الأخبار

يا وزير التربية انصفو المعلمين في عيد المعلم


 

محمد كاظم خضير 


عيد المعلم في العراق تحتفل الأسرة التعليمية في العراق من مدراء ومعلمين وطلاب في الأول من آذار بيوم المعلم، وفي هذه المناسبة يوجه الطلاب اعتزازهم وتقديرهم واحترامهم لمعلميهم، فكم من معلم منح طلابه النور والعلم لطريق مستقبلهم، فرسالة التعليم رسالة سامية وشعلة نور للعقول، فبها أضاءت مستقبل أجيال وتطورت حضارات فسهلت من أساليب وعادات الحياة على مرّ الأزمنة، فالعلم لا يتوقف، فكل يوم فيه جديد.

في هذا اليوم نبارك للمعلم عيده فهو النّور الذي أضاء الجهل، وهو من يقدم العطاء ويهذب ويصقل الأخلاق في سبيل تربية عقول تصنع المجد لأمتها، فهو تماماً كالمزارع يزرع غرسه ويرويها بالحب والعطاء ويسهر على راحتها في سبيل انتظار ثمار مجهوده، فكم من معلم تخرّج على يديه طلاباً تميزوا وأبدعوا ليكون منهم الطبيب، أو المهندس، أو المحاسب، أو المدير، أو المعلم ليسير على نهج معلمه، نعم فالأسرة التعليمية بمثابة العائلة. المعلم هو الأب والطالب هو الابن، وكلاهما يقضي الوقت ذاته داخل المدرسة في سبيل رسالة العلم، فهو يبذل جهده بكل تواضع وصبر صمت وفي المقابل لا بدّ من الطالب أن يكتسب التعليم من معلمه. في عراقنا الحبيب المعلم هو مثال التضحية والإخلاص وحب الإنسانية والوطن، فهو يمضي ساعات في يومه وليله في سبيل تحضير الدرس على أكمل وجه، وإلقائه على طلاب بأسلوب متميز يهدف فيه إلى حث الطالب على النشاط وروح المشاركة، والجد والعمل وإبعاده عن الخمول والكسل. المعلم هو عون الطالب في القراءة والمطالعة، فالهدف واضح لأنّ التعليم مهنة شاقة في بناء شخصية الطالب وتنمية عقله وتربية فكره للوصول بالطالب إلى شخصٍ يعتمد على ذاته في الحياة، أي أن المعلم يعدّ الطالب وينميه حتى يحلق هذا الطالب في درسه. إلى جانب المعلم لا بدّ من الآباء والأمهات أن تتكاتف جهودهم مع جهود هذا المعلم الذي أفنى حياته في رسالة العلم، فالأسرة يجب عليها تشجيع أبنائها في حب التعليم والمعلم وعدم إهمال الدروس، فالمعلم يعطي من خبرته وعلمه بأسلوب حضاري وتعليمي يتقبله ويفهمه الطالب بالرغم من اختلاف الذكاء بين الطلاب. المجهود الذي يبذله المعلم مجهود موحد لكافة طلابه، فلهذا على الآباء عدم تشجيع أبنائهم في الذهاب إلى الدروس الخصوصية بل يجب الانتباه والانصياع للمعلم، فمن علمني حرفاً صرت له عبداً، فالمعلم هو السراج الذي يتمسك به الطالب خلال مسيرته التعليمية، والتعليم مهنة سامية، فكل التقدير والاحترام لكل معلم عراقي وعربي وبوركت جهودهم.
يعترف العالم أجمع أن المعلم هو العنصر الأساسي في النظام التعليمي.. فالمعلم يحمل مشعل النور والهداية عن طريق العلم والمعرفة والتوجيه الأخلاقي. والمعلم ليس صاحب مهنة فحسب بل هو مربّ قبل كل شيء.. وأهمية المعلم معروفة لدى الجميع فهو كان ولايزال أرق منهل للعلوم وهو الأمين على تنشئة الجيل وهو صاحب رسالة إنسانية.... ولكن هناك حالة من الإحباط تنتاب المعلم اليوم، تعود هذه الحالة الى أسباب منها:

1 ـ الجدلية الأخلاقية القائمة هذه الأيام بين المعلم والطالب ..فعنصر الاحترام والمحبة، وللأسف الشديد ـ يكاد ينتفي بين أطراف العلاقة التربوية، ومن هنا لابدّ من ضوابط تحكم علاقة الطالب بأستاذه. وقد اعتنى السلف بذلك كثيراً في كتبهم، بل إن بعضهم أفرد لهذا الباب تصنيفاً خاصاً، وهو ما يعرف بآداب العالم والمتعلم، وعندما يتحدّثون عن آداب المتعلم فإنهم يفردون جزءاً خاصاً بآداب المتعلم مع أستاذه. أما اليوم فهناك من الطلاب من يتصرف مع معلمه بشكل غير لائق ودون الإحساس بالذنب... وهذا يعود لبيئته التي لم يتعلم من خلالها احترام من هم أكبر سناً منهم؛ وهذا بلاريب ينعكس سلباً على عطاء المعلم. ‏

2 ـ حدوث أزمة ثقة بين المعلم وبين أولياء الأمور نتيجة للطرق المتبعة في معالجة المشكلات إننا نرى الطبيب يخطئ في عملية جراحية وتعالج مسألته بكل تكتم في نقابة الأطباء وكذلك المحامي تعالج مشكلاته وقد يرقن قيده دون علم زملائه. أما المعلم إذا أخطأ فيُشَهّر به وتفرض العقوبات بحقه أمام التلاميذ!.. ألم نجد أن عدداً من المعلمين نقلوا من مدارسهم نتيجة لخطأ ارتكبه المعلم مع الطالب مع وجود حل أنسب منه وهو نقله وإن كان لابدّ من ذلك فليكن في نهاية العام الدراسي بدلاً من التشهير به أمام الطلبة. أخيراً علينا أن نعترف أننا بشر نخطئ وأننا بحاجة الى الحديث عن منهج علاج الأخطاء؛ ولكن نحن بحاجة الى أن نحذر من الوقوع في الأخطاء حين نعالج أخطاءنا. ‏

3 ـ مكانة المعلم الاجتماعية قد أهدرت وبدلاً من توفير المناخ الملائم لأداء واجبه أصبح يهاجم في الصحف والإعلام و عبر المسلسلات التلفزيونية... فمثلاً قام أحد الصحفيين بنشر تحقيق صحفي مع ريبورتاج أخذ مساحة ثلث صفحة من جريدة تابعة لأحد أصحاب الصحف المأجورة من أجل معلم قام بشد أذن طالب... وأقول لهذا الصحفي: الخبر الصحفي يقوم على الإثارة، وهذا الموضوع لا إثارة فيه، وكان حرياً بالصحفي أن يبحث عن الخبر الذي يقوم على اعتداء الطالب على المعلم وما أكثره في أيامنا هذه، وهنا تكون الإثارة. ‏

4 ـ من حالات الإحباط التي يعيشها المعلم اليوم أنه لا يستشار ولايؤخذ برأيه في وضع الخطط الدراسية والمناهج وأصبح المعلم، الذي هو الركن الأساسي في العملية التعليمية، مجرد منفذ ومطيع. ‏

5 ـ هذا إضافة الى الحرمان الذي يعيشه في مدرسته... فالمعلم محروم من مواكبة ومتابعة الأخبار الحديثة في مجالات العلوم؛ فالمكتبة فقيرة في المراجع والمجلات التي تخلو منها مدارسنا. أما الانترنت فهو أشبه بالحلم، اللهم إلا بعض المدارس التي تحتوي على مراكز تدريبية للمعلوماتية. ‏

6 ـ الكيل بمكيالين في قرارات وبلاغات وزارة التربية، فلقد قرأت خلال عملي في التعليم ما يقارب العشرات من التهديد بالعقوبات إذا استخدم المعلم الضرب ،والعشرات من التهديد بالعقوبة إذا أخطأ في التصحيح أو تخلف عن المراقبة في الامتحانات وغيرها من البلاغات التي تصدر في هذا المجال؛ لكنني لم أقرأ أي بلاغ يحث على ترشيح معلم من قبل زملائه أو نقابته لتقديم الشكر له على ما يبذله في تربية الأجيال!.. أين الحوافز التي يجب أن تتكافأ مع العقوبات، أليس المنطق يقول ذلك؟!! ‏

وأخيراً أود أن أؤكد على حقيقة وهي أن المعلم سيبقى صديقاً قديماً للأجيال يعطيهم ثمار العقول الناضجة وعصارة التجارب الحكيمة ويرفعهم من خانة الجهل والأمية الى صفوف العلماء وأصحاب الرأي والفكر كما أنه علينا أن نعترف بالدور الرائد للمعلم كمثقف وقائد ومرشد للأجيال القادمة، ويكفي أن نعلم أن الحضارة اليابانية الحديثة قامت على أكتاف المعلمين باعتراف اليابانيين أنفسهم ـ طبعاً بعد أن جعلوا راتب المعلم كراتب الوزير ـ ‏

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك