سجاد العسكري
في عالم السياسة تقع الاخطاء منها ماهو صغير يمكن تداركه ومعالجته باقل الامكانيات المتوفرة , ومنه ماهو خطأ ليس بالصغير ولا الكبير ويمكن ان يكون خطأ متوسط ؛لكن معالجته تاخذ وقتا وجهدا وكذا التكلفة والخسارة تكون اكبر , وهناك اخطاء كبيرة قد لايتمكن من السيطرة عليها وتكبد خسائر ضخمة في الاموال والارواح وقد تذهب الى ابعد منهما لتخرج الامور عن مسارها مخلفة ورائها الدمار ولا رجعة الى ما كان قبل الخطأ .
الى هنا الاخطأ قد تاخذ ابعاد متنوعا ايضا , وقد تكون قاتلة لايمكن تداركها او معالجتها, وتخيم ظلال اثارها لفترات طويلة مخلفة خسائر في كل الجوانب مع الالام والمأساة , واخطرها هي القرارات السياسية المنفردة التي لاتخضع الى الضوابط او القانون , او تقع هذه القرارات بايدي طبقة تقود الدولة سياسيا الى الهاويا , الاجواء السائدة فيها الجهل الملازم لعقولهم , وليس لديهم ادنى معرفة عند دخولهم في اعقد المجالات واكثرها معادلات لا تقبل الاخطاء ,فالاخطاء تعني التحكم بمصير المجتمع او الشعوب لنزوة او نرجسية مؤقتة تذهب بلحاظ مخلفة الندم الدائم والمقولة تقول :( الانسان عدو ما يجهل) فليتهم يتعلموا.
امتنا العربية بقيادتها الحالية تعيش الفترة المظلمة , لا بل حالكة الظلمة ! والنتائج كثيرة ؛ لكن السبب واحد لاغير هو الذي جر حكام هذه المنطقة الغنية – البقرة الحلوب - الى اوضاع غير مستقرة , واستفزاز مواطنيها, ومنعهم التدخل او انتقاد القرارات الفاشلة والخطيرة التي تكرس مفهوم الدكتاتورية , فالشعب يعبر عن مطالبه المشروعة لتصحيح مسار الحكومة , والسلطة الحاكمة تقصي وتهمش ولا تسمع من الفرد صاحب الحق الطبيعي في البلدان التي تدعي الديمقراطية المزعومة .
والسبب الوحيد هو الجهل , نعم جهل حكام الامة العربية في ادارة الازمات في دولهم, فما المانع من تطويق الازمات , والاستماع للمطالب عبر حوار يتميز بالشفافية لأيجاد الحلول النافعة وتجنب اقل الخسائر بعيدا عن سياسة العصابات, لماذا تدويل الازمات العربية ؟ لأنهم غير قادرين على التفكير بعقلية واعية , فالجهل من وضع الحكام في خانة التبعية , والجهل من جعلهم في استخدام العنف الغير مبرر , والجهل من اوجد حكام بعقول جاهلة , والجهل ما انطق الباطل واسكت الحق , والجهل...
الشيخ النمر يعدم , والشيخ عيسى قاسم ينفى , والشيخ على السلمان يحكم مؤبدا , و..., الكثيرين ممن اراد حرية شعبه وعبر عن اخطأ السلطة بتقديم الحلول والتظاهرات بشكل سلمي وشرعي ؛لكن بماذا قوبل ؟ بالعنف والاعتقال والاعدام والنفي هذه هي حقيقة الانظمة العربية التي خيم الجهل عليها حتى باتت لا تميز بين العدو والصديق , ولا بين التبعية والاستقلال , ولا بين البناء والانهيار !
حكام الدول العربية واخص منها المتصدية للقيادة بشكل علني ,فاخطائكم القاتلة ظهرت جلية واضحة وضوح الشمس في النهار , بل تعديتم على حرية الاخرين عبر قتلكم البراءة والطفولة , وسلب الامن من اوطاننا , وقتلتم الشباب واثكلتم النساء , واعدمتم ونفيتم واعتقلتم العلماء !
الى ما تسعون الجهل... الجهل لأغير؛ اذن انتم على شفى حفرة , فالجهل + الاخطأ = الانهيار , هذا ما ترغبون في تحقيقه ,لأنكم تابعون مطيعين خائنين, فكوارث عفن قراراتكم السياسية ما هي الا تداعيات انهيار المنطقة بشكل عام والامة العربية بشكل خاص , فاخطر انواع الجهل هو الجهل السياسي , فالنجاح والفشل مرهون بمدى التحرر او الانقياد مابين العلم والجهل السياسي
https://telegram.me/buratha