتتظافر جهود الجميع مع قيادة العمليات لإنجاحها وحسم هذا الموضوع بالسرعة اللازمة، نعم هناك تعقيدات نحن ندرك بالصعوبات والتحدي للإرهاب فيه صعوبات، ولكن حينما إنتصرنا على الإرهاب في معاقله يوم كان يعبث في بغداد حينما نجحت خطة فرض القانون هذه التجربة في بغداد ستُطبق في نينوى كما كانت بغداد قواطع وقيادات ستكون نينوى قواطع وقيادات ايضاً تحت إشراف قيادة عليا، وهذه القيادات ستكون مشتركة بين الجيش والشرطة، وأضيف ايضاً بإن ماكان ينبغي ان يحصل في بغداد والمناطق الأخرى وفي أجهزتنا الأمنية من الشرطة والجيش من عملية تطهير وملاحقة كل الذين يخترقون او الذين ينتمون الى ميليشيات او الى أحزاب، إستطعنا ان ننتصر عليهم في أكثر من مكان واصبح ان يجعلوا من الشرطة والجيش مجالاً للنفوذ، ولهذا الحزب او تلك المليشيات او ذاك المكون السياسي او الإجتماعي على حساب الآخر ليس من حق أحد ان ينتمي الى الجيش والشرطة، إلا ان يكون شرطياً جندياً للوطن جميعاً وليس للحزب وتعلمون بإننا قسمنا قسم الولاء للوطن وعدم الإنتماء الحزبي داخل القوات المسلحة وعدم العمل لصالح آحزاب او لصالح ميليشيات، هذه النقطة التي أرجو من أخواني السياسيين ايضاً ان لايكون كما كان يحصل وبسببه كانت هزائمنا أمام الإرهاب ولا انتصرنا عليها إلا حينما عرف الجندي والشرطي والقائد والضابط بإنه هو قائد للعراق وقائد للوطن وهو مسؤول أمام الدولة وليس مسؤولاً أمام حزب مع الإحترام الكامل لكل القوميات، ولكل المكونات، والمذاهب، والأحزاب، ولكن الجيش والشرطة خط أحمر لإي نفوذ يمكن ان يتسلل، وهذا ماعملنا به، والاخوة الذين عاشوا معنا التجربة يشهدون بذلك، منعنا أي نشاط وحينما تمكنا من منع النشاط بهذا الشكل إستطاع المقاتل في الشرطة والجيش ان يتحول الى نقطة قوة وفاعلية بعدما كان خائفاً يتحسب من هذه الجهة او تلك الجهة وهنا ايضاً اطلب من قيادة العمليات ومن الحكومة المحلية ان تتظافر جهودها من أجل إبقاء شريحة الوطن والجيش والاجهزة الأمنية بعيدة عن هذه الخلافات السياسية التي يمكن ان تحصل وهي محترمة ولها أطرها التي يمكن ان تحل فيها، ولكن يجب ان لاتنعكس ابداً واقول بصراحة لن نتساهل مع كل من يريد ان يوجد خرقاً في نظام الشرطة والجيش الوطني لحساب قوميات او مذاهب سنة او شيعة الإنتماء او كرداً او تركمان مسلمين او مسيحين، إنما الكل في الجيش واحد وهنا نؤكد بإننا سنقدم كل مالدينا من جهد ودعم وقوات وأموال على مختلف المستويات لدعم عمليات نينوى لإختصار الزمن في مواجهة الإرهاب والانتصار عليه ان شاء الله.
https://telegram.me/buratha